hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

رنده بري: لتعميم ثقافة الإنفتاح والإعتدال والوحدة ومقاومة ثقافة التحريض

الخميس ١٥ آذار ٢٠١٨ - 09:53

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقامت حركة "أمل" وكشافة الرسالة الاسلامية- مفوضية بيروت المنطقة السادسة، إحتفالا لمناسبة ولادة السيدة الزهراء وعيد الام، برعاية وحضور السيدة رنده عاصي بري على مسرح قاعة رسالات- بئر حسن.

حضر الاحتفال مرشح حركة "امل" لدائرة بعبدا رئيس مجموعة الساحل الدكتور فادي علامة، عقيلة وزير المالية سامية حسن خليل، المدير العام لمؤسسات امل التربوية الدكتور رضا سعادة، عضو اللجنة السياسية في تيار المردة ميرنا زخريا، مفوض عام كشافة الرسالة الاسلامية حسين قرياني، نائب القائد العام لجمعية كشافة الرسالة حسين عجمي، المسؤول التنظيمي لاقليم بيروت علي بردى، نائب رئيس مؤسسة واحة الشهيد اللبناني خليل حمود، وشخصيات سياسية واجتماعية وتربوية وجمعيات اهلية ونسائية وعوائل شهداء.

بداية الحفل الذي قدمه عضو مفوضية بيروت عبد اللطيف عيس، تلاوة من القران الكريم فالنشيدين الوطني اللبناني ونشيد حركة "امل"، عزفته فرقة كشافة الرسالة الاسلامية.

وبعد عروض ونشاطات من وحي المناسبتين للكشافة، ألقت بري كلمة قالت فيها: "للأم... لمقامها المعمد بقداسة الإنجيل والقرآن. لهمساتها التي تعرج للسماء نسيما يحمل في طياته آيات السلام. لخلجات قلبها التي تخفق بالحب والعطاء. لصوتها الذي يتردد صداه بين الأمكنة والأزمنة كرسالة ممهورة بختم القديسين. لحضورها الآخاذ على مدى الفصول وكلمة سرها المنشودة عبقا على دروب الرياحين. لخطواتها التي تتحرك دائما على وقع الأمل والألم وجمال عينيها المكحلة بحلو الأيام ومرها. لعنفوانها وصمودها بوجه كل محتل والتي تكسرت تحت أقدامها مقولة العدو الذي لا يقهر. للأم التي نخجل من دموعها في مواكب الشهداء والتي قدمت على مذبح الوطن أغلى ما عندها ولم تنحن.
للأم... لأيقونة الحياة التي تأسرنا بصفو روحها وعدالتها وإيمانها وتضحياتها، من دولة الرئيس نبيه بري ومني شخصيا ألف تحية إجلال وبعد، وكل عام وأنتن بألف خير".

أضافت: "إسمحوا لي بداية أن أتوجه لكشافة الرسالة الإسلامية ولمفوضية بيروت المنطقة السادسة في الكشافة، لتنظيم هذه الفعالية الإنسانية، وإتاحة الفرصة لي لأكون ضيفة في حضرة الأم وفي رحاب عيدها، عيد العطاء والوفاء والحب، والذي لا يختزل بيوم في السنة. وفي أجواء ولادة سيدة الطهر، سيدة نساء العالمين، فاطمة الزهراء أم أبيها، يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها... هي بضعة رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعنها يقول: "لو كان الحسن شخصا لكان فاطمة، ان فاطمة إبنتي هي خير أهل الأرض عنصرا وشرفا وكرامة". هي قدوة أهل الأرض وأهل السماء فأي بركة وحكمة أن يتزامن مولد الطهر والنور الألهيين لهذا العام مع عيد الأم... إن حياة السيدة فاطمة الزهراء ورسالتها، لم تتأثر بالرغم من كل الأثقال الأسرية والمنزلية، فهي كانت من المبادرين في تحسس مسؤولياتها الثقافية والإنسانية والدينية والتوعوية، فكانت تكرس الكثير من الوقت للتحدث إلى نساء المسلمين في كل ما يهم المرأة من تعاليم ووصايا إسلامية. وكانت أول امرأة تواجه القضايا التي اختلف فيها النَّاس بالمنطق، وبالموقف الصلب، وبالحوار، وبالدعوة إلى الحوار، وخاصة في تلك الفترة التي إختلف فيها المسلمون.
فلتكن مسيرة السيدة الزهراء وحياتها، قدوتنا في كل ما نعمل وما ندعو إليه، حتى نستطيع أن نصل إلى مرحلة يتكامل فيها الرجال والنساء في المجتمع، فلا تكون المرأة كمية مهملة على هامش الواقع الثقافي والسياسي والاجتماعي".

وتابعت بري: "في هذه الاجواء المباركة لمصادفة ولادة سيدة نساء العالمين وعيد الام، بكل ما ترمز إليه هاتين المناسبتين من معاني على المستويين الإنساني والديني، علينا ان لا نغفل حقيقة أننا ننتمي إلى مدرسة كشافة الرسالة الإسلامية، المدرسة التي تمثل الأم في العطاء والتضحية والفداء، وفي الإعتدال والرسالة والإنتماء الأصيل للأرض والإنسان. فكشافة الرسالة الإسلامية بقادتها، ودليلاتها، وجوالوها، التي أسسها الإمام السيد موسى الصدر وحمل أمانتها دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري الذي قال عنها في 28/7/2000 أن كشافة الرسالة الإسلامية والدفاع المدني أصبحا مفخرة حركتنا، بمواجهة العدو الإسرائيلي وفي تأدية المهام الإنسانية داخل الوطن". فأقسمتن أيتها الأمهات والأخوات والأخوة، يمين الولاء بأن تكون الكشافة وحركة أمل حركة بناء الوطن وخدمة الإنسان فيه.
وعليه يجب علينا أن نعمل وفق المفاهيم والثوابت التي تجسدها مدرسة كشافة الرسالة الإسلامية، وأن نحول هذه المناسبة لمحطة نلامس من خلالها العديد من القضايا والعناوين والتحديات التي تواجه الأم و المرأة والأسرة في مجتمعاتنا، وهي قضايا وعناوين إذا قاربناها بشكل صحيح وبمسؤولية عالية وإرادة صلبة، عندها نكون قد هيأنا المناخات الملائمة التي تشعر من خلالها الأم أن كل أيامها أعياد".

وعددت بري التحديات كالآتي:

"أولا: على الأم والمرأة أن تعي أهمية دورها التربوي والإرشادي، وذلك انطلاقا من الثابتة التي تؤكد ان الأم هي المؤسسة التربوية الاولى التي فيها يوضع حجر الاساس للعملية التربوية، حيث يكون الطفل عجينة طيعة يتقبل التوجيه ويلتقط ما يدور حوله من صور وعادات وتقاليد وتترسخ فيه ثقافة البيئة التي يعيشها، وفي هذه المؤسسة أيضا أي مؤسسة المرأة الأم، يتعلم مبادىء الحياة الاجتماعية والمعارف والعادات الصحية السليمة، وفيها يتشكل الوعي الفكري والديني والسياسي، وداخل هذه المؤسسة تترسخ أسس المساواة بين الذكور والاناث.

ثانيا: إدراك مخاطر طغيان الشبكة العنكبوتية على حياتنا اليومية، فعلى الرغم من الإيجابيات الهائلة للإنترنت، إلا أن الاستخدام المفرط له يؤدي بشبابنا وأطفالنا للانعزال عن محيطهم ولكثير من المشكلات الجسدية والذهنية والصعوبات التعليمية والإنجرار نحو عادات بعيدة كل البعد عن عاداتنا وتقاليدنا. فالمشكلة اليوم أن أسرنا ومجتمعنا ينقصهما الوعي والإدراك، لكيفية توجيه أبنائهم نحو الإستخدام الآمن والمفيد للشبكة العنكبوتية، وعليه نحن جميعا مسؤولين عن العمل في هذا الإتجاء من خلال توعية أبنائنا وتوجيههم نحو الإفادة منها، وذلك لما توفره هذه الشبكة من معلومات وأبحاث وإمكانيات تساعد الأطفال والشباب في دراستهم وتدفعهم الى التميز والابداع.

ثالثا: تعميم ثقافة الإنفتاح والإعتدال والوحدة ومقاومة ثقافة التحريض المذهبي والطائفي، فللمرأة وبخاصة الحركية، دور أساسي في هذا المجال، لأن اللبنة الأساسية لبناء المواطنية الحقة تبدأ من المنزل، والمرأة هي العمود الفقري للمنزل والأسرة، فالدفاع عن التعايش والوحدة وحماية لبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه هو دفاع عن ثوابت حركة أمل وميثاقها.

رابعا: ولأننا على أعتاب إنتخابات نيابية، ولأن قدوتنا السيدة الزهراء، التي انفتحت على الإنسان وعلى كل القضايا الحية التي تتصل بمسؤوليته الإجتماعية والإنسانية ومنها السياسية، عليكن كحركيات وكشافة أن تتحركن في كافة المساحات التي تساهم في أيصال توجهاتكم وتطلعاتكم والتي لا تقف أبدا عند حد الترشح، والحمد لله أقفلت أبواب الترشيحات على 111 مرشحة، وهذا الرقم القياسي لم يأتي صدفة بل جاء نتيجة لنضال طويل.

وقالت :" إن مسار دعم المرأة في صنع القرار السياسي، يتطلب منا أن نعمل وفق قناعاتنا التي أرسى دعائمها الإمام الصدر ودولة الرئيس نبيه بري وشهدائنا، وجرحانا، وأمهات شهدائنا، فعملنا لا يقتصر يوم الإنتخاب وأمام صندوق الإقتراع، عملنا يبدأ من الآن بالمبادرة بتعميم رسالة "أمل"، أمل "بناء الإنسان"، أمل "رفع الحرمان، "أمل" العيش المشترك، أمل "الوحدة الوطنية".

وختمت بري: "أجدد لكم التهنئة بعيد الأم ومولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، متمنية لكم داوم الصحة والعافية، آملة أن تشكل هذه الفعالية الإنسانية، نقطة الإرتكاز في مسيرة بناء الإنسان والوطن. فمن خلال دوركم وتضحياتكم نستطيع مواجهة كافة التحديات التي تتعرض لها أسرنا وأولادنا ومجتمعنا، عندها سوف تتحول كل أيام السنة إلى عيد للأم وعيد للعطاء".

وفي ختام الحفل، وزعت بري ومفوض عام كشافة الرسالة الهدايا على الامهات.  

  • شارك الخبر