hit counter script

باقلامهم - مازن ح. عبّود

انتفاضة حق

السبت ١٥ آذار ٢٠١٨ - 05:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

مع جملة ما قرأت في الصحف وعلى مواقع التواصل الالكتروني وسمعت وشاهدت من تصاريح، واختبرت من احداث تتكلم عن خلاف مستجد في كنيستي حول اقامة جامعة القديس جاورجيوس الارثوذكسية في بيروت، أجد نفسي ملزما كأحد أبناء هذه الكنيسة ان اسأل:

أوليس المجمع هو الجهة المخولة بفض أي خلاف قد ينشأ في الكرسي الانطاكي؟
أوليس المجمع هو الجهة المولجة بتفسير الشرع الكنسي، وتوضيح أدوار ومسؤوليات الاحبار والسيد البطريرك، وقراءة الأنظمة المعمول بها على ضوء تعاليم الإباء والشرع الكنسي؟
كلا لا خلاف على إقامة جامعة، بل انّ المسألة هي مسألة تظهير دينامية جديدة ترعى عمل المؤسسة الكنسية والعلاقة ما بين السادة الاحبار والسيد البطريرك. ومن هنا ضرورة الرجوع الى المجمع دون غيره.
انّ الاحتكام الى الشارع الانتخابي والى الساسة لن يؤد الى حل هذه المسألة الشائكة. بل الى تعقيدات واستدعاء للانقسام.
أخشى ان يؤدي طرح مسائلنا في الشارع السياسي الى حصول اهتزازات تشوه صورتنا وصورة مرجعياتنا وتدخلنا في سوق البيع والشراء جميعا. وعندها، لن، ولن يملأ مجلس الوزراء وكل الساحات السياسية الفراغ بل يحصل ما لا نتمناه.
وبالمناسبة اسأل عن ماهية أدوار بعض ساسة الطائفة وغيرهم. هل ما قاموا به كان صحيّا ومفيدا؟
المطلوب من مجمعنا المقدس برئاسة السيد البطريرك التدخل لتجديد نفسه بالروح الذي أنشأ الكنيسة، والقيام بأدواره لإنقاذ المؤسسة الكنسية. واني على ثقة بانّ ما زال في انطاكية رجال حقيقيين. ما يجري اليوم يدفعنا الى الدعوة الى انتفاضة محبة من داخل المؤسسة الكنسية لكي يلعب مجمعنا ادواره، فيصوّب ويصحح ويفصل. وذلك كي لا نضيع وتضيع وديعة المسيح في الزواريب الانتخابية والعرقية والسياسية. المطلوب الحفاظ على وجه بطريركنا واحبارنا. المطلوب اظهار المسيح المقيم في كل منا بالأعمال والاقوال. المطلوب من المجمع وضع الأطر وقراءة الأدوار وتحديد المسؤوليات.
نعم انا من دعاة انتفاضة تصلح وتصوّب وتقرّب. انتفاضة محبة ووداعة واستقامة. انا من دعاة حركة تصحيحية من فعل الروح تعيد الى المؤسسة الكنسية النضارة.
ولا مانع من إقامة جامعات ومستشفيات. لا مانع من إقامة مدارس ومؤسسات. لكن بشريطة ان تتروحن كل تلك. ولا تتخذنّ المؤسسات، المؤسسة الكنسية وأهلها رهينة لها. فيصير غالبية القيمين على تلك المؤسسات يتصارعون على السلطة، ونسقط نحن وتسقط المؤسسة الكنسية، ونصير رهائن لهم. والكثير منهم يستخدمون اجسادنا والطوائف سلالم للوصول الى جنات السلطة.
نهاية أصلي ان يعضد الله رجاله ويفعل فعله بيدهم، فيعيدون المتعثر الى المشي، والمتعامي الى الرؤية، والاطرش الى السماع. أصلي كي يقوي الرب الاله السيد البطريرك ويحفظه ويحفظ المطران الياس مع سائر الاحبار.
ربي اسألك عشية صعودك الى اورشليم الأرضية لكي تصلب ان تنظر الينا، وتصلب على صليبك خطايانا وعثراتنا الكثيرة. اسألك ان تغفر لنا كما غفرت للص اليمين خطايانا وتجعلنا في ملكوتك عن يمينك.
  

  • شارك الخبر