hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

مؤتمر "اجساد حديثة" في الـLAU.. المرأة وقراءة الجسد والازياء في الشرق الاوسط

الإثنين ١٥ آذار ٢٠١٨ - 12:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

دور المرأة وقراءة الجسد وعلاقتها مع اللباس او الازياء في الشرق الاوسط منذ ايام السلطنة العثمانية، وصولاً الى ارتباطها وتفاعلها مع الثقافة والسياسة ومرحلة ما بعد الاستعمار، كانت مواضيع مؤتمر "اجساد حديثة" (Modern Bodies) في الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU)، والذي نظتمه كلية الهندسة المعمارية والتصميم ومعهد الدراسات النسائية في العالم العربي (IWSAW) في الجامعة بالتعاون مع "كلية لندن للازياء" (LCF) في اطار احتفالية المرأة المستمرة باليوم العالمي للمرأة.

وتنبع أهمية المؤتمر من استعراض دراسات غير مسبوقة عن تاريخ المرأة الشرق اوسطية، واستطراداً المرأة الاسلامية في مراحل التاريخ المتعاقبة وخصوصاً تلك المتصلة بدور الحريم في السلطنة العثمانية، وادوار الانتداب المتعاقبة ونضالات المرأة في سعيها الى المساواة مع الرجل.

كما سلط المؤتمر الضوء على ارشيف مهم من الصور عن المرأة العربية والازياء التي اختالت بها على مدى الايام السالفة، في موازاة مقارنتها مع دراسات وابحاث تعكس في غالبيتها وجهة نظر الغرب من المرأة والتطور الثقافي لمجتمعات الشرق الاوسط خلال الفترة الممتدة من اواخر القرن التاسع عشر الى منتصف القرن العشرين، ويظهر مدى ارتباط ذلك بدور المرأة وحضورها المهمش في غالب الاحيان. مع الاشارة الى اهمية ما قدمته الباحثة في جامعة بيرزيت الفلسطينية تينا شيروييل عن زي المرأة الفلسطينية وتلازمه مع مسار النضال الوطني للفلسطينيين للدفاع عن هويتهم.

المقدمة كانت لعميد كلية الهندسة المعمارية والتصميم في الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) الدكتور ايلي حداد مرحباً بالحضور بإسم رئيس الجامعة الدكتور جوزف جبرا، ثم تحدث حداد عن النظريات المعتمدة منذ ازمنة، والتي اسست برأيه لعادات وتقاليد في اللباس، والمسكن، وقراءة الجسد الانساني. واعرب عن تقديره لـلبروفسور رينا لويس من معهد لندن للازياء والدكتورة ياسمين نشابة طعان من الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) لعملهما الدؤوب على اعداد المؤتمر وعناوينه التي وصفها بالصعبة، وتركيزهما على الآلية النقدية التي تعتمد النظريات المادية والملموسة، وانعكاس ذلك على الجسد الانساني، وخصوصاً المرأة التي لطالما كان عرضة للقمع. وشكر "كلية لندن للازياء"، ممثلاً برئيسته البروفسور فرنسيس كورنر على مشاركة الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) في تنظيم المؤتمر، و"معهد الدراسات النسائية في العالم العربي" (IWSAW) على جهودهم لإنجاح المؤتمر.

"الصبي العربي"

وتلته البروفسور كورنر بكلمة افتتاحية، ثم الباحثة في جامعة سيدني ماري روبرتس عن "الاستعارة في الحقبة العثمانية واثارها على الثقافة الشرقية". وكانت كلمات عدة لباحثات وباحثين ابرزهم الدكتورة ياسمين نشابة طعان عن "الصبي العربي" (The Arab Garconne) حيث ناقشت تجربتها مع صور المرأة العربية ما بين الاعوام 1920 – 1930 حيث تبدو النساء وهن يرتدين الطربوش، وثياباً للرجال ويقفن في اوضاع تشبه الرجال. ورأت ان فرض الانتداب على دول المشرق ادى الى تغييرات اجتماعية عدة كان ابرزها التظاهرات النسائية الحاشدة ضد الانتداب، والتي تحركت للمرة الاولى في هذه الدول رغم التحدي الذي واجهته حركة المساواة ما بين الرجل والمرأة وخصوصاً على مستوى الحقوق السياسية وحق الانتخاب. 

واعادت التذكير بقرار ملك سوريا فيصل خلال العام 1920 والذي اصدر تحذيراً الى النساء من مغبة ارتداء الازياء الاوروبية وحض الرجال الى الانتباه الى لباس زوجاتهم. واشارت أن ذلك لم يوقف حركة تحرير المرأة عن المضي قدماً الى درجة انه وعشية الحرب العالمية الثانية كانت تصدر ثلاث مجلات تتولى رئاسة تحريرها النساء في بيروت والاسكندرية ودمشق ومن ابرزها مجلة "الفتاة" ورئيسة تحريرها هند نوفل، و"العرس" ورئيسة تحريرها ماري عجمي، و"فتاة لبنان" ورئيسة تحريرها سليمى ابي راشد. واشارت نشابة الى ان ظهور صور النساء في هذه المجلات ادى الى ملاحظات وتوتر حيث اعتبرها البعض تهديداً لحضور الرجال في الانتظام المدني.
وعرضت لحراك المرأة المصرية ضد الحجاب وما يمثله من عائق امام تطور حركة تحرر المرأة، واسهبت في شرح تفاصيل هذا الحراك الذي اشتد في عشرينيات القرن الفائت في مصر وسوريا ولبنان. واشارت الى ان انبارا سلام كانت اول امرأة مسلمة لبنانية تقوم بنزع حجابها. ورأت ان ثوب المرأة كان تعبيراً عن رغبتها بالتحرر من المعوقات الاجتماعية والاقتصادية. ورأت في صور النساء المرتديات لثياب الرجال محاولة للتحرر والثورة على الانماط التقليدية المفروضة من المجتمع، وتحدياً للمؤسسات الدينية والاجتماعية والدولة وخروجاً على منطق "الحريم" في الفكر الشعبي. وخلصت الى ان صور النساء "اخوات الرجال" تظهر تصميماً على تحدي الواقع.

"ثوب المرأة الفلسطينية"

كما كانت مساهمة بارزة للباحثة في جامعة بيرزيت الفلسطينية تينا شيرويل عن "ثوب المرأة الفلسطينية"، وكيف اصبح أيقونة تمثل الهوية الوطنية الفلسطينية، بحيث تحول الثوب الذي ارتدته الفلاحات الفلسطينيات رمزاً وطنياً للنضال لإستعادة فلسطين. وعرضت للمراحل الاجتماعية – التاريخية التي سبقت النكبة العام 1948 وكيف احتل ثوب المرأة مكانته انطلاقاً من مكانة العائلة الاجتماعية – الاقتصادية، وصولاً الى النكبة العام 1948 ثم هزيمة الجيوش العربية العام 1967 وسيطرة الاسرائيليين على كل الاراضي الفلسطينية، ما ادى الى تحول كل ما يرمز الى العلاقة مع الارض الى رمز وطني. وعرضت للاستراتيجية الفلسطينية بتظهير العلاقة العضوية ما بين الشعب الفلسطيني وارضه من خلال استخدام صورة ثياب الفلاحات كرمز وطني تطور الامر الى درجة التقديس. وادى الامر بالفلسطينيين المشتتين في اصقاع الارض الى تطوير شعور بأن جذورهم ممتدة الى ارض فلسطين، والى بلدات وقرى معينة. 

وكانت كلمات لمجموعة من الباحثات والباحثين في موضوع المراة والتحرر والجندرة.
 

  • شارك الخبر