hit counter script

مقالات مختارة - ميشال طوق

زمن الإنتخابات - نفخ الشعارات وتكبير الأحجام!!

الخميس ١٥ نيسان ٢٠١٨ - 06:03

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع


صحيح أن الضرورات تبيح المحظورات، وهذا مبدأ يُطبق منذ أن بدأ الإنسان بوضع القوانين البدائية، بحسب ما تتطلبه الحاجة الملحة والظروف القاهرة التي تؤدي الى إباحة ما كان في الحالات الطبيعية... محظوراً.
يحصل هذا في حالات نادرة ومحددة كإندلاع حرب بين بلدين أو القيام بإنقلاب عسكري... أما عندنا، فيسمح بعض الأحزاب والمرشحين لأنفسهم بأن يُطلقوا العنان لمخيلاتهم بإستنباط شعارات أقل ما يُقال عنها أنها فضفاضة جداً عليهم، يعني باللبناني، مبهبطة.
صحيح أن هناك من ينعت الشعب اللبناني بأنه كالغنم، وهذا رأي شخصي يخص أصحابه، أما أن يظن بعض السياسيين أو السياسيين المحتملين، ويقتنعوا بهذه النظرية ويتبنوها، ففعلاً إنه لشي مُحزن ومُضحك في نفس الوقت.
طيب يا رجل، تاريخ بيك وتاريخ جدك معروف وأقل ما يُقال عنه أنه مُخزي ولا يُشرف أحد، وأنت تتباهى بسيرك على نفس الطريق، فكيف تريد من الشعب الذي يعرف تاريخكم جيداً ولم ينسى، أن يصدق كلامك وينتخبك؟؟!!
كيف لأحد أو جهة ما أن تنسب لنفسها أنها هي فقط المحقة وهي الماضي والحاضر والمستقبل؟؟!! مع العلم أن كل اللبنانيين في الوطن والمهجر، يعرفون جيداً التاريخ والحاضر، وعلى الأرجح، المستقبل، الغير مُشرف أبداً والمليء بالأخطاء والخطايا وبعيد عن كل حق... كي لا نقول أكثر!!
مرشح بالكاد يمثل أهل بيته، بالكاد، ترى شعاراته قريبة جداً لشعارات حملة ترامب في الولايات المتحدة وعا نكزة، سيتبرع بإيجاد حل لمشاكل الأسلحة النووية ومعالجة طبقة الأوزون وخطة السلام في الشرق الأوسط!! يا حبيبي بالأول لاقي حل لدكة بنطلونك يلي بيضلو قاشط وبعدين تكرم عينك منتسمع على أفكارك النيّرة!!!!
أهضم شي، الذي ينام في سبات عميق لسنوات طويلة، جداً، ثم يأتي قبل الإنتخابات ويبدأ بالدفع عن البعض ويرشي البعض الآخر بالمحروقات، ومع أنه كان غاشي وماشي في السنين السابقة، فهو يروج أن هذا سيحصل كل سنة وليس من أجل الإنتخابات، ويظن أن الناس تصدقه فيصدق كذبته ويمشي بها ويطورها يوماً بعد يوم!!
يا أخي والله العظيم عيب وألف عيب!!!! يا أخي والله العظيم كل العالم فاهمة الموضوع كتير منيح وعن تضحك عليك!!!! يا أخي مساعدة لمريض ما كنت تقدم كرمال ما تفتح عليك هالباب، بدك الناس تصدق إنو حلّ عليك الروح القدس وعصفت فيك روح القداسة؟؟!!
والأهضم من كل هذا، تلك الأحزاب التي لا تؤمن أصلاً بالكيان اللبناني وترتبط إرتباطاً وثيقاً بدول غريبة، وعندما تقرأ شعاراتها تشعر أنك في الجمعية العمومية للأمم المتحدة تستمع الى شارل مالك يتكلم عن القومية اللبنانية!!!!
ولديك من ينفصم في زمن الإنتخابات!! فيصبح عدوه صديق، والفاسد شريف، والمتطرف منفتح، والحرامي آدمي، والمتهم بريء... في سبيل جمع أصوات كافية لتأمين أكبر عدد من النواب... ولو أنهم سيتفرقوا بعد الإنتخابات.
على كل حال، لا تنفع الإستعراضات قبل الإنتخابات بكم أسبوع، ولا ينفع أن ينبت أحد مثل الفطر لا معروف كيف ولا من أين، ولا تنفع الشعارات مهما كانت فضفاضة ومغرية وتضرب على وتر الناس، فالتاريخ لم يُمحى وذاكرة الناس قوية، ولكل حزب وفرد تاريخ معروف وواضح، وإنجازات سوداء لا يقدر أحد على تزويرها وتبييضها، ومن يزرع العاصفة لا يحصد إلا الريح، والشمس طالعة والصورة واضحة والناس قادرة على التمييز والإختيار، فهي تعرف جيداً من يعمل وسيعمل دائماً من أجلها وتاريخه وأعماله تشهد له، وهي لم تُغَش في السابق، وإن كان أحد قد غش قسماً كبيراً من المجتمع في السابق، فهو لم يعد قادراً أن يغش أحد في الحاضر.

  

  • شارك الخبر