hit counter script

مقالات مختارة

طريق الديبلوماسية في سوريا ضيّق

الخميس ١٥ نيسان ٢٠١٨ - 07:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تُحاول فرنسا الاستفادة من زخم الضربات لإيجاد اتفاق في الآراء بين الأطراف الفعّالة الإقليمية.

وبعد الضربات، يعود زمن الدبلوماسية. والتزاماً بسمعة الوسيط القادر على التحدّث مع الجميع، يحاول إيمانويل ماكرون تقديم مشروع قرار إلى الأمم المتحدة منذ الاثنين، مشروع يأمل ماكرون أن يساهم في استئناف عملية الانتقال السياسي في سوريا.

فهذا النص المستوحى من الروح الفرنسي، والذي لم يحدَّد بعد تاريخ التصويت عليه، هو ملخّص عن جميع جوانب الأزمة السورية التي يتناولها مجلس الأمن بصورة منتظمة: الجوانب السياسية والكيميائية والإنسانية.

ويمكن لشمولية المقاربة، التي أرادت لها باريس أن تتّسمَ "بالتوافقية على قدرالإمكان" والمرفَقة بالزخم الذي حقّقته الضربات التي بيّنت "عزم" الغربيين، أنْ "تخلق مساحةً للمفاوضات من جديد" و"تسمحَ بإيجاد طرق لإجراء حوار بنّاء"، هذا ما يأمله المقرّبون من جان إيف لودريان.

يقتضي الأمر أوّلاً إقناع روسيا. فلقد استخدمت موسكو حقّ الفيتو 12 مرّة في ما يتعلّق بقرارات مجلس الأمن لحلّ الأزمة السورية. كما قضى الروس، في نهاية عام 2017 على آلية التحقيق بشأن الأسلحة الكيمائية، الـJIM (آلية التحقيق المشتركة)، التي تعتمدها كلّ من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. ولكنْ تريد باريس أن تصدّق أنّ الظروف قد تغيّرت وأنّه "قد يكون لروسيا مصلحة في العمل معنا" لإيجاد مخرجٍ للأزمة.

التوقيت مناسب

الواقع أنّ الكرملين قد فشلَ في تحويل نصره العسكري في سوريا إلى نجاح سياسي. وتعيش إجراءات أستانا وسوتشي حالة جمود، كما هو الحال مع إجراءات جنيف التي ترَأستها الأمم المتحدة. وعن طريق حصرِ ضرباتهم على بعض الأهداف البعيدة عن المواقع الروسية والايرانية، ألمحَ الثلاثي الذي قاد تدخُّلَ يوم السبت الماضي إلى أنّه سمعَ تحفّظات موسكو.

ووراء صرخات الاحتجاج التي وجّهتها أجهزة الكرملين الدعائية، "لاحَظ الجميع أنّ روسيا لم تحاول منعَ إجراءِ فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة"، بحسب ما ذكر محيط جان إيف لودريان. وحاوَل الدبلوماسيون الغربيون عبثاً ولأشهرٍ طويلة أن يثيروا نزاعات بين فلاديمير بوتين وحليفِه بشّار الأسد.

هنا أيضاً، تريد باريس تصديقَ أنّ التوقيت مناسبٌ. ويظنّ مقرّبون من لودريان "أنّ النظام السوري يضع روسيا في مأزق، وهذه ليست المرة الأولى. ففي سوتشي كان النظام قد انفصَل عن الخيارات السياسية الروسية لإنهاء الأزمة رافضاً خوضَ لعبةِ الحوار. ويمكننا الاعتبار منطقياً أنّ ما فَعله النظام لا يطابق بالضبط ما كان يودُّه الروس. إذ إنّ موسكو لم تُحبّذ فعلاً الهجوم الكيميائي في دوما.

وتريد باريس أيضاً الاطّلاع على المستجدّات في إيران وتركيا، الدولتين الأخريَين اللتين لا يمكن بدونهما إيجاد حلّ سياسي في سوريا. ويَشرح دبلوماسي: "نحن نريد العمل مع جميع الجهات الفاعلة في الملف السوري من أجل إيجاد حلول للخروج من الأزمة".

لو كنّا في عالمٍ مثالي لقدَّمت عقلانيةُ التحليل الفرنسي أسباباً عدّة للتمسّك بالأمل، إلّا أنّها قد تواجه خطرَ الاصطدام مرّةً أخرى بسير عملِ الكرملين الذي يَستند منطقُه على القوّة ومواجهةِ الغرب، والذي تختلف مصالحُه الاستراتيجية عن مصالح الثلاثي. وانتقد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا المبادرةَ الفرنسية من ناحيتين: الأولى المتعلّقة بتدمير مخزونها الكيميائي والذي يَهدف إلى إحياء آلية التحقيق المشتركة، والثانية سياسية.

وحذّر قائلاً: "إذا كان الهدف إجبارَ الرئيس السوري تحت وابلٍ من القنابل على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، فإنّه ببساطة مسعى غيرُ واقعي". إذاً لا يزال "وقت التلاقي مع روسيا" والذي تتمنّاه فرنسا أيضاً بعيداً جداً.

إيزابيل لاسير- (لو فيغارو) - الجمهورية

  • شارك الخبر