hit counter script

الحدث - غاصب المختار

صراعات اقليمية تنعكس انتخابياً

السبت ١٥ آذار ٢٠١٨ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا يمكن التقليل من حجم مخاطر الصراع الدولي والاقليمي المتصاعد لا سيما بين الدولتين العظمتين اميركا وروسيا، والدولتين الاقليميتين السعودية وايران وبينهما تركيا، ما يعني انه لا يمكن التقليل من خطر انعكاسه على المنطقة العربية وعلى لبنان بشكل خاص، حيث تخوض القوى السياسية المنتمية سياسيا وفكريا والمرتبطة مالياً الى هذه المحور او ذاك، معارك انتخابية مغلّفة بطابع ديموقراطي واهلي وسلمي، لكنها تختزن بذور توتر سياسي كبير لا يمكن ان يتكهن احد بإرتداداته على الوضع اللبناني.

 واذا كان الصراع الايراني – السعودي ينعكس توتراً سياسياً وإعلامياً واضحاً بين القوى السياسية، وهما الدولتين البعيدتين عن لبنان نسبياً، فكيف الحال بتأثير الحرب في سوريا على لبنان وعلى علاقة القوى السياسية ببعضها طالما ان هذه الحرب مستمرة ومتصاعدة وتتخذ أبعاداً دولية؟
وهذا التوتر انعكس في الخطاب الاعلامي للقوى السياسية التي تخوض الانتخابات، وبعضها متواجدة في مناطق مشتركة، لا سيما في جبل لبنان والبقاع وبعض الجنوب والشمال، ولاحظ المتابعون للخطاب الاعلامي الانتخابي ارتباطه المباشر بالحملات السياسية المتبادلة حول مواضيع كبيرة يدور حولها خلاف داخلي ترتبط بالاقليم، ومنها مثلا موضوع سلاح المقاومة واشتراك "حزب الله" في الحروب السورية والعراقية واليمنية واتهامه بالارهاب والتدخل في شؤون الدول العربية بطلب ايراني، والذي يرد عليه الحزب بمهاجمة الدورالسعودي في لبنان وارتباطه بمشاريع اميركية واسرائيلية تستهدف ضرب المقاومة أو على الاقل محاصرتها، عبر الضغوط السياسية والاعلامية والعقوبات المالية والتهم بالارهاب، هذا عدا التلويح الاسرائيلي اليومي عبر اكبر الرتب العسكرية "بأن الحرب قادمة ضد حزب الله وقد تدمر لبنان".
 كما ظهر من ترشيحات بعض القوى السياسية لمقاعد في مناطق معينة مثل بعلبك – الهرمل وجبل لبنان أنها اختارت شخصيات "حربجية" لمواجهة الخصوم في ميدان المجلس النيابي والاعلام وربما الحكومة لاحقاً، كما بدا ذلك من توجه بعض القوى للتحالف مع بعضها لمواجهة خصومها بكتل كبيرة سواء خلال الحملة الانتخابية او خلال العمل البرلماني والحكومي.
 ولذلك يبدو ان لا سياسية "النأي بالنفس" ولا سياسة "ربط النزاع" المتبعة منذ سنوات، لم تعد تجدي في التقليل من تأثير الصراع الدولي والاقليمي على لبنان، ولا سيما لجهة استخدامه سلاحاً في المعارك الانتخابية، وهو ما يُخشى ان يتطور الى توتر على الارض لا سيما خلال إجراء العملية الانتخابية اذا استمر التصعيد والشحن والضرب على أوتار طائفية ومذهبية ومناطقية.
 ومع ان القوى العسكرية والامنية تتحسب بشدة وتتابع بدقة سير الامور على الارض بما يمنع اي احتكاك مباشر بين المتخاصمين، فإن قرار بعض القوى السياسية بعدم التحالف مع بعضها البعض في دوائر مشتركة يؤشر الى حدّة المعركة سياسياً وانتخابياً، وهو ما عبرت عنه صراحة مصادر حزبية متابعة للعملية الانتخابية.

  • شارك الخبر