hit counter script

باقلامهم - عماد جودية

بطريركنا يازجي اسمح لنا ليس هكذا يكرم مفكر الكرسي الانطاكي المطران خضر

الجمعة ١٥ آذار ٢٠١٨ - 16:27

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بطريرك كنيستنا الارثوذكسية الجزيل الاحترام يوحنا يازجي، اسمح لنا: زيارتك الى سيادة مطراننا الكبير العلامة المشرقي الصديق جورج خضر في مقر اقامته في برمانا لمناسبة طلب استعفائه من مهامه كمتروبوليت لابرشية جبل لبنان، والتي تخللها منحه وسام القديسين بطرس وبولس من رتبة كومندور كبير. لم تكن لائقة لا بحق سيادتكم ولا بحق مطراننا الكبير. ونقولها لكم بكل محبة وتقدير كبيرين . فليس بهذه الزيارة "الخجولة" يكرم "مفكر" الكرسي الانطاكي والقامة الروحية المشرقية الكبيرة المطران جورج خضر. ولا يحق لك من موقع المحبة والاحترام ان تسلق زيارتك لسيدنا خضر سلقا وكأنها "تهريبة".

من الطبيعي، لا بل من واجب سيادة بطريركنا يوحنا يازجي زيارة المطران خضر في مقر اقامته في بيت المطرانية في برمانا نظرا لما يمثله من فكر لاهوتي مشرقي - عالمي ، جسد من خلاله روح "الكرسي الانطاكي" بكل معانيه على مدى 45 عاما عطاءً – فكريا روحيا غزيرا في لبنان والمنطقة والعالم عبر إصدارات مطبوعة ومحاضرات القاها محليا وعربيا ودوليا ستبقى تغني مكتبتنا للاجيال المقبلة. وكان سبقه الى زيارته في برمانا فخامة رئيس البلاد المحترم جدا جدا العماد ميشال عون قبل انتخابه وبعد انتخابه رئيسا بتكريمه في قصر بعبدا . لذلك فان مسألة تكريمه ومنحه وسام القديسين بطرس وبولس كان يجب ان يكون في حفل كبير يقيمه بطريركنا اما في مقره البطريركي في البلمند او في قاعة الاونيسكو برعايته وحضور فخامة رئيس الجمهورية والى جانبه اركان الدولة وقادة الاجهزة العسكرية والامنية، ورؤساء الطوائف الروحية المسيحية والاسلامية، تلقى خلاله كلمات تعطي المطران خضر ولو جزء بسيط من حقه علينا وتتحدث عن فكره ومدرسته اللاهوتية التي وضعها طوال 45 سنة من العطاء في خدمة كنيسته والكنائس المسيحية المشرقية الاخرى ومعها الطوائف الاسلامية المشرقية، التي التقت جميعها من خلال فكره النير على حب الانسان ونبذ الذات والتمسك بوحدة الارض والمجتمع في بوتقة روحية ووطنية واحدة بعيدا عن التعصب الاعمى والشرذمة والتفرقة. اذ ليس بهذه الزيارة الخجولة يكرم بطريركنا مطران عملاق مثل جورج خضر. وليس بهذه الطريقة المسلوقة يمنح بطريركنا مطران كبير مثل جورج خضر وسام القديسين بطرس وبولس. وليس بهذا الاسلوب الذي لا يليق بمستوى ومقام صاحب المناسبة، يكرم بطريركنا العلامة المشرقي المطران جورج خضر، الذي اعطى لكنيسته طوال 45 عاما ما لم يعطيه البطريرك بنفسه حتى ولو كان اصبح على رأس الكرسي البطريركي، والذي كان للمطران خضر دور اساسي في انتخابه ووصوله.
آمل من بطريركنا المحترم يوحنا يازجي الذي لم التقيه بعد للتعارف ان يعذرني على صراحتي معه، وان يبادر فورا الى تصحيح الخطأ ويسارع الى تشكيل لجنة خاصة مهمتها التحضير لاقامة حفل تكريمي وطني كبير "يليق" بالمطران خضر، الذي اكبرت فيه زيارته لسيدنا الحبيب مطراننا الكبير الآخر الياس عودة في مقر مطرانية بيروت لتعزيته بوفاة والدته حيث جلس الى جانبه لمدة ساعة ونصف الساعة يتقبل معه التعازي بحضوره المميز واطلالته الوقورة.
لقد ربطتني بالمطران جورج خضر صداقة شخصية وعائلية منذ العام 1978 وكان عرابيها كل من الصديقين الراحل الوزير فؤاد بطرس والرئيس الحص اطال الله بعمره. وقد توج المطران خضر صداقته الشخصية والعائلية معي ومع زوجتي كاترين في ترأسه خدمة اكليل ولدنا الغالي جاد في السابع من ايلول عام 2013، وكان يعاونه الآباء الاجلاء جرمانوس الحاج واغابيوس نعوس وطوني اكسرليس. لذلك مهما قلت عن المطران خضر فان الكلام لن يفيه حقه.
لقد حضرت معه حلقات حوارية – فكرية خاصة بعضها في منزلي ، مع كبار من بلادي اذكر منهم الرؤساء: الياس سركيس، رشيد كرامي، حسين الحسيني، سليم الحص، عمر كرامي، والوزيرين فؤاد بطرس وغسان تويني والشيخ الجليل العلامة الدكتور صبحي الصالح. وكان لي شرف مرافقتهم وصداقتهم الشخصية جميعهم دون استثناء.
تعلمت من المطران جورج خضر ثلاثة :
1- الانصات بتمعن عندما يتكلم العارفون والعالمون.
2- التحدث بكلمات مفيدة لمن يسمعك.
3- احترام الذات في تقديم رأيك ليحترمك الآخرين.
المطران جورج خضر كان وسيبقى علامة فارقة ومميزة داخل كنيستنا الانطاكية الارثوذكسية، وفي اوساط الجسم اللاهوتي المسيحي المشرقي، وبين اعلام المفكرين الروحيين المسيحيين والمسلمين معا".
يمكنني القول ان وسام القديسين بطرس وبولس لا يليق بالمطران جورج خضر فحسب بل يكبر به. وارثه الروحي – اللاهوتي سيبقى "غنى" للاجيال المقبلة، لانه انطلق من "وحدانية العقل مع الروح"، وجسد رؤية مسيحية مشرقية التقت مع "الاسلام القرآني" ب "آياته السامية" فشكلا معا نظرة روحية واحدة متسامحة بعيدة عن كل فكر ديني متطرف هدام.
أخيرا ، سيدنا المطران الكبير الصديق العلامة جورج خضر، كنت وستبقى "ايقونة" كنيستنا المسيحية المشرقية، و"ايقونة" الكرسي الانطاكي. اطال الله بعمرك لنبقى نغرف من فكرك النيّر لنا ولاجيالنا القادمة.

  • شارك الخبر