بات أهل البقاع على ثقة بأن الرئيس سعد الحريري لم يكن يطلق كلاماً انتخابياً، بقدر ما كان يقول الحقيقة عن دخول النظام السوري على خط دعم لوائح أزلامه في البقاع وغيره، عندما شدد خلال الإعلان عن لائحة "المستقبل للبقاع الغربي وراشيا" على أن "البقاع ليس لأزلام زمن المخابرات في عنجر"، وأن كلمة البقاعيين في 6 أيار "ستمنع تسليم المنطقة إلى ناس يصفقون لقصف أطفال سوريا، وذبح شعبها وتشريد أهلها".

مرد الثقة هو ما يراه البقاعيون بأم العين من "هدايا انتخابية" تقدمها مخابرات بشار الأسد للمرشحين في البقاع، كاحد المرشحين في في البقاع الأوسط وزحلة وأحد المرشحين في البقاع الغربي وراشيا، وغيرهم.

هذه "الهدايا الانتخابية" تقوم على استغلال المرشحين، معاناة أهل البقاع ممن لديهم معتقلين في السجون السورية، في البازار الانتخابي، والتنسيق مع المخابرات السورية على إطلاق سراح بعضهم، ومن ثم القيام بعراضات شكر لمرشحي نظام بشار الأسد، لزوم "التقريش الانتخابي"، على شاكلة ما حصل في سعدنايل بالأمس بعد "رعاية" أحد المرشحين لإطلاق سراح عبد القادر الكردي الذي كان أُوقف في من قبل المخابرات السورية من دون أي سبب، وقبلها في بلدة الصويري في البقاع الغربي مع إطلاق سراح يسار الصميلي بـ"رعاية مباشرة" أحد المرشحين.

اللافت، أن من يُطلق سراحهم تم توقيفهم من قبل المخابرات السياسية من دون سبب، على خلفيات تتعلق بتأييدهم لخط "تيار المستقبل"، واليوم يتم إطلاق سراحهم، والسبب واضح، تأمين بعض الأصوات لمرشحي بشار الأسد، على حساب وجع أهالي البقاع وقهرهم من اعتقال ابنائهم من قبل مخابرات الأسد!

فهل تنطلي هذه اللعبة الوقحة واللا أخلاقية على أهل البقاع من قبل نظام الأسد ومرشحيه ولوائحه؟ وهل يرضى البقاعيون بالمتاجرة بوجعهم وقهرهم واستغلالهم إنسانياً من أجل مقعد نيابي يستشرس نظام الأسد في السعي لتأمينه لمن رشحهم في البقاع، وباقي المناطق اللبنانية؟!