hit counter script

مقالات مختارة - حسن سلامة

تحالفات دائرة بعبدا: دوران في الحلقة المفرغة

الخميس ١٥ آذار ٢٠١٨ - 06:51

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

يبدو ان دائرة بعبدا من الدوائر القليلة التي لم تتضح فيها طبيعة التحالفات الانتخابية قبل أيام قليلة من موعد رفع القوى السياسية لوائحها لوزارة الداخلية، ما يؤشر الى ان هذه التحالفات لا تزال تكتنفها الضبابية، وبالتالي اتجاه الامور نحو تشكيل ما لا يقل عن ثلاثة لوائح في الحد الأدنى، وكذلك ذهاب الانتخابات نحو معركة «حامية الوطيس».
فكل المعطيات والمعلومات بحسب اوساط سياسية متابعة لحركة الاتصالات تؤكد ان لا شيء واضح حتى الآن حول مسار الائتلافات الانتخابية باستثناء أرجحية تحالف الحزب الاشتراكي مع «القوات اللبنانية» امتداداً للتحالف بين الطرفين في دائرة الشوف - عاليه، وربما انضمام حزب الكتائب الى هذه اللائحة وفق اتجاه الاتصالات في الساعات المقبلة.
اما على الجبهة الأخرى، فليس واضحاً حتى الآن ما اذا كان بالامكان حصول تحالف بين الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، حيث تفيد المصادر تعثر الاتفاق حتى اليوم الى اكثرمن عقدة اهمها:
- اولاً: من الصعوبة حصول اتفاق في هذه الدائرة ما لم تحصل توافقات في دوائر اخرى، بدءاً من دائرة جبيل - كسروان وتحديداً رفع التيار الوطني الحر «الفيتو» عن مرشح حزب الله في جبيل حسين زعيتر، وتلاحظ المصادر ان هناك سلوكاً غير طبيعي وغير منطقي لرئيس التيار الوطني الوزير جبران باسيل، فهو يرسل اشارات بالاستعداد للتحالف في الدوائر التي يحتاج فيها الصوت الشيعي بدءاً من دائرة بعبدا، بينما يضع شروطاً وفيتوات في الدوائر التي لا يحتاج فيها كثيراً للصوت الشيعي مثل جبيل.
- ثانياً: وجود معوقات لضم كل من التيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي، ما لم يقرّ الاول بحق الحزب القومي بترشيح مرشح له عن احد المقاعد المارونية في حال جرى ضم مرشح التيار الوطني في بيروت الثانية بديلاً عن مرشح الحزب القومي فادي سعد، في وقت يرى الثنائي الشيعي في الحزب القومي حليفاً استراتيجياً على كل المستويات ولا يجب ارضاء الاخرين على حسابه.
لذلك، فالسؤال الذي يبقى مطروحاً ليس فقط الى حين تبلور التحالفات، بل حتى صدور نتائج انتخابات هذه الدائرة؟
بداية، في انتخابات العام 2009، كانت التحالفات سياسية بين التيار الوطني الحر وحزب الله وباقي مكونات 8 آذار من جهة ولائحة اخرى شكلتها قوى 14 آذار، ويومها فازت لائحة 8 آذار بثلاثة مقاعد مارونية من التيار الوطني الحر ومرشحي حزب الله عن الشيعة، اضافة الى النائب فادي الاعور، لكن نسبة الاصوات بين اللائحتين لم تكن عالية كثيراً، بل بين ثمانية وعشرة الاف صوت، اما اليوم، فان اي تحالفات مهما كانت طبيعتها فلن تعطي كل المقاعد للائحة 8 آذار ولو حصل ائتلاف بين التيار الوطني الحر وحزب الله وباقي مكونات هذا الفريق، بل ان المتابعين للمعطيات الشعبية تعطي اربعة مقاعد في اقصى الحدود لـ8 اذار بينهم مقعدان للشيعة، اما اذا لم يحصل تحالف بين التيار الوطني وحزب الله فان طبيعة النتائج ستكون مغايرة تماماً.
وتقول المصادر انه اذا خاض التيار الوطني الحر المعركة منفرداً فبالكاد يستطيع الوصول الى حاصل انتخابي يمكنه من الفوز بمقعد واحد، واما اذا تحالف مع قوى مسيحية اخرى فالحاصل الانتخابي لن يتعدى فوز هذه اللائحة بمقعدين، خصوصاً اذا ما تحالف الثنائي الشيعي مع المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الوعد الذي يرأسه جو حبيقة، بينما حصول ائتلاف في الجهة المقابلة بين «القوات» وحزب الكتائب والحزب الاشتراكي فعندها ستحصل هذه اللائحة على مقعدين في الحد الأدنى بينما تبقى المعركة على مقعد ماروني واحد، لان الفارق في الحاصل الانتخابي سيكون قليلاً، ما يعني ان طبيعة التحالفات ونسبة التصويت لصالح هذا الفريق او ذاك هي التي ستغير في ارجحية فوز هذه اللائحة او تلك بمقعدين مارونيين من اصل ثلاثة، كما انه اذا تحالف حزب الكتائب مع المجتمع المدني وبعض الشخصيات المسيحية مثل النائب السابق صلاح حنين فهذه اللائحة يرجح ان تفوز بمقعد واحد على الاقل.
وعلى هذا الاساس تقول الجهات المعنية بانتخابات هذه الدائرة انه في حال تحالف الثنائي الشيعي مع التيار الوطني الحر، فعندها ستفوز هذه اللائحة بين ثلاثة واربعة مقاعد ( اثنان شيعيان واثنان مارونيان)، بينهما التحالف الاخر اي الحزب الاشتراكي و«القوات اللبنانية» وربما اطراف اخرى، فهو يضمن فوز مرشح الدرزي الذي سماه الحزب الاشتراكي، بما لا يستبعد فوز مرشح «القوات» الوزير بيار ابي عاصي، وبالتالي تعتقد المعركة ان المعركة ستكون محصورة على مقعدين مارونيين حيث ان المقعدين الشيعيين يحتاجان الى اصوات مسيحية قليلة لتأمين الحاصل الانتخابي لفوزهما، وهو سيكون مؤمناً سواء جرى التحالف بين «الثنائي» والتيار الوطني او مع الاطراف الاخرىِ من مكونات 8 آذار.


 

  • شارك الخبر