الديار

ما جمعته ثوابت (14 اذار) بين قيادات وقوى سياسية فرقه القانون النسبي والصوت التفضيلي، والحلف الذي كان قائما بين القوات اللبنانية وحركة الاستقلال ممثلة برئيسها ميشال رينيه معوض اهتز عند الاصطدام بالمصالح الانتخابية في الدائرة الشمالية الثالثة التي تضم زغرتا - بشري - الكورة - البترون.
ليس في السياسة اللبنانية مستحيلات، كل شيء ممكن وفق المصالح الانية او المرحلية، فالمهم الوصول الى المناصب بأي ثمن ومهما كان الثمن والمبادئ توضع على الرف الى حين الحاجة اليها.
الدائرة الشمالية الثالثة تشهد ام المعارك بين القوى والتيارات السياسية الاكثر تمثيلا للمسيحيين الموارنة، والارثوذكس، فيها سبعة مقاعد للموارنة وثلاثة للارثوذكس، واربعة طامحين للرئاسة هم سليمان فرنجية، سمير جعجع وبطرس حرب وجبران باسيل، ولاحقا ميشال معوض الخامس المؤجل بينهم، جمعتهم دائرة واحدة.
رغم الخصومة الشديدة والسجالات التي قامت لعدة سنوات بين رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض والتيار الوطني الحر انتقلت العلاقة من ضفة الى اخرى، وقام بينهما تحالف انتخابي وصفه البعض بالهجين على غرار الكثير من التحالفات الانتخابية الهجينة التي حصلت في عدد من الدوائر.
ولم يحصل هذا التحالف بين حركة الاستقلال والتيار الوطني الحر في الدائرة الثالثة، الا بعد ان استنفد التيار الوطني الحر كل حواراته مع القوات اللبنانية وبعد ان استنفدت حركة الاستقلال حواراتها ايضا مع القوات اللبنانية. فانفرط التحالف بين هذه القوى لتفضل القوات اللبنانية تشكيل لائحتها المستقلة عن بقية القوى بعد شعورها بفائض قوة واستطاعتها الى تأمين ثلاثة حواصل بمفردها، وقدرتها على ان تبلغ اربعة حواصل وتعتقد القوات اللبنانية ان الحواصل الاربعة تحصل عليها في حال تحالفها مع «حركة الاستقلال» في زغرتا بكثير من الاطمئنان.
ولذلك سارعت القوات الى ترشيح احد اعضائها في زغرتا، مما ادى الى اثارة الشكوك لدى ميشال معوض الذي استغرب هذه الترشيح والذي من شأنه ان يتقدم بالصوت التفضيلي عليه في حال كان ضمن اللائحة. وبذلك يصبح معوض في المرتبة الخامسة، بحيث ان انضمامه الى التحالف مع القوات اللبنانية سيؤدي الى رفع الحاصل الانتخابي للقوات اللبنانية دون ان يحظى بالمقابل الصوت التفضيلي، فيرفع من اصوات المرشحين القواتيين على حسابه. وهذا ما ادى الى الانفصال بينهما وذهاب معوض الى الخيار الاخر بالتحالف مع التيار الوطني الحر.
يتساءل ميشال معوض عمّا قاله جعجع في اطلالة تلفزيونية له مؤخرا حيث قال «انه عرض على معوض ان يكون الخامس على اللائحة رغم اعتراف جعجع بان القوات اللبنانية دون «حركة الاستقلال» تحصل وحدها على ثلاثة حواصل، ومع «حركة الاستقلال» على اربعة حواصل، فكيف يمكن لمعوض القبول بان يكون الخامس على اللائحة وبدون حركة الاستقلال تحصل القوات على ثلاثة حواصل. متسائلا «كيف يدعي جعجع انه ارتضى بأن يضحي بالرابع القواتي طالما من دون حركة الاستقلال يحصل على ثلاثة حواصل.
يعتبر معوض ان هذه الحالة انتجت عدم ثقة بين الطرفين، واللافت ان الحوار بينهما كان دون ضمانات وبشكل غير منطقي حين عرض على معوض ان يبقى المرشح القواتي ضمن اللائحة لكن دون انتخابه. وان هذا الاسلوب غير مقنع خاصة بعد ان ادركت القوات اللبنانية ان تيار المستقبل سيتحالف مع التيار الوطني الحر، عبر ترشيح النائب نقولا غصن في الكورة.
ويوضح ميشال معوض ان الحوارات التي دارت لتشكيل لائحة مع القوات اللبنانية كان من ضمنها المطالبة بوزارة وان ما قاله جعجع عن المطالبة بوزارة لمعوض هو كلام مجتزأ، حيث يوضح معوض ان المطالبة بوزارة جاء في سياق السعي لقيام توازن حقيقي في زغرتا الزاوية، دون الاشتراط ان تكون الوزارة من نصيب معوض. انما من مصير التيار السيادي في زغرتا الزاوية.
ويرى معوض في هذا الاطار انه يحق لزغرتا بوزير لضرورات التوازن وان جعجع حين تحدث عن مشاريع انمائية تمنى عليه ان يسمي مشروعا واحدا في زغرتا الزاوية، ولفت معوض الى ان وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي نفذ في وزارته حوالي 13 مشروعا انمائيا عبر وزارته في الكورة مقابل غياب اي مشروع لزغرتا الزاوية. وان النائبة ستريدا جعجع نفذت مشاريع في بشري وحبذا لو امكن الحكيم ان يسمي مشروعا انمائيا واحدا تمّ تنفيذه لمصلحة زغرتا الزاوية.
يعتبر معوض انه وان اختلف انتخابيا مع القوات اللبنانية او على اولوية قضاء زغرتا فان هذا الاختلاف لن يفسد في الود والنضال المشترك الذي يجمعهما.
هذه النقاط التي اوضحها معوض كانت كافية للاطاحة بمشروع التحالف الذي كان سيكون بينهما ودفع بمعوض نحو التحالف مع التيار الوطني الحر الذي سيتيح لهذا التحالف الفوز بحاصلين انتخابيين واحد في البترون والثاني في زغرتا. اما القوات اللبنانية فمن المتوقع ان تحظى باربعة حواصل ولائحة فرنجية باربعة حواصل.