hit counter script

خاص - جورج غرّة

سيلفي تنهي الحقبة السوداء بين الحريري والسعودية... ماذا يحصل؟

الإثنين ١٥ آذار ٢٠١٨ - 06:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لقاء عائلي ودي كان باكورة لقاءات الرئيس سعد الحريري في المملكة العربية السعودية مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ومن بعدها إختفى الحريري لساعات وساعات قضاها يجول من مكتب لآخر ومن لقاء الى آخر، حاملا بيده ملفات خاصة به مالية وسياسية. وقد توج الحريري جولته السعودية بسيلفي تجمعه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي ان يقف خلف الحقبة السوداء التي مر بها الحريري في السعودية منذ احتجازه الى حين إخراجه الى باريس.

طيبة قلب الحريري جعلته ينسى بلحظة ما حصل معه، وقد حصل لقاء تصفية قلوب بينه وبين ولي العهد، فلش فيه الحريري كل اوراقه على طاولة البحث ووضع شروطه هذه المرة لانه بات يعرف قيمته بالنسبة للسعوديين، بأنه لا يوجد بديل عنه في لبنان للسعودية، وإلا ستكون السعودية ضعيفة جدا في لبنان واي دولة اخرى ستكون اقوى منها.
خطاب الحريري في ذكرى 14 شباط لا تزال تتردد اصداؤه في داخل قصور آل سعود عندما قال انه "لا يريد التحالف مع حزب الله في اي مكان، وانه لا يملك المال" فتلقف السعوديون الرسالة بأن الحريري هو ضد حزب الله وبانه بحاجة للمال لخوض الانتخابات، وإلا سيكون الحريري صاحب كتلة خجولة جدا.
وبما ان السعوديين لا يمكنهم ترك لبنان لقدره بين انياب ايران في ظل المواجهة الايرانية - السعودية في المنطقة فإنها قررت العودة بفعالية، وهذه العودة ستشكل إستنهاضا لتيار المستقبل ولقواعد الحريري التي إبتعدت عنه بسبب فقره، واليوم إذا عاد الحريري محملا بالدولارات والريالات فستعود المياه الى مجاريها وستقفل طرقات منزله لان هناك شعب جائع لا يملك فلسا في جيبه في ظل الاوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشها لبنان.
عودة الحريري الى الحضن السعودي ستغير مجرى الامور في لبنان انتخابيا وسياسيا، إذ ان هناك تحالفات ستتبدل ولكن ليس بالقدر الذي يجري الكلام عنه، فالتحالفات بين التيار الوطني الحر والمستقبل مستمرة، في حين سيحصل ربط في بعض الدوائر بين المستقبل والقوات اللبنانية، والحريري سيعمل جاهدا في الايام المقبلة لتشكيل اللوائح على تقوية لوائحه وتحصينها لحصد اكبر كتلة في لبنان لضمان القوة السعودية في لبنان ولضمان بقائه في رئاسة الحكومة.
السعودية كانت متفهمة لمواقف الحريري من حزب الله، ولكن في مطلق الاحوال فإن الحريري على خلاف مع الحزب وليسا على وئام وحب وغرام، ولكن هناك محاذير لا يريد الحريري تخطيها لانه لا يريد تكرار تجارب قاسية سابقة حصلت في الشارع، ويريد قبل كل شيئ حماية الشارع السني.
الحريري نجح في اقناع السعوديين بانه عبر تحقيق كتلة كبيرة مع حلفائه يقطع الطريق على سيطرة حزب الله سياسيا على لبنان، لذلك فإن الحريري انهى الحقبة السوداء في المملكة بسيلفي مع ولي العهد اطلقت مرحلة جديدة بينهما بشروط الحريري وبتفهم السعودية له.


 

  • شارك الخبر