hit counter script

باقلامهم - كوزيت كرم الأندري

الحضانة النيابية (بالضاد نعم)!

الإثنين ١٥ آذار ٢٠١٨ - 06:20

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

القانون لا يحمي المغفّلين. "عال". لكنه لا يحمينا، كذلك، من المغفّلين! فمن مساوئ النظام الديمقراطي أنه يحق لكل مواطن، يتمتع بكامل حقوقه المدنية، الترشح للانتخابات النيابية. لكن، أليس من البديهي إدراك أن لا استقامة للديمقراطية، في هذه الحال، خارج الإطار الفكري والثقافي؟!

أكاد لا أصدق وقاحة عدد من الأسماء التي تنوي خوض العمل التشريعي! "فالإباحة"، كما تُمارس في أيامنا هذه، هي نقيض الديمقراطية، وإزاء عصفورية المشهد الانتخابي هذا، وزحمة المرشّحين والمرشّحات من كلّ حَدبٍ "وثوب"، أرى أن الديمقراطية لا تكفي للخروج من التخلف، لا بل تكون تكريساً له أحياناًّ!
أفكّر، في هذا السياق، بالكبير غسان تويني الذي كان يردد في أحاديثه، كما جاء في كتابه "سر المهنة وأسرار أخرى": "إذا كان كل جيل يأتي على شاكلة الجيل الذي سبقه، فلا أمل في التطوّر والتقدم". إطمئن من عليائك يا أستاذ. الجيل الطالع "مِسْتَقتل" لإخراجنا من التاريخ-المستنقع، إلا أن الأمور التبست لديه، فنسيَ أن السياسي الذي يعمل تحت قبّة البرلمان هو نائب عن الأمة، وليس عن الأميّة (من حيث القدرة على التشريع وابتكار اقتراحات قوانين من شأنها تسيير أمور الناس). التخلف هو أن يكون الماضي أفضل من الحاضر، وهو كذلك في بلادنا، يا أستاذ، بالرغم من كل مآخذنا على ماضينا...
"صار وقت توصل صرخة الشباب للمجلس" (من الشعارات الخلّاقة التي تقشعرّ لها الأبدان...) "لا والله! صار وقت يعرف كل واحد حجمو"، ذكوراً وإناثاً، بعيدا من عدد الفولوويرز واللاّيكات. فساحة النجمة ليست مقاطعة من ولايتَي فيسبوك وتويتر، ولا تستمد قوّتها منهما.
تحضرني، وأنا أطبع هذه الكلمات، صورة أحد المرشحين، فأضحك ("الناس، من صعوبة البكاء، يضحكون"). إنها، فعلاً، "صولد و... أكبر" مهزلة في تاريخ الانتخابات النيابية في لبنان!
كوزيت كرم الأندري


 

  • شارك الخبر