hit counter script
شريط الأحداث

خاص - روبير فرنجية

مرشح يعرض عائلة روبير فرنجية للموت لينقذ زهرة أوركيديه

الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠١٨ - 06:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لو لم يكن الاولاد في المقاعد الخلفية لكان حادث السير الذي كاد يودي بحياتنا أخف وجعاً وقلقا.

بعد نفق شكا بأمتار قليلة وفي طريقنا الى مسرح الشاتو تريانو لنشاهد الفنان جورج خباز دون أن نعلم أننا سنكون في مسرحية اخرى اذ اختار المرشح السابق (بعد الحادث) عن أحد المقاعد النيابية في طرابلس ملصقاً يحمل صورته و"شبوبيته" ليعرض عائلتي للموت لولا تساعيات وصلوات الوالدة اليومية "متل منكن رايحين بخير ترجعوا بخير..."
الحادث كان قوياً فقد صدمت سيارة سعادة المرشح الذي كان اختار الوطنية والنزاهة وخدمة المواطنين وسلامتهم شعارات لحملته سيارة قبل سيارتنا وفر منها بسرعة جنونية محاولاً أن يخلص زهرة أوركيديه من التبعثر فتسلق باب سيارتنا الخلفي محطماً وناشراً الذعر في نفوسنا وربما أحزمة الامان هي التي أفسحت لي المجال أن أكتب هذه المقالة .
انحرفنا عن الاوتوستراد بصعوبة وعلى وقع صراخ أبنتي وانا أرى الاولاد يتناثر زجاج السيارة على أجسادهم ولكن المرشح "الناجي" من أي جرح كما زهرته الناجية أيضاً لم يستطع التوقف من جديد بل صدمنا مرة ثانية وبالقوة نفسها متحججاً بالفرامل التي تبين للخبير أنها على ما يرام .
نزلت من السيارة بهلع وسط صيحات ابنتي التي شكت من وجع في رأسها ورقبتها أتفحص وزوجتي بقلق الجميع، ومثلي نزل المرشح يتفحص زهرته وهو في شبه ثياب بحر ويقول قبل أن يعرف ان كان ثمة اصابات في الارواح: "لا تخافوا سأعوض كل شيء فأنا مرشح الانتخابات"، مشيراً الى صورته و"دونجوانيته" قرب محطة الوقود ثم يكمل: "أنا أملك المصانع الفلانية والعلتانية في طرابلس وهذا ثالث حادث سير لي بعد النفق كأنني أختصاصي بمثل هذه الحوادث".
لم أكن دافىء اللسان وديبلوماسي الكلام حين سمعته يمطرني بوعوده: "سأشتري سيارة جديدة لكم" اذ صرخت بوجهه: "وهل تعتقد أن بمالكم تقايض على أرواح عائلتي كدت تتحول من مرشح السيادة الى مرشح الابادة".
وبعد أن استعرض امامي أن عدد الموظفين في مصانعه نحو 250 وجميعهم من اللبنانيين وأن احد محاميه من مدينتي وهو يصطاف في اهدن، أصريت على أستقدام خبير السير من شركة التأمين الخاصة به وبنا حاول بداية التنصل لانه يريد أن يحمل زهرة "الموت" الى من يقصدها وقد تأخر على موعده وعارضاً على الاولاد بمحبة طافحة أن يوصلنا أحد موظفيه الى المسرح ويبقى معنا ذهاباً واياباً .
وبالفعل بعد ربع ساعة تدفقت سيارات أزلامه الى المكان ونقلوا الاوركيديه الى سيارة أخرى من سيارات المرشح وأسر في أذني أحد معاونيه أنه لا لزوم للانتظار فسعادة المرشح في ثيابه الداخلية ( طلبت من أبني أن يلتقط صورة له للارشيف ) وصاحبة الاوركيديه تنتظره وهو على استعداد أن يأخذ سيارتي الى شركة يتعامل معها ويعيدها جديدة لي .
بعناد كبير أصريت على حضور خبير شركته وخبير الشركة التي أتعاون معها ورمقته بنظرة وسؤال : هل لديك أولاد فرد نعم ثلاثة فقلت له أولادي الثلاثة هم زهور الاوركيديه في حياتي وأهم من مصانع الخشب والزجاج والالمنيوم والبورسولان .
وصل الخبير الاول والثاني فأعتذر العازف عن الترشح منسحباً لضيق وقته تاركاً معنا طاقم أعماله رغم أنزعاج احد الخبراء من فوقيته .
تقرير خبير السير المحسوب على شركة التأمين التي يتعامل معها تقاطع مع خبير السير التي أتعامل معها والخلاصة: يترتب عليه كامل المسؤولية نظراً لسرعته الجنونية وأعتبروا نجاتنا الكاملة من دون دماء وأصابات أعجوبة وبناء عليه أصر مدير مكتبه أن يعيدنا الى منزلنا ليلاً متعهداً بتسديد المبالغ المالية ورفعها الى شركة التأمين في اليوم التالي ووضع سيارة بتصرفنا الى حين الانتهاء من تصليح سيارتي مبرراً تصرف المرشح الطائش بأنه من أطيب الناس لكن رئيس لائحته معالي الوزير أوعز اليه بالانسحاب بعد أن هدر مالاً ووقتاً ونحن ضحية عصبيته وزهرته البيضاء .
بالطبع فأن وعود المرشح كانت عرقوبية ولم يكلف نفسه بأتصال صغير في اليوم التالي للاطمئنان علينا أو لمتابعة ما تعهد به .
ليس المهم أن يفي بتعهداته فثمة شركات تأمين محترمة ستتكفل بذلك لكن هذا المرشح يمثل نموذج بعض المرشحين الذين يريدون التسلل الى البرلمان وهم يتسلقون سياراتنا وأجسادنا من أجل زهرة أوركيديه .


 

  • شارك الخبر