hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

فؤاد ايوب: للتضافر والتكافل الاكاديمي والتشريعي لنصل الى بيئة اعلامية نظيفة ومتحررة

الثلاثاء ١٥ آذار ٢٠١٨ - 14:01

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

افتتح مركز الابحاث في كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية مؤتمر "الاتصال الملتزم/ الملزم في ضوء التطورات التكنولوجية والاتصالية الراهنة - اشكاليته - آفاقه"، في فندق "الريفييرا"، برعاية رئيس الجامعة البروفسور فؤاد ايوب وحضوره. كما حضر الدكتور علي الطقش ممثلا رئيس جامعة المعارف وابراهيم عوض ممثلا "المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع"، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان، عضو نقابة الصحافة فؤاد حركة، واساتذة من الجامعات اللبنانية والعربية وطلاب.

بعد ان قدم الدكتور راغب جابر لأعمال المؤتمر، تحدث المنسق الدكتور غسان مراد مشيرا الى انه "لا يمكن ان تؤدي الابحاث الاكاديمية دورا الا اذا كانت تتماشى مع التغيرات الرقمية، آخذة بالاعتبار سوق العمل، والعمل الذي بات بدوره مرقما".

وقال: "التغيير الذي حصل للنص من المطبوع الى الرقمي، هو اساس التغير في العلوم على انواعها، كونها تأخذ النص في مقارباتها البحثية والاكاديمية، انطلاقا من دراسة الظواهر المراقبة التي تغير من عملية تنفيذ النهج العلمي، الذي عليه ان يأخذ في الحسبان تعقيدات عملية جديدة للبحث، ترتبط في ادراك الحقائق والواقع المراقب"، مؤكدا "ان هذا المؤتمر هو خطوة من هذه الخطوات، والابحاث التي ستعرض هي من ضمن البدايات نحو هذا التغيير. كما ان التغيير في المجال الاكاديمي في كليات العلوم الانسانية، وخصوصا في علوم الاعلام، لا يمكن ان يجري الا من خلال الابحاث البينية من اجل علوم اعلام علمية".

وألقى عميد كلية الاعلام الدكتور جورج صدقة كلمة، قال فيها: "يبشر هذا المؤتمر بانطلاق مركز الابحاث في كلية الاعلام الذي قام بالاعداد لهذه التظاهرة البحثية. لذلك التوجه بداية بالشكر الى فريق المركز لا سيما لرئيسته الدكتورة نهوند القادري على الجهد الذي بذل في التأسيس والمتابعة".

اضاف: "ان مركز الابحاث هذا ما زال في بداياته، وهو ما زال يبني نفسه، كتأسيس فرق بحثية والسعي الى الاستقرار في مقر ثابت، وتأمين التجهيزات اللازمة، وضمان موازنة تشغيلية دائمة. وغيرها من عناصر تشكل بنية اساسية لعمله. واتوجه هنا بالشكر الى رئيس جامعتنا البروفسور فؤاد ايوب مع تقديرنا للدعم الذي يبديه دوما حيال كلية الاعلام ، ومع تشجيعه للابحاث في الجامعة على رغم تراجع موازنتها، مع العلم ان الموازنات البحثية في لبنان والعالم العربي عموما ما تزال هزيلة جدا، فيما الموازنات المخصصة للاعمال البحثية ولمراكز الابحاث، هي التي تميز الدولة المتقدمة، وتميز الجامعات المهمة التي تسهم في انتاج العلم والمعرفة وتسهم تاليا في تقدم المجتمعات".

وتابع: "ان تمحور أعمال هذا المؤتمر على احد جوانب الثورة الرقمية وتطبيقاتها او انعكاساتها، انما هو سعي الى المساهمة في فهم التغييرات التي تحملها هذه الثورة على جوانب كثيرة من مجتمعنا، لا سيما في الجانب الاتصالي. فنحن نستهلك التكنولوجيا التي باتت تفرض نفسها علينا من دون الاهتمام دوما بمفاعيلها على مجتمعاتنا".

ولفت الى ان "الرقمنة غيرت الكثير من المقاربات في علوم الاعلام والاتصال، كما انها لا تزال تفكك بنى الاعلام التقليدي وتستبدلها ببنى جديدة، وتفكك معها المنظومات الاتصالية النظرية التقليدية لتقيم مكانها منظومات جديدة، وها نحن نحاول اللحاق بها لفهمها وشرحها. ومن نتائجها المباشرة التأثير على احدى اهم الركائز والظواهر الاجتماعية الا وهو التواصل. وهنا ايضا لا بد لنا من العودة الى المقاربات في المراكز البحثية الغربية للاستفادة منها ومحاولة عكسها على مجتمعاتنا لنراكم المعرفة ونضعها في خدمتنا".

وقال: "لقد واكب جيلنا منذ الثمانينات البدايات النظرية لمجتمع المعلومات، وانتظرنا بشغف قدوم الطرق السريعة للمعلومات التي كنا نتابع النظريات والتوقعات حولها، لكن احدا لم يتوقع ما حملته هذه القنيات من تحولات في وسائل الاعلام والاتصال، وفي تغيير المنظومات الاتصالية، واتساع شبكات الفاعلين في المشهد الاعلامي والاتصالي. لم نر حينها الاشكاليات الجديدة التي تطرح نفسها اليوم. كانت الوعود بتعميم المعرفة، ودمقرطة المجتمعات، وسرعة الوصول الى المعلومات. حتى الامس القريب أشدنا بصحافة المواطنة وليدة هذه الرقمنة، وصفقنا لوسائل التواصل الاجتماعي التي حملت خصائص الانية والسرعة واختراق الرقابة".

وتابع: "اما اليوم فنحن نسأل: هل عمقت الثورة الرقمية العملية الاتصالية ام ادت الى تسطيحها؟ هل حققت الحرية الموعودة ام انها تقود المجتمع الى مزيد من الفوضى والرقابة؟ اين نحن من كسر احتكار مصادر الاخبار التي كنا نحمل رايته، وهل نتيجته ازدياد الاخبار المغلوطة والملفقة وشتى انواع الدعاية؟ نرى انهيار الصحافة الورقية فيما هي اساسية في المجتمع، من دون ان نشهد بعد قيام بديل من مستواها في الميدان الرقمي. حتى محركات البحث الضرورية لاعمالنا، نشكو من اننا بتنا ضحية "الغوريتمات" تحدد لنا ما تريدنا ان نستند اليه في بناء منظوماتنا الفكرية".

وختم: "أين موقع كليات الاعلام من هذه التحولات؟ اي دور استشرافي لها"؟

بعدها، القى البروفسور ايوب كلمة، قال فيها: "تلتقون من غالبية البلدان العربية ومن لبنان لتساهموا في تحقيق التعاون بين الجامعات العربية ولبلورة المفاهيم الاعلامية وتوضيحها ومحاولة اسقاطها على الواقع الاعلامي العربي بهدف التقييم والمعالجة واقتراح الحلول".

اضاف: "يتزامن مؤتمركم الكريم مع استعداد كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية للاحتفال باليوبيل الذهبي للكلية في الاسبوع الاخير من الشهر المقبل. وهي على مدار الخمسين عاما الفائتة قدمت للبنان وللبلدان العربية والعالم اعدادا كبيرة من الاعلاميين المرموقين ورفدت وسائل الاعلام اللبنانية والعربية بمجموعة كبيرة من المتخصصين الذين باتوا يحتلون مراكز الصدارة في اداراتها وفي عملها".

واكد "ان ما تقومون به وتسعون اليه في هذا المؤتمر يأتي لخدمة الجهود الساعية على مستوى العالم من اجل تصويب الاعلام واعادته الى مساره الاصلي والمرتجى. بل انكم في مؤتمركم هذا ترفعون الصوت بالدعوة الى الالتزام بأخلاقيات العمل الاعلامي المتحرر والتعاطي مع الفرد ومشاعره ضمن قيود المسؤولية وحقوق الانسان". وقال: "لقد وجد الاعلام حتى يساهم في توصيل البشرية الى الامان، وحتى يعمل لتوثيق عرى التواصل واللقاء بين الحضارات والثقافات، ويؤازر الحق ويكافح الغطرسة والتسلط ويبعد شبح الحروب ويحد من البغضاء والكراهية بين الشعوب".

وختم: "هذا هو فهمنا للاعلام بمختلف مستوياته، وتنوع مضامينه واشكاله واهدافه، ومن هنا نرى ان امام الاكاديميين الاعلاميين والباحثين في مجال الاعلام الجديد والاعلام القديم المتجدد مهمات صعبة جديرة بالعمل الدؤوب والبحث العلمي الجاد، وان المهمة الاساسية لتعليم الاعلام وتدريسه والبحث فيه، والتي يفترض تبنيها والعمل على زرعها في نفوس الاعلاميين الجدد والعاملين في هذا القطاع، هي التضافر والتكافل الاكاديمي والتشريعي حتى نصل الى بيئة اعلامية نظيفة ومتحررة".

بعدها عقدت الجلسة الاولى بعنوان "الاتصال الملتزم/ الملزم: الفضاءات البديلة"، أدارها الدكتور صدقة، وتحدثت فيها رئيسة المركز الدكتورة القادري بعنوان: "بحثا عن الالتزام في الفضاء الافتراضي - الحالة اللبنانية".

ثم قدم الدكتور الصادق الحمامي مداخلة بعنوان "هل تزال الميديا الاجتماعية فضاء بديلا"، اما الدكتور جيهان فقيه فقد تناول موضوع "الفضاء الافتراضي ومظاهر التحول في صناعة الرأي العام بين التفتت والتجميع"، فيما طرح الدكتور عبد الله الزين الحيدري موضوع "جدلية الضبط والاستقطاب في المجال العمومي الميدياتيكي الجديد: الاعلام الملتزم نموذجا".

يذكر ان المؤتمر يستمر حتى يوم الخميس المقبل.

 

  • شارك الخبر