hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - مروى غاوي

هذه الدوائر... تقلق جبران باسيل

الجمعة ١٥ آذار ٢٠١٨ - 06:02

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يشبه العونيون سائر الاحزاب والقوى السياسية التي تسعى الى الفوز في الدورة الانتخابية الراهنة والمتسابقة لحجز موقع متقدم في الاستحقاقات التي ستلي الانتخابات، لكن التيار الوطني الحر لا يشبه غيره في الكثير من النقاط وما هو مطلوب منه في المرحلة التالية كونه الفريق الاكثر التصاقا برئيس الجمهورية مما يضاعف المسؤوليات، "فان يخسر التيار في الانتخابات قبل الرئاسة شيىء وبعدها امر آخر"، فالتيار هو حزب رئيس الجمهورية او الداعم له وهو يسعى الى المحافظة على عديد كتلته الراهنة وعدم السماح بتقليصها ولكن المخاطر كبيرة في القانون النسبي الذي يحتوي الكثير من الافخاخ والالغام الانتخابية رغم انه قانون "صنع لدى التيار".

وعليه فان رئيس التيار ضاعف من وتيرة حركته السياسية والانتخابية وهو في هذه المدة الفاصلة مرشح لان يزور كل الاقضية اللبنانية او ما تبقى منها لاستنهاض الحالة العونية وشد العصب المسيحي في الدوائر الحساسة، ولا ينكر عونيون ان المعركة على المنخار وهواجسهم تتركز في ثلاث دوائر، الشمال الثالثة وجزين وكسروان، فالشمال الثالثة هي دائرة الوزير جبران باسيل التي يتطاحن فيها مع رئيس تيار المردة ورئيس القوات في معركة كسر"عضم" مسيحية تشكل فيها الشمال الثالثة بوابة عبور لاحد هؤلاء بعد الانتخابات الى رئاسة الجمهورية. معركة باسيل لا تتمثل بالربح الشخصي في هذه الدائرة لان فوزه محسوم في البترون نظرا للحالة التي اسسها رئيس التيار في قضاء البترون متكلا على وضع التيار في الدولة وفي الوزارات والمؤسسات القوية، بل كون باسيل يسعى الى ان يكون الرقم الاول في البترون ويكون الى جانبه احد الفائزين من الدائرة.

الهاجس الآخر لباسيل في الدائرة المتاخمة للشمال الثالثة المتمثلة بدائرة العميد شامل روكز وحلفائه في كسروان وجبيل، فالعميد روكز قد لا يحتاج الى الدعايات الكبيرة ليفوز خصوصا وان صيته وشهرته في المغاوير هي بطاقة عبوره الى قلوب اللبنانيين والكسروانيين كما ان لائحته مطعمة باقوياء كسروانيين من المرشح نعمة افرام ومنصور البون وشخصيات كسروانية وجبيلية، لكن هذا لا يكفي ولا يؤمن العبور السهل لكل اللائحة، اذ ان اللائحة تعرضت لهزات عنيفة تمثلت في حبل طويل من الاعتراضات العونية على ترشيحاتها وكاد الامر يتفاقم لولا تدخل مراجع عليا لحل الازمة التي نشأت مع رئيس بلدية جونية جوان حبيش، عدا اشكالية المقعد الشيعي في جبيل على خلفية ترشيح حزب الله لحسين زعيتر وما رتبه هذا الامر من تداعيات. اغلب الهواجس العونية ان الدائرة هي دائرة الرئيس ميشال عون التي حقق فيها تسونامي مسيحي كبير في الدورات الماضية جرف معه نوابا وعائلات واحزاب تسعى اليوم الى منازلة فريق الرئيس وتحصيل ما فاتها في الاستحقاقات الماضية مثل المرشح فريد هيكل الخازن الذي يتحين الفرصة لرد الصاع لمن اخرجه من الحلبة السياسية في الدورات السابقة.

اما جنوبا فالوضع هو الاكثر ارباكا بالنسبة الى العونيين، ففي جزين معركة طاحنة يقودها التيار للحفاظ على نوابه الثلاثة في وجه الرئيس نبيه بري الذي يريد "رد الصاع صاعين" لرئيس التيار الذي وصفه بالبلطجي، والواضح ان معركة جزين تتخطى المعركة الانتخابية ويغلب عليها وصف المعركة السياسية بين أمل والتيار بعد ان صارت العلاقة مقطوعة بالكامل بينهما رغم تواجدهما على اللوائح نفسها في بعض الدوائر وحيث يفصل بينهما حزب الله انتخابيا. ومعركة جزين يوليها باسيل اهتماما خاصا استلزم مصالحة بين مرشحيها الموارنة اولا وزيارات من فعاليات جزين الى بعبدا واتصالات مستمرة ومتابعة دقيقة مع حرص من التيار على الانتخابات في عروس الشلال التي يخوض فيها التيار دائما معارك قاسية ولا تشبه اي دائرة اخرى. المواجهة ليست جديدة في جزين فالتيار وحركة أمل صاروا اخصاما تاريخيين في هذا القضاء على مدى الدورات الماضية كلها، ومشكلة التيار اليوم ان بري وحزب الله يدعمان لائحة في مواجهة التيار وان تيار المستقبل يريد المقعد الكاثوليكي في جزين وباسيل يجد صعوبة في التنازل عنه.

هواجس "جزين وكسروان والشمال الثالثة" لا تعني التقليل من اهمية دوائر اخرى يسعى البرتقالي الى الحفاظ عليها فالمعركة قاسية والتحالفات هجينة وغريبة تشبه "سفاح القربى" بين المتحالفين على اللائحة نفسها حيث كل فريق يسعى الى اغتصاب حصة الفريق الآخر، وهذا ما يجعل باسيل يدور الف دورة ويفاوض و"يناور" حتى الرمق الاخير.


  • شارك الخبر