hit counter script

الحدث - عادل نخلة

افرام والخازن... على طريق المجلس

الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠١٨ - 06:04

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا يمكن لأي مراقب التمتع بانتخابات لبنان 2018 ومراقبتها عن كثب من دون النظر الى المعركة الطاحنة التي تدور في عاصمة الموارنة كسروان.
تعتبر بلاد "ما بين النهرين" البوصلة التي تحدد الزعامة المارونية، فبين نهر الكلب ونهر ابراهيم ناخبون ينتظرون يوم السادس من أيار لتحديد خياراتهم السياسية، ومن جونية صعودا الى فاريا وكفردبيان مرورا بكل بلدات الوسط والجرد، تختزن كسروان ألف قصة وقصة.
لا يمكن لأي زعيم ماروني أن يمر في كتاب تاريخ الزعامات المارونية اذا لم يتعمد بانتخابات عاصمة الموارنة، فكسروان طانيوس شاهين، والحلف الثلاثي عام 1968 ومنطقة الرئيس فؤاد شهاب، وتسونامي ميشال عون 2005 وحاضنة سيدة حريصا وبكركي وجامعة الكسليك التي شكلت مقر الجبهة اللبنانية ايام الحرب.
وأمام هذه الصورة العامة، يرتسم مشهد انتخابي جديد، فاللوائح الكسروانية قد شكلت، ويبرز تنافس شرس على الصوت التفضيلي بين جميع المرشحين على اللوائح كافة.
ومن بين الأمور التي تميز هذه الانتخابات هو التنافس الايجابي بين "عديلين" هما المرشح نعمة افرام المتحالف مع "التيار الوطني الحر"، والنائب السابق فريد هيكل الخازن المتحالف مع حزب الكتائب والنائب السابق فارس سعيد والنائبين جيلبيرت زوين ويوسف خليل.
وعلى رغم وجود كل مرشح على لائحة منافسة، الا ان روح الديموقراطية تسود بينهما، خصوصا أن الاثنان مرشحان لأن يكونا في طليعة لوائحها من حيث عدد الأصوات التفضيلية.
خاض افرام والخازن الانتخابات البلدية الأخيرة في جونية متحالفين، ولم تصل العلاقة السياسية بينهما الى القطيعة لاحقا، على رغم ان المعركة الانتخابية الحالية فرقتهما، وبالتالي فان التعاطي بين العائلة الكسروانية الواحدة يحكمها الاحترام المتبادل ومصلحة القضاء.
وما يعطي افرام نقاط تقدم واضحة على منافسيه هو تاريخ عائلته وتاريخه الطويل الى جانب البطريركية المارونية ودعمه لمؤسساتها، وخصوصا أنه يرأس المؤسسة المارونية للانتشار والتي تساهم بشكل كبير في ربط المغتربين بوطنهم.
ومن جهة ثانية، فان افرام موجود بين أهل كسروان ويحاول الحفاظ على الشباب عبر خلق فرص عمل ان عبر مؤسساته الصناعية أو عبر مشاريع انمائية، كما أنه يحمل رؤية تطويرية ليس فقط لمنطقة كسروان وجبيل، بل للاقتصاد اللبناني بشكل عام.
وقد نجح افرام في نسج علاقات مع كل المكونات السياسية الكسروانية واللبنانية، وهذا ما سهل تحالفاته، اذ انه لا يملك عداوات مع أحد.
في الموازاة، يملك فريد الخازن ارثا سياسيا كبيرا، خصوصا ان عائلته تعتبر حارسة بكركي وقد لعبت دورا كبيرا في تاريخ الموارنة ولبنان.
ولا يمكن الحديث عن الخازن من دون ذكر الدور الخدماتي الذي يؤديه في كسروان، والذي يقف الى جانب أهلها في السراء والضراء، كما انه متمرس في خوض المعارك السياسية.
يبلغ عدد الناخبين في كسروان نحو 93 ألف ناخب بغالبيتهم الساحقة موارنة، يقترع منهم أكثر من النصف لاختيار خمسة نواب، وقد بدأ افرام والخازن الاعداد للمعركة الانتخابية باكرا، وسط الرهان على حصد أكبر عدد من الأصوات التفضيلية، في وقت يأمل الناخب الكسرواني أن يفوزا سويا على رغم انهما على لائحتين مختلفتين، لأنهما يشكلان نموذجا في العمل العام.
 

  • شارك الخبر