hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

المطران مارون ناصر الجميل عن كتاب تاريخ دير راهبات الزيارة: نبش بالتراث المشرقي

الأحد ١٥ آذار ٢٠١٨ - 14:23

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

وقع راعي ابرشية الموارنة في فرنسا الزائر الرسولي على اوروبا المطران مارون ناصر الجميل كتابه الجديد "MONASTERE DE LA VISITATION SAINTE MARIE - ANTOURA"، في اطار المهرجان اللبناني للكتاب، للسنة السابعة والثلاثين 2018 - دورة وجيه نحلة، والذي تنظمه الحركة الثقافية - انطلياس، في دير مار الياس، في حضور الدكتور بيار الجلخ ممثلا الرئيس امين الجميل ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الخوري حنا مارون ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رؤساء عامين ورئيسات عامات للرهبانيات ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات روحية وفكرية واعلامية واجتماعية.

وقال المطران الجميل في حديث إلى "الوكالة الوطنية للاعلام": "منذ مدة طويلة، منذ اواخر القرن الماضي، درجت على تقليد نبش التراث المشرقي الموجود في الارشيفات اللبنانية وفي الاديار وعند الاشخاص وفي البيوتات، وهو ارشيف ثمين جدا يتآكله احيانا السوس والاهمال والغبار، وعلى إعادة نشره وتبويبه بعد قراءته وترجمة بعضه، وهو لا يتعلق فقط بالامور الدينية بل ايضا بالتراث التربوي والسياسي اللبناني والمشرقي".

واشار الى ان "هذا الكتاب هو العاشر من سلسلة الوثائق المنسية، ويتحدث عن تاريخ دير راهبات الزيارة في عينطورة الذي يقع الى جانب مدرسة مار يوسف - عينطورة و تأسس في الوقت نفسه الذي تأسست فيه المدرسة في نسختها الاولى، والتي كانت تابعة للآباء اليسوعيين في عهد الاب بطرس مبارك اليسوعي، وتأسس الدير مباشرة بعد المجمع اللبناني، واهميته انه دير نسائي اي هو دير لراهبات من الشرق، من حلب ولبنان وخصوصا من آل الخازن لان الارض هي ملك آل الخازن، وكانت الفتيات العازبات او اللواتي لديهن دعوة ربانية، يلجأن الى هذا الدير ويعشن ضمن نظام راهبات الزيارة".

ولفت إلى أن "مؤسس هذه الرهبنة هو القديس الفرنسي سان فرنسوا دو سال مع راهبة تدعى الاخت جان دو شانتال في مدينة انسي الفرنسية، ووصل نظام هذه الرهبنة الى لبنان مع الآباء اليسوعيين، فحاولوا تطبيقه مع الفتيات اللواتي ستترهبن في هذه الكنيسة الشرقية، فكان هذا الدير وكان البطريرك الماروني آنذاك المولج بتأمين الارشاد الروحي للراهبات، وكان يتناوب على ارشادهن احيانا رهبان يسوعيون واحيانا رهبان موارنة او كهنة ابرشيين، وفي فترة من الفترات الرهبان اللعازاريون".

وعن حياة راهبات الزيارة، قال الجميل: "هن يصنفن بخانة الراهبات المتعبدات اللواتي يمضين حياتهن في الدير حتى مماتهن، ويطبقن القوانين من صلاة وأشغال يدوية وزراعة لتأمين المصاريف، وكن يعشن في الفقر، لذلك كن يراسلن اديار الزيارة في العالم لشرح اوضاعهن ومساعدتهن".

وأوضح أن "الكتاب يتضمن المراسلات مع أديار الزيارة في كل اوروبا وليس فقط في فرنسا، والتي تنقل أوضاع الراهبات في هذا الدير، وكل ما يحدث معهن اضافة الى التقرير الذي كان يرفع كل خمس سنوات الى الدير الام في انسي".

وعن مراحل تطور هذا الدير، قال: "تحول هذا الدير مدرسة وميتما للاهتمام بالفتيات الايتام، بطلب من السفير الفرنسي في لبنان آنذاك، وعندما زاد عدد الراهبات انشىء دير آخر ما زال موجودا حتى اليوم في ذوق مكايل، وهو معروف باسم دير الراهبات الخازنيات لانه كان يضم فقط راهبات من آل الخازن. اما هذا الدير فأقفل بناء على قرار اصدره البطريرك المعوشي. واليوم عاد هذا الدير الى بكركي، وهناك مشروع لاعادة احيائه كمؤسسة يستفيد منها الشباب".

أما الرسالة التي يوجهها الجميل من خلال هذا الكتاب فهي "الدعوة الى نبش هذا التراث المغرم أنا به، وكل تاريخنا موجود في هذا التراث ومن ليس له ماض، لا حاضر له ولا مستقبل، واذا لم نتطلع إلى هذا الماضي لا يمكن اتخاذ امثولات للمستقبل سواء بالنسبة الى الدعوات او من ناحية الخدمة التربوية او الخدمة الاجتماعية. هذا الدير كان مرجعية في ذلك الوقت في منطقة لم تكن مأهولة، ولهذا السبب نقول ان الراهبات كن محصنات في مكان ساكن وكن يعشن بصمت وبعد من الناس".

وكشف انه يعمل على "اصدار مزيد من الجلدات، واولاها نشر وثائق الراهبة الهندية التي وجدها في ارشيف بكركي وغيرها من الأرشيفات، وتسلط الضوء على حياة هذه الراهبة التي اثارت جدلا كبيرا في حياتها، عما اذا كانت مذنبة او لا، ومن خلال هذه المراسلات يمكن ان نكتب سيرة حياتها الحقيقية".

  • شارك الخبر