hit counter script

الحدث - مروى غاوي

هل يمكن تخيل إنتخابات المتن من دون "المر"؟

الأربعاء ١٥ آذار ٢٠١٨ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا يبدو النائب ميشال المر هو نفسه في هذه الانتخابات ولا يشبه "ابو الياس" بحاله الراهنة اليوم "دولة الرئيس" في مسيرته السياسية لا في انتخابات 2000 ولا ما تلاها، الرجل الذي اعتبر الرقم "الصعب" في الاستحقاقات المتنية يواجه اليوم صعوبة في تشكيل لائحته الخاصة، ثمة من يريد عزله وإحراجه لإخراجه، هكذا يختصر القريبون من دولة الرئيس ما هو حاصل معه في معركة 2018 في انقلاب سياسي واضح على "دولته" لتطويقه بدأت في وضع العصي لعرقلة التفاهم مع حليفه التاريخي في حزب الطاشناق ولم تنته الا بسحب من كان المر اوشك على انجاز تحالفاته معهم.
حاول "أبو الياس" من بداية العهد الجديد ان يواكب التسوية السياسية الجديدة راسما معادلة مختلفة مع رئيس الجمهورية، فزار بعبدا في اكثر من مناسبة وبعد صدور القانون ومع بدء التحمية الانتخابية قصد بعبدا مجددا فالمر آثر ان يكون قريبا من الرئيس عون والفصل بين الرئيس وتياره ولكن الامور "لم تمش" مع عونيي المتن وصقوره، وكان ثمة من ينتظر المر "على الكوع" في شهر أيار وبدأ العمل حثيثا باعداد الخطط بسيناريوهات مختلفة، فالرجل كان ماض بالانتخابات رغم عدم قدرة الطاشناق على التحالف معه ورغم كل عراقيل وفيتوات التيار.
وبسبب خبرة المر الضليع بالارقام والخبير في الانتخابات اعتقد للوهلة الاولى بان ثمة فرصة بالتعويل على الصوت التفضيلي الذي يملكه بشعبية متنية لا يمكن تجاهلها، ولأن المر يعرف "من أين تؤكل الكتف" وان هذا القانون هو "بلا رحمة" و"بلا وفاء" لا يقيم اي اعتبار للاحجام والاوزان فقرر الالتفاف عليه ، فكانت المحاولة للاستعانة بالطاشناق الحليف التاريخي له ولكن الحزب الارمني القوي لم يشفع له في الوساطات لتقريب وجهات النظر، وحينها أدرك المر ان القرار هو بالمواجهة فقط بالذهاب لتأليف لائحة خاصة.
أضاء المر قبل فترة مكتبه ذاته الذي يرسم على جدرانه خريطة المتن من الساحل الى الجبل "فلش اوراقه" على طاولة العمارة، استدعى الياس الذي تردد انه نصحه في وقت سابق بان لا يخوض الانتخابات هذه الدورة تردد المر قليلا بل ان يستجمع افكاره ويقرر خوض المغامرة. وبدأ البحث عن حلفاء ومرشحي مواجهة، فالتيار لا يمكن ان يخوض معركة رابحة لكل مقاعده هو مضطر لان يوزع اصواته على مرشحيه الموارنة الاربعة وعلى الكاثوليكي والأرثوذكسي مما يعني تشتت الاصوات وأدرك المر ان التيار يواجه عقبة وموجة اعتراض عونية على خلفية الاستغناء عن بعض المرشحين العونيين ومشكلة في غربلة الأسماء فعرف ان يتسلل الى "المتضررين" ومن يمكنهم سحب اصوات من امام مرشحي التيار فوقع الخيار على المرشح المتني المشهود بخدماته سركيس سركيس الذي يملك بفعل خدماته وبقوته الذاتية بضعة الآلاف من الاصوات، وحاول المر حبك تفاهمات مع عائلة الأشقر لضرب تحالف التيار مع مرشح القومي غسان ألأشقر، لكن سركيس الذي شوهد الى جانب المر ومع فريق أبو الياس يبدو انه غادر هذا الموقع الى لائحة اصلاح المتن وهذا القرار بدون شك مؤثر على لائحة المر التي لم يحسم توجهها فيما يقول كثيرون ان المر لن يستسلم وسيكمل باي سيناريو، ولكن المشهد بدون شك يبدو اكثر تعقيدا اليوم، فدولة الرئيس يملك شعبية متنية لكنه يحتاج الى الحاصل الانتخابي والقانون الحالي لا لعب فيه ولا مناورات، واقوياء التيار احسنوا نصب الفخ لدولته قبل اقفال الباب امام صدور اللوائح في تكتيك انتخابي يؤمن فوز اربعة موارنة بدل الثلاثة وكاثوليكي وأرثوذكسي وفق حساباتهم، وبات الوضع الحالي متأرجحا امام خيارات كثيرة فعدم تأمين الحاصل يهدد المر شخصيا ولا يطيح فقط بمرشحيه، ولكن المر سوف يستمر بقدراته الانتخابية بالبحث عن مخرج وهو ان خرج من الاستحقاق سيكون لاعبا فيه ومؤثرا.
ثمة من يقول ان منع المر وممارسة ضغوط على لائحته سيكون له ارتدادات سلبية على التيار الوطني الحر حيث ستذهب اصواته الى لائحة القوات والكتائب وتؤدي الى رفع التصويت وحظوظ مرشحيهما، وثمة من يعتقد ان المر "اهتز" ولم يقع بعد ولديه من اساليب المناورات الانتخابية ما يخبأه لساعات الجد والانتخابات، دولة الرئيس رقم لا يتكرر فهل يمكن تخيل المتن من دونه؟

  

  • شارك الخبر