hit counter script
شريط الأحداث

فن وإعلام

أنور سلمان: مبخرة الشعر اللبناني

الخميس ١٥ نيسان ٢٠١٨ - 13:51

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

"مَن قال نغدو قصةً مَنسيّة"،

ولنا حكايا في الهوى وعُهُودُ!

لا يَنقَضي عُمرُ الربيع بموسمٍ ...

إنّ الربيع يغيبُ ثُمّ يَعودُ"

إنه الشاعر اللبناني الأصيل أنور سلمان الذي نثرَ الحب والوطنية والحنين في أرجاء قلوب القرّاء لتزهر رياحين عطر في حقل أنور سلمان. إنّ الربيع يغيب ثم يعود، ولكن ربيع الشاعر أنور سلمان ما غاب يوماً كي يعود، فالربيع دائم مع هذا الرجل وحديقة شعره الفواحة تتفتح براعم شعر وحب ممزوجة بتربة أنور سلمان الخصبة.

الكلمات التي أُلقيت البارحة في الاحتفال التكريمي في الذكرى الثانية لرحيل الشاعر أنور سلمان كانت كافية ووافية، ونوعية الشخصيات الحاضرة هي نموذج عن عظمة وأهمية هذا الرجل، فصديق الشاعر الوزير الأسبق إدمون رزق كان من الحاضرين، إضافة إلى الشاعر الكبير هنري زغيب والسفير الدكتور عاصم جابر ورئيسة مجلس الفكر الدكتورة كلوديا ابي نادر، وغيرهم من الشخصيات. ولكنني هنا اليوم لأقف من جديد على عتبة حديقة الشاعر أنور سلمان الفواحة، وانثر له بعض الكلمات النابعة من القلب.

عند سماعك أغنية "عيناكَ ليالٍ صيفيّة" للسيدة ماجدة الرومي لا يمكنك إلا أن تركع لوقع الكلمات التي تدغدغ المشاعر وتبعث بك إلى عالم خيالي وأسطوري لا يشبه عالمنا المعاش، هذا العالم اسمه "أنور سلمان" لأنه رجل الكلمة والقلب المرهف فقد طرنا معه إلى عالم الحب والعشق والجمال. هكذا وبكل بساطة دخل الشاعر أنور سلمان إلى قلب كل مُحِب وأصبح رمزاً للجمال والسحر في عالم الحروب والحقد والدمار.
عام 1938 ولد شاعر لبنان أنور سلمان في منطقة الرملية – عاليه، وخاض غمار الأدب والشعر والصحافة فكان عضو الهيئة التأسيسية لمَجلس المؤلّفين والملحّنين في لبنان، ومستشارا ثقافيا في وزارة الثقافة والتعليم العالي في بيروت، وعضو الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب واتحاد الكتاب اللبنانيين منذ العام 1971، وانتخب عضوا في الهيئة الإدارية للاتحاد عام 1997 و2001 وعام 2005، وعضو لجنة تقييم النصوص الشعرية الغنائية في إذاعة لبنان الرسمية، وقد نال جائزة مارون عبود للشعر عام 1956.

عند دخولك حديقة الشاعر سوف تشعر بعظمة ورقّة هذا الرجل، فكلمات أنور سلمان الصلبة مثل جبال لبنان ستدخل إلى قلبك بسلاسة ورقة لتضج روحك فرحاً ونشوةً من فيض فكر وروح هذا الشاعر. نستذكرك اليوم كما كل اليوم، لأنك من عظماء بلادي وللبنان الفخر بقامة أدبية تركت بصمة في عالم الشعر والفكر. أنور سلمان الذي دخل هيكله الخاص عام 2016، هذا الهيكل المقدس الذي يفيض نوره يوماً بعد يوم من صدى أعمال الشاعر أنور سلمان ليصبح منارة لنا وللأجيال القادمة.

أنور سلمان الذي لن يقول وداعاً، فالوداع لا يليق بمن أعطى الروح للقلب والوطن؛ ذكراك خالدة وخلودك انتَ من خلود الأرز، لروحك ألف تحية ووردة!
 

بقلم: محمد زريق

  • شارك الخبر