hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - مروى غاوي

المسيحيون في انتخابات 2018... حرب الغاء مدمرة

الخميس ١٥ نيسان ٢٠١٨ - 06:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كلما اقترب يوم 6 ايار زادت حدة الانتخابات وتصاعدت وتيرة الخلافات على الساحة المسيحية التي بلغت سقفها الاعلى بين المسيحيين وحيث ان الاحزاب المسيحية فقدت "السيطرة" على خطابها الانتخابي الذي وصل الى حد غير مسبوق ولم يكن سائدا في انتخابات 2009 رغم الانقسام المسيحي في حينه بين 8 و14 آذار، وقد بات واضحا ان الاحزاب المسيحية تخوض حربا ضد بعضها بعدما لم تستطع ان تتوحد او تلتقي تحت عنوان واحد مشترك، فالاحزاب ترفع شعارات تقوية المجتمع المسيحي وحمايته ولكنها تسهم في شرذمته وتنقسم على بعضها عندما تحين ساعة الجد وكما هو حاصل اليوم في انتخابات 2018، فالاحزاب المسيحية ذهب كل واحد منها في طريق انتخابي، اول الخارجين عن الوفاق المسيحي كان التيار والقوات فتفاهم معراب استشهد وكان اول ضحايا الصراع المسيحي المسيحي قبل الدخول في المرحلة الاولى من الانتخابات وتسللت نظريات المؤامرة بين القوات والتيار، وفي مرحلة الانتخابات الرئاسية تفرق الحليفان في التيار والمردة وصارت علاقتهما السيئة مضرب مثل، وقبله ايضا سلكت الكتائب خيار عدم الاقتراب من التيار الوطني وسلوك طريق المعارضة الدائمة له وللسلطة الراهنة، وباستثناء تقارب المصلحة الانتخابية الذي جمع بين الكتائب والقوات في اللحظات الانتخابية الاخيرة فان احزاب الصف الاول المسيحي تخوض في 6 ايار معركة الغاء بعضها بشتى الوسائل والاساليب المتاحة.
ثمة من يضع اللوم كله في فراق الاحزاب المسيحية على التيار الوطني الحر الذي يضع نفسه في المرتبة الاولى ويريد ان يقرر عن كل المسيحيين، وتتهم الاحزاب المتباعدة عن التيار رئيسه جبران باسيل بانه يريد انهاء كل الظواهر المسيحية من حوله والابقاء على التيار وهو يختصر الحالة المسيحية كلها بشخصه متكلا على كتف بعبدا للاتيان بالكتلة المسيحية الداعمة للعهد، وعلى هذا الاساس قطع الطريق امام التعاون مع الاحزاب المسيحية فابتعد عن المردة والقوات والكتائب، واختار اضدادهم والمنشقين عنهم لدى المسيحيين، وعرف كيف يحيك خيوط العلاقة القوية مع المستقبل لتطويق المسيحيين وعزلهم عن التيار الازرق وعليه رست اكثر التحالفات في اهم الدوائر بين التيار والمستقبل، كما رفض رئيس التيار ان يمد يده الى القوات للاستئثار بالحصة المسيحية الاكبر ورفع عدد نوابه او الاقل المحافظة على الكتلة نفسها، وحيث يسعى التيار الى الاحتفاظ بالرقم 27 لان زيادة نوابه قد تكون عملية معقدة بالقانون الراهن، وان العونيين يعتبرون ان الخسارة لاحد مقاعد بعبدا او جزين او كسروان وجبيل وفي الدوائر المسيحية الحساسة سوف يتم التعويض عليه في دوائر الاطراف وحيث لم يكن التيار قادرا في استحقاقات ماضية على الفوز بنصف مقاعد مثل عكار او زحلة او البقاع الغربي.
هذا الواقع جعل القوات تتعاطى بالمثل، اذ ان القوات قامت باللازم لفك الطوق الذي وضع حول رقبتها لعزلها مسيحيا ووطنيا، فبادرت الى الانقضاض على المستقبل عندما ذهب المستقبل الى خيار التيار، وحاولت ان تدخل الى الانتخابات بالقوة الذاتية خصوصا ان معراب تعتبر ان القانون الحالي يريحها ولو خاضت الانتخابات بمعزل عن الجميع وبالتحالف فقط مسيحيا مع حزب الكتائب حيث القواعد المشتركة بينهما، فان القوات تتطلع الى رفع كتلتها من 8 الى عشرة او 12 نائبا، وحيث بات محسوما على الاقل زيادة مقاعد في دوائر محددة نتائجها مثل بعبلك - الهرمل او في بعبدا وفي بيروت الاولى او الشوف وعاليه مع الحفاظ على مقعدي بشري والتطلع الى ربح اكبر على مستوى الشمال الثالثة.
تيار المردة الذي يعتبر ان الوطني الحر يستهدفه دائما ويريد الغاءه في تكرار لمشهد الانتخابات الرئاسية لعزل فرنجية يخوض معركة "اكون او لا اكون" لكسر احتكار التيار للساحة المسيحية وربط كل ما يحصل بالعونية السياسية التي باتت الاقوى على الساحة الداخلية، فرئيس المردة لا يتكل على القوات بسبب الخلاف التاريخي بينهما ولا الكتائب او التيار بل على حلفاء من خارج الصف المسيحي خصوصا وان رئيس المجلس النيابي هو الحليف الدائم لزغرتا. اما بكفيا فان وضعها ليس افضل حالا فهي تجرعت كأس التحالف دفعة واحدة ومرغمة كآخر الخيارات المتاحة مع القوات في وجه التيار الذي فرض فرضا حصول المعركة بين المسيحيين وذهاب الاحزاب الى خيار التنافس والتشرذم في الانتخابات.
بالمحصلة فان الاحزاب المسيحية جميعها متخاصمة مع بعض ومعاركها جميعها في مواجهة التيار، الامر لا يتصل فقط بمجرد انتخابات بل ابعد من ذلك الى معركة 2022 الرئاسية، وما يحصل اليوم هو معركة تحديد الاحجام والاوزان المسيحية، واذا كانت الثنائية الشيعية وزعت حصصها ومرشحيها مصوبة المعركة نحو الخصم الانتخابي فان الاحزاب المسيحية وجهت سلاحها لضرب اخاها المسيحي وحليفها السابق والحالي لثتبيت معادلة "انا الأقوى مسيحيا" او "انا اقوى منك".
 

  • شارك الخبر