بعد إقفال باب الترشيحات رسمياً للانتخابات النيابية على نحو 970 مرشحا في كل دوائر لبنان الخمس عشرة، بدأت القوى السياسية تتفاوض جدياً في ما بينها من أجل نسج تحالفات انتخابية ثابتة في هذه الدائرة او تلك، ويبدو ان اي منها لم ينجح حتى الان في تركيب تحالف ثابت يشمل كل الدوائر المشتركة، ولا زال "الشغل على القطعة هو سيد الموقف، فما ينفعنا هنا نمشي به وما يضرنا هناك نتركه"، وهكذا الحال من بيروت الى الجنوب والبقاع والشمال، مروراً بالجبل بدوائره الثلاث بعبدا، والشوف - عاليه وكسروان - جبيل. حتى ان الثنائي الشيعي لم يحسم بعد كل تحالفاته لا سيما في بيروت الثانية وبعبدا وجبيل وزحلة والبقاع الغربي.
وتفيد المعلومات ان المقايضة لا زالت قائمة بين هذا المقعد في هذه الدائرة وبين ذلك المقعد في دائرة اخرى، وبدت الدوائر المشتركة بين ثلاث او اربع قوى سياسية اشبه بالاواني المستطرقة المتصلة، كل دائرة ترفد الاخرى او تتصل بها. فالتحالفات لم تنجز حتى الان لا في دوائر جبل لبنان ولا في البقاع الغربي ولا زحلة او صيدا- جزين، ولا في دوائر الشمال، ولا زال خلط الاوراق قائما في اكثر من منطقة.
وتردد ان "التيار الوطني الحر" يفرض شروطاً على "الثنائي الشيعي" للتحالف في بعبدا ودوائر اخرى مشتركة، منها ما يتعلق بدائرة بيروت الثانية حيث يرغب التيار بترشيح شخصية مسيحية للمقعد الانجيلي ويطلب دعم الثنائي الشيعي لها مقابل التخلي عن مرشح الحزب القومي فارس سعد وهو ما رفضه الحزب القومي، وقالت مصادر متابعة للموضوع: ان الاتصالات لا زالت قائمة. ويبدو ان الشروط تمتد لتطال الدوائر الاخرى ومنها بعلبك - الهرمل، لكن لم يحصل التيار الحر على اي جواب حتى الان، ولا زال "حزب الله" يدرس تأثير ذلك على حلفائه الاخرين في الدوائر الاخرى.
وثمة من يرى ان "التيار الحر" يسعى للاستفادة من تحالفاته مع مختلف القوى لكن بشروطه ووفق حساباته وبما يؤمن له اكبر عدد من المقاعد حيث يمكن. لذلك يتأخر حسب المصادر الشيعية التحالف مع التيار في بعبدا، بينما "حزب الله" مرتبط بتحالفات لا يمكنه التراجع عنها ايضاً، خصوصا مع الحزب القومي و"المردة" في بعبدا، وهو بالتأكيد سيدعم - حسب مصادر القومي - مرشح القومي في المتن غسان الاشقر الذي اختاره المجلس الاعلى للحزب يوم السبت الماضي بالاجماع بدل الوزير الاسبق فادي عبود. كما سيدعم مرشحي الحزب القومي حيث يكون لحزب الله ناخبون ولا مرشحين كما هي الحال في الشمال مثلا.
وبالنسبة للنائب وليد جنبلاط فقد حسم امر التحالف مع "تيار المستقبل" في الشوف والبقاع الغربي وبيروت، لكنه لم يحسم تحالفاته في بعبدا بعد، وذكرت مصادر الحزب الاشتراكي أنّ الاتصالات قائمة مع قوى سياسية أخرى لاستكمال تحالفات الحزب، وهناك احتمال بحصول تحالف مع "القوات اللبنانية" في بعبدا، وربما امتد التحالف الى الشوف، لكن لا شيء نهائياً بعد. بينما تتجه الامور الى تحالف التيار الحر مع النائب الامير طلال ارسلان في الشوف - حسب مصادر التيار- وقد يمتد التحالف الى بعبدا. بينما لا زال التفاوض عالقا بين التيار و"القوات اللبنانية" في الشوف حول بعض الاسماء والتفاصيل.
وفي دائرة البقاع الغربي، تتجه الامور -حسب المتابعين للمفاوضات- الى تحالف رئيس "حزب الاتحاد" عبد الرحيم مراد مع "الثنائي الشيعي" والنائب السابق فيصل الداوود، على ان يكون في اللائحة النائب السابق ايلي الفرزلي عن المقعد الاثوذوكسي، لكن التفاوض لا زال قائما مع التيار الوطني الحر لحسم الاسماء المسيحية الثلاثة نهائياً.
حصيلة الاتصالات في الايام الماضية ان الامور لازالت ضبابية، وثمة قيادات سياسية عليا من الاحزاب بدأت تتولى الاتصالات لا الماكينات الانتخابية في المناطق.