hit counter script

أخبار محليّة

فضل الله: البلد بأمس الحاجة إلى من يملكون الرشد السياسي والاقتصادي

الجمعة ١٥ آذار ٢٠١٨ - 12:44

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

القى العلامة علي فضل الله خطبة الجمعة في مسجد الامام الحسنين في حارة حريك، ومما جاء فيها:

"عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بوصية الإمام الباقر، هذا الإمام الذي استعدنا ذكرى ولادته في الأول من شهر رجب، أي قبل أيام، عندما قال لأحد أصحابه: "يا جابر! أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت؟! فوالله، ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع، والتخشع، والأمانة، وكثرة ذكر الله، والصوم، والصلاة، والبر بالوالدين، والتعهد للجيران.. وصدق الحديث.. وكف الألسن عن الناس، إلا من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء.. حسب الرجل أن يقول: أحب عليا وأتولاه، ثم لا يكون مع ذلك فعالا؟ فلو قال: إني أحب رسول الله، فرسول الله خير من علي، ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة، أحب العباد إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته.. يا جابر! فوالله، ما يتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة، وما معنا براءة من النار، ولا على الله لأحد من حجة، من كان لله مطيعا فهو لنا ولي، ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو، ولا تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع".

اضاف: "لقد أراد الإمام من خلال هذه الوصية أن يعدل النظرة الشائعة عند البعض، ممن يعتقد أنه يكفي حتى يكون شيعيا أو مواليا أن يحب أهل البيت. إن التشيع، بحسب نص الإمام الباقر، لا يقف عند حدود العاطفة والمشاعر والأحاسيس، بل لا بد من أن يتمظهر في السلوك والعمل، فالشيعي هو من يتميز بطاعته لله، بعبادته، بذكره لله وصدقه وأمانته، وخدمته للمحتاجين من الفقراء والمساكين ومن أثقلتهم الديون.. هو من يكون علامة فارقة بين الناس، ويترك أثرا طيبا حيثما حل وأينما حل، ومن تنعم الناس بوجوده.. ومتى حصل ذلك، سيكون أكثر عطاء ومسؤولية وقدرة على مواجهة التحديات".

وتابع: "البداية من لبنان، الذي يشهد بداية الأسبوع المقبل نضوج التحالفات وإعلان اللوائح، التي سيحدد اللبنانيون على أساسها مواقفهم وخياراتهم في المرحلة المقبلة.
ونحن، في هذا المجال، ندعو اللبنانيين إلى أن يكونوا بمستوى التحدي الذي سيواجهونه في الأسابيع القادمة.. فالوقت متاح لهم حتى يدرسوا خياراتهم جيدا، ويخرجوا أنفسهم من كل هذا الضجيج الذي يحيط بهم، ويفكروا جيدا".

واكد "ان عليهم أن يعوا أن الورقة التي سيضعونها في صناديق الاقتراع، ليست ورقة عادية، بل هي اقتراع لأشخاص سوف يملكون قرار الناس ومستقبل وطنهم، في وقت يعيش هذا البلد والمنطقة من حوله ظروفا حساسة وغير عادية، وقد تكون مصيرية على غير صعيد.
إن البلد بأمس الحاجة إلى من يملكون الرشد السياسي والاقتصادي والتشريعي، إلى أصحاب الإرادات، إلى الأمناء والصادقين، وإلى من يعيشون بصدق هموم الناس وآلامهم وآمالهم، إلى الذين يضحون بالخاص لحساب العام، ممن يريدون للبلد أن يكون عزيزا وأن يعتز به أبناؤه، لا لأنه تاريخ لهم فحسب، بل لأنه حاضرهم ومستقبلهم".

وقال: "إن على الذين حكموا والذين يسعون إلى التجديد لأنفسهم، أن يقدموا جردة إنجازات أو تبريرا لما لم يستطيعوا إنجازه، حتى يقنعوا جمهورهم بهم، وعلى الذين لم يحكموا أن يقدموا للناس تاريخهم الناصع، وأي برنامج طموح وواقعي يرونه البديل لما قدمه من سبقهم، وأن يكون الأفضل للبلد. إن اللبنانيين يريدون أن يطووا صفحة قاتمة سوداء من تاريخهم، فهم لا يستحقون كل هذا الفساد والهدر والصفقات".

وتابع: "وهنا، ننوه بالكلام الذي سمعناه من قيادة المقاومة بإعلان تصميمها على مواجهة الفساد بكل عناوينه، بالروحية نفسها التي واجهت فيها العدو الصهيوني وتواجهه. ونرى أن ذلك هو الطريق الصحيح، لأن الفساد والترهل الاقتصادي هو أمضى سلاح بيد أعداء هذا الوطن، ولا يمكن مواجهة العدو الخارجي بوطن مترهل داخليا.
ويبقى أن نؤكد، في ظل تنوع اللوائح وتعددها، الحذر من أن يخرج التنافس عن حدوده المشروعة، بحيث تستخدم فيه الوسائل المحرمة من التخوين والتوهين، أو ما يؤدي إلى شروخ وانقسامات حادة، أو إلى توترات تأخذ أبعادا طائفية أو مذهبية أو مناطقية أو عشائرية.. ولذلك، فليكن التنافس على أساس من يقدم لائحة أفضل ومشروعا لحل أزمات هذا البلد".

اضاف: "في هذا الوقت، يستمر الشعب الفلسطيني في مواجهة المشاريع التي ترسم له، والتي بات الحديث عنها يتردد في العلن، فيما بات يسمى بصفقة القرن، التي يعمل لها على نار باردة. ومن الطبيعي أن تكون على حسابه، وعلى حساب حقه في أرضه، وبكل الوسائل. وهنا، نقدر لهذا الشعب حضوره الدائم في الميدان، وبكثافة، رغم الضغوط التي فرضت عليه".

وقال: "نحن في هذا المجال، ندعو القيادات الفلسطينية إلى أن تكون على مستوى هذا التحدي، بالعمل على تقوية الساحة الداخلية وتثبيتها، وإنجاز المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس وبقية الفصائل المقاومة، والسعي لسد احتياجات الشعب الفلسطيني وتوفير مقومات العيش الكريم له، ومواجهة العدو الصهيوني الذي لا يفرق بين السلطة الفلسطينية وأي فصيل من فصائل المقاومة".

وعلى الصعيد العربي، قال: "ما زلنا نرى في هذا العالم من يصر على استجداء أميركا لتوفير ما يعتبره حماية لأمن بلاده، أو للاستقواء بها على الدول التي يراها خطرا عليه، في الوقت الذي يعرف الجميع أن أميركا هي من يسعى لابتزاز الدول الأخرى، ولا سيما الخليجية منها، بإثارة الخوف عندها، بما يدفعها إلى ضخ المليارات لشراء أسلحة، بدلا من أن توفرها لمواطنيها وللتنمية الداخلية التي هي أحوج ما تكون إليها".

وتوقف عند حوادث الدراجات النارية المتكررة، فقال: "رغم وعينا أهميتها وضرورتها لسرعة التنقل وقلة الكلفة، لكنها تؤدي في كثير من الأحيان إلى إزهاق أرواح الناس وإلى حوادث سير. إننا أمام ذلك، وحفظا للأرواح، ندعو راكبي هذه الدراجات إلى أن يراعوا نظام الأمان في القيادة، ويأخذوا بسبل الحماية فيما هو مطروح في القانون. فلا يجوز لمستعمل هذه الدراجات، من الناحية الشرعية، أن يخالف القانون، أو أن يعرض حياته وحياة من معه للخطر، أو أن يلحق أضرارا معنوية ومادية بغيره.. كما ندعو الدولة، وأسوة ببقية البلدان، إلى إيجاد طرق أمان لهذه الدراجات وعدم تركها لمصيرها كما هي الآن". 

  • شارك الخبر