hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - مروى غاوي

حزب الله "يقاوم" بصمت في قلب كسروان وجبيل

الجمعة ١٥ آذار ٢٠١٨ - 06:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم يمر اعلان لائحة النضال الوطني الجبيلية التي تضم مرشح حزب الله "المثير للجدل" من لحظة طرح اسمه كمرشح شيعي عن مقعد جبيل حتى اليوم بدون "لطشة" من رئيس اللائحة الوزير السابق جان لوي قرداحي الى التيار الوطني الحر، بقوله "انتم وقعتم تفاهم مار مخايل واهالي كسروان وجبيل يرفضون عزل اي طرف سياسي"، فكلام قرداحي اراد وضع "الاصبع في الجرح" من جهة في الخاصرة الرخوة لتفاهم حزب الله والتيار الوطني الحر انتخابيا كما اراد تبرير وتحصين تفاهم لائحته المارونية مع مرشح حزب الله وكأنه اراد ان يقول "اتنم سبقتمونا في احتضان حزب الله فلا ترمونا بالنار اليوم".

فترشيح الشيخ حسين زعيتر الذي حسم امره بالتحالف مع عائلات كسروانية وجبيلية مارونية لا يزال يتعرض للتراشق الكلامي ولا يزال الحدث في المنطقة المارونية الطابع التي تشهد معركة قاسية وتطاحن الاقوياء، فبعد "صدمة" الترشيح الذي جوبه بجملة اعتراضات وحملة سياسية منظمة من الحلفاء السابقين على خلفيات متعددة فان السؤال المطروح اليوم ماذا لو فاز زعيتر واي "هدف" سيسجله حزب الله في الدائرة وفي مرمى حلفائه السابقين الذين تركوه في ساعة الحشر الانتخابية؟

لا ينظر الافرقاء في كسروان جبيل الى فوز زعيتر بالارقام بل الى المدى السياسي للمعركة، فمن جهة حزب الله الربح ليس بالعدد واضافة نائب الى كتلة الوفاء للمقاومة او خسارة مقعد بل له خصوصيته في زمن الافتراق في الخيارات عن التيار، اما للآخرين من الموارنة فان فوز "الشيخ" بالنسبة الى فريق 14 آذار يعني تثبيت شرعية حزب الله في المنطقة ولا يبدو ان النائب السابق فارس سعيد فاته هذا الموضوع هو الذي يحول المعركة دائما الى سلاح حزب الله يردد دائما في مجالسه وعلى تويتره التباريك "هللوا لحزب الله... حزب الله يخترق الجميع بالتفضيلي... وحتى في كسروان وجبيل".
المعركة سياسية بين حزب الله وخصومه وحلفائه السابقين، فحزب الله يريد ان يفوز مرشحه عن المقعد الشيعي ولا يبالغ الحزب في اعتبار ان معركته توازي معركة بعلبك والهرمل ولكن حزب الله يحاذر رفع سقف التحدي واختار "المقاومة الصامتة والدفاعية" والعمل على الارض فهو بدون شك مرتاح في معركته الشيعية اذ ينطلق مرشحه من رصيد قادر على تأمين الحاصل الانتخابي بـ14 الف صوت، وبدون شك فان الفوز الذي يريده في كسروان وجبيل هو "فوز نظيف" ورسالة على من فرض عليه حصارا انتخابيا لاسقاط مرشحه.
فحزب الله واجه حصارا من حلفائه برفضهم انضمام زعيتر فأقفلت ابواب التحالف بين التيار وحزب الله على عدة اسباب، فالتيار اراد المقعد الشيعي من حصته من ضمن تكتل الاصلاح والتغيير الأمر الذي رفضه حزب الله لانه يريد المقعد من حصة كتلة الوفاء للمقاومة كما ربط وضع المقعد الشيعي بالتفاهمات المناطقية الاخرى وبعدما حاول العونيون المقايضة بين هذا المقعد والمقعد الكاثوليكي في بعلبك الهرمل ودوائر اخرى ولم يتوفر الامر، وجرى فيما بعد توجيه المعركة باتجاه كون المرشح حسين زعيتر من خارج جبيل الأمر الذي لاقى استهجانا من ابناء المنطقة وحتى داخل طائفته كما يقول التيار مما أسقط آخر اوراق التحالف .
وفيما يتمسك التيار بتحالفه مع المرشح ربيع عواد ويخوض معركته ضمن ما هو متاح وبالاتكال على العائلات الشيعية الجبيلية التي رفضت اسقاط ترشيح زعيتر بالباراشوت الانتخابي، فان حزب الله لا يعتبر ان اسم زعيتر كان سبب الطلاق الانتخابي، فالشيخ ولكن "غير المعمم" ليس غريبا عن المنطقة وموجود في المعارك الانتخابية من انتخابات 2009 في الشمال وجبل لبنان، والحاصل الشيعي مؤمن لزعيتر بحسب حزب الله الذي يضع نصب عينيه معركة قاسية المعالم فهو يخوض الانتخابات للمرة الاولى بدون الاتكاء على حليفه البرتقالي ومن هنا يدفع حزب الله باتجاه الحشد ورفع تصويت ناخبيه ليثبت انه قادر على ايصال مرشحه الذي لا يمكن ان يحصل على اي صوت مسيحي الا من اصوات الحاصل الانتخابي للائحته، وليوصل الرسالة بانه يمكنه الفوز في قلب كسروان برمزيتها السياسية والمسيحية ومن اجل تثبيت شرعيته في صناديق الاقتراع واختراق الجميع.
 

  • شارك الخبر