hit counter script

الحدث - غاصب المختار

الحلقة المفقودة في السلسلة السعودية

السبت ١٥ نيسان ٢٠١٨ - 05:54

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رمت السعودية بكل ثقلها السياسي والدبلوماسي خلال الايام القليلة الماضية من اجل اعادة العلاقات الى مجاريها بين حلفائها التقليديين، ونجحت في جمع الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط ورئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع، تحت سقف واحد في "عشاء الفينيسيا" على هامش الاحتفال بتدشين جادة الملك سلمان بن عبد العزيز، والذي تدور شكوك حول ان القائم بالاعمال السعودي في لبنان وليد البخاري هو صاحب الفكرة بتسمية الجادة باسم الملك السعودي، وهو صاحب الدعوات الى القوى السياسية التي حضرت الاحتفال، وتغييب القوى التي لم تحضر.

والبارز في الحدث السعودي – اللبناني كان حضور المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا الذي بقي في بيروت لمتابعة الاتصالات بالقوى السياسية الصديقة للمملكة بهدف تصحيح ما اعترى العلاقات بينها من خلافات، يبدو ان حلها مؤجل على الاقل الى ما بعد الانتخابات النيابية في السادس من ايار المقبل، حيث يُبنى على نتائجها المقتضى السياسي اللازم من خطوات لاحقة. وحيث ان اساس الخلاف كان حول التحالفات وتشكيل اللوائح الانتخابية، والتي خلفت نوعاً من التشنج في العلاقة بين الاقطاب الثلاثة، لكنها حصلت وباتت من الماضي والبحث يتركز الان على العلاقات المستقبلية وعلى توحيد النظرة الى كيفية ادارة الدولة.
وبغياب "التيار الوطني الحر" عن اللقاءات، وبعد الانتقادات التي وجهها جعجع للوزير جبران باسيل شخصيا في مقابلته التلفزيونية مع قناة "المستقبل"، وبعد ما تسرب لموقعنا عن موقف للنائب جنبلاط برفضه الدخول في اصطفافات سياسية جديدة بعد الانتخابات، تبقى حلقة ناقصة في السلسلة التي تحاول السعودية ربطها لخلق واقع سياسي جديد في لبنان. فمن دون "التيار الحر" والنائب جنبلاط، ومع الموقف السلبي السعودي من"حزب الله"، والبارد من الرئيس نبيه بري، فإن خلق اي واقع سياسي جديد سيصطدم بعقبات كثيرة، وإن كان المسعى السعودي بجمع الحريري - وجعجع قد حقق الخطوة الاولى وبنى حجرة اساسية في السياسة السعودية الجديدة تجاه لبنان.
ويعتمد نجاح المسعى السعودي الجديد على الديبلوماسية الهادئة التي ينتهجها الوزير المفوض البخاري في لبنان، بعد "السياسة السبهانية الحادة" التي ارتدت سلبا على سياسة المملكة في لبنان. وبانتظار الخطوات المقبلة، لا سيما اللقاء المرتقب بين الحريري وجعجع، والذي اكد الاخير حصوله حتما بعد حين، وربما بعد مؤتمر باريس، فإن التنسيق في المواضيع الاساسية التي يتفق عليها "تيار المستقبل والقوات اللبنانية"، سيكون حاضرا، لكن يبقى الخلاف حول كيفية ادارة الدولة لاحقا ليس بين "المستقبل والقوات" فقط، بل بين "القوات والتيار الحر" ايضا، وهو الامر الذي اكده جعجع في حديثه.
كما يبقى موقف النائب جنبلاط اساسي في اي صورة سياسية جديدة لمرحلة ما بعد الانتخابات، وهو الذي اكد تحالفه الثابت مع الرئيس بري، عدا عن ارساله اشارات ايجابية باتجاه "حزب الله" - حسب مصادر الحزب، ويكفي ان ينضم "التيار الحر" الى تفاهمات جنبلاط مع "ثنائي امل وحزب الله" حتى تتعطل امور كثيرة يتم رسمها ولا تتوافق مع توجهات ومصالح القوى الاربع الكبيرة في السياسة اللبنانية.

 

  • شارك الخبر