hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

دورة عن الدراسات النقدية للمخطوطات في الجامعة اللبنانية

الثلاثاء ١٥ آذار ٢٠١٨ - 09:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقام المعهد العالي للدكتوراه في الاداب والعلوم الانسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية، دورة تدريبية لطلاب الدكتوراه في التاريخ والآثار وتاريخ الفن واللغة العربية والفلسفة، بعنوان: "دراسات نقدية في المخطوطات والمحفوظات والنقوش العربية"، بمشاركة البروفسور فريديريك أمبير مدير قسم الدراسات الوسيطة التاريخية والأثرية في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، والمنسق العام للدورة، والمعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية ومتخصصين وبحاثة من الجامعة اليسوعية وجامعة البلمند والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى، والجامعة الأميركية، وبخاصة مكتبة يافث ومسؤولين من مؤسسة المحفوظات الوطنية، ومؤسسات لبنانية خاصة. حيث كان لكل جامعة ومركز يوم من ايام الدورة حيث جال الباحثون والطلاب على المقتنيات الاثرية والتاريخية في الجامعات والمراكز المشاركة.

بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة، ألقى عميد المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الانسانية محمد محسن كلمة رحب فيها بالمشاركين والحضور وقال: "نلتقي من جديد هذا العام الأكاديمي، آملين أن تثمر هذه اللقاءات العلمية إنتاجا بحثيا وأعدادا لأطاريح دكتوراه في هذا الإختصاص الدقيق والمهم".

أضاف:" نحن في المعهد العالي للدكتوراه حريصون على تفعيل البيئة العلمية الخاصة للباحثين والطلاب والمهتمين، لذلك هذا النشاط مع حوالي 250 نشاطا سنويا وعدد من المؤتمرات وورش العمل نأمل أن تؤدي الغرض المطلوب في تعميق المعرفة وازديادها في العلوم الانسانية عموما. هذه الورشة العلمية هي بمثابة تمرين عملي لطلاب الدكتوراه في التاريخ والآثار والفنون والفلسفة واللغة العربية على إتقان كيفية معالجة النصوص العربية المخطوطة بطريقة نقدية واعتماد القواعد العلمية الصحيحة في تحقيقها ونشرها وفق الأصول العلمية العالمية ومحاولة استثمارها بشكل صحيح في دراسات وأبحاث أكاديمية جديدة في إعداد أطروحات الدكتوراه ورسائل الماجستير وفق مناهج فتح المسارات بين الإختصاصات العلمية المتعددة لقراءة المخطوطات بصورة دقيقة ومن زوايا متعددة".

وتابع: "المشاركون معنا اليوم هم نخبة من المتخصصين في مجالات المخطوطات والمحفوظات والنقوش العربية من مؤسسات خاصة لبنانية وغربية مثل المعهد الفرنسي للشرق الأدبي IFPO بشخص مديره البروفسور فردريك أمبرت Fredrick Ambert وعددا من الباحثين في المعهد، والجامعة اليسوعية وجامعة البلمند ممثلة بشخص الأب حارث إبراهيم وعدد من المهتمين والباحثين والطلاب من الجامعة اللبنانية والجامعة الأميركية".

ثم ألقت عضو الفرقة البحثية في التاريخ الدكتورة جولييت الراسي كلمة رحبت فيها بالمشاركين لافتة الى أنها "الدورة التاسعة التي تنظم على هذا الصعيد ومشيدة بأهمية هذا العمل الاكاديمي والبحثي".

وألقى أمبير، كلمة ركز فيها على التنسيق الجيد بين الأعضاء المنظمين والمشاركين، وعلى أهمية الأهداف المتوخاة من أجل تطوير الأبحاث في مجال المخطوطات والمحفوظات والنقوش.

وفي ما يلي نشاط ايام الدورة:

في اليوم الاول استعرضت مديرة مركز لويس بوزيه في الجامعة اليسوعية الدكتورة نادين عباس، في محاضرتين، الوصف المادي للمخطوطات، وأصول نشرها مع تطبيق عملي. أما الدكتورة راي معوض فركزت في محاضرتها على استعمال اللغة العربية في الأيقونات الشرقية، مع استعراض لأهم الأمثلة عنها. الأب حارث ابراهيم مدير المركز في جامعة البلمند، أطلع المشاركين على تطبيقات عملية في هذا المجال. أما المحاضرات التي قدمت في الجامعة فتناولت مواضيع متنوعة.

وقدم الدكتور عبد الغني عماد موضوع أرشيف المحاكم الشرعية في طرابلس. أما الدكتورة مارلين كنعان فتحدثت عن موضوع مخطوطات القديسين، وبخاصة حياة القديسة بربارة، وموضوع آخر عن مصدر عربي وسيط هو كتاب المصطلح الشريف تناوله الدكتور محمد ريحان في مداخلته. كذلك شرح الأب ابراهيم في مداخلة كيفية تحقيق ونشر مخطوطات البلمند.

ثم كان نشاط المشاركين بالدورة في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى- في بيروت، حيث استعرض الدكتور من جامعة جنيف، تيمور موريل التقنيات الجديدة لحفظ وتنظيم المعلومات المتعلقة بالمخطوطات ومؤلفيها ونساخها وكل تفاصيلها عبر برنامج رقمنة عالمي يدعى "أبجد"، والجهد المبذول في هذا المجال الدقيق والصعب حتى الآن، أتبع المحاضرة بتطبيق عملي بعد ظهر اليوم عينه. أما الدكتوران السيدة الودي فيغورو، والسيد ماتيو أوشين، فقد عالجا موضوع مخطوطة عثمانية، تتناول أوقاف الجامع الأموي في دمشق، ومدى دقة وصعوبة تحري الحقيقة من خلال هذه المخطوطة، وأهمية ما تم التوصل إليه من قبل الباحثين. وموضوع آخر تمت معالجته من قبل الدكتور الأردني عبد الحميد الكيالي، تناول فيه أرشيف بلدية القدس ( 1892- 1917)، والمعطيات التاريخية المهمة التي يقدمها للبحاثة.

أما يوم الخميس الواقع فيه 8 آذار فكان يوم الجامعة اللبنانية، كما سبق وأشرنا، ومن المحاضرات التي قدمت بالإضافة إلى ما ذكر أعلاه، تم التركيز على موضوع الجذور التاريخية للكيان اللبناني من خلال أرشيف المحاكم الشرعية في طرابلس قدمه الدكتور فاروق حبلص، وتبعته تطبيقات عملية، ومناقشات مفيدة مع الحضور. والمحاضرة التالية قدمتها الدكتورة جوليات الراسي، بعنوان بعض المظاهر الأثرية والفنية في رحلة البطريرك الأنطاكي الأورثوذكسي يواكيم ضو إلى روسيا ( في سنة 1586)، وذلك عبر مخطوطة نادرة موجودة في المكتبة الوطنية في باريس، وقد كتبها المطران عيسى، مرافق البطريرك، وبطريقة قصيدة باللغة العامية، يصف فيها مشاهداته للكنائس والأديرة والقصور وغير ذلك في موسكو، وغيرها من مناطق في نهاية عهد ايفان الرابع أو الرهيب وبداية حكم ابنه وولي عهده فيودور. وتكمن أهمية المخطوطة في أن مؤلفها ، استطاع بلغة عامية أن يعبر عن مظاهر فنية وأثرية مهمة ومطابقة للواقع. وقد تم استعراض بعض الأمثلة التطبيقية عن الأيقونات والكنائس والأجراس، وأبواب القصور، كما جرى تطبيق عملي لفك رموز وقراءة صفحة من هذه المخطوطة النادرة.

وتكمن أهمية هذه الدورة النظرية والتطبيقية في إطلاع الطلاب على الأبحاث الجديدة والوثائق النادرة والتقنيات الحديثة في مجالات المخطوطات والمحفوظات والنقوش، للقيام بأبحاث جدية وجديدة انطلاقا من مصادر غير مدروسة من قبل. كذلك توثيق التعاون بين البحاثة والطلاب من المؤسسات المشاركة وتسهيل العمل والتعاون في ما بينهم، لتطوير البحث العلمي في مجال يمكن اعتباره غير مطروق بشكل كاف في بلادنا حتى الآن، على أن تاريخ الدورة الثانية المكملة لهذا العام، من هذا النشاط الأكاديمي، هو من 1 حزيران المقبل حتى 28 منه.
 

  • شارك الخبر