hit counter script

باقلامهم - كارمن عقيقي

لكرامة الإنسان من أجل كسروان ولبنان

الثلاثاء ١٥ شباط ٢٠١٨ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يستهجن المواطن الكسروانيّ ما يطالعه يوميّاً من مواقف تجافي الحقيقة في سياق العمليّة الانتخابيّة، تنشرها بعض المواقع الاخباريّة النابتة كالفطر بواسطة أقلام حاقدة أو مأجورة، أو عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعيّ بحسابات معلومة أو مزيّفة، وحتّى بتصريحات علنيّة تدلي بها شخصيّات معروفة، منها من هي سياسيّة بامتياز.

من دواعي أسفه هو خلط الحابل بالنابل، نتيجة عجز عن المواجهة الديمقراطيّة أولاً، وتهيبّاً لكسر تقليد طويل من التعاطي العام مع شعب هذه المنطقة، أو تلبية لشروط العقود الموقّعة مع أولياء الشأن. إزاء كل ذلكّ، لا حول ولا قوة لهؤلاء إلاّ إساءة السمعة، والتجريح، والقدح والذمّ، وتشويه حقيقة مبادرات قائمة منذ عشرات السنوات لطالما كانت معروفة لدى القاصي والداني وعلى امتداد لبنان.
لأكون مباشرة وواضحة. حرّ أن يعتمد الواحد عدّة معاركه الانتخابيّة التي يريد، لكن أن يقنع الغير بصدقيّتها فهذا شأن مختلف. كما أفهم ذلك القلق المتأتّي عن صعود صاعق لقوى تغييريّة في العمق في منطقتنا، مشهود لها بالشفافيّة والاحتراف. لكن ما لا يمكن تفهّمه هو التالي:
تستنكرون أولاّ أن يحلّ مواطناً فاعلاً في مجتمعه ومبادراً ومبتكراً وصاحب حلول، ضيفاً عزيزاً على رعيّة أو جامعة...وأن تفتح له البيوتات اللبنانيّة الأصيلة داراتها، وذلك قبل أن يترشّح رسميّاً إلى الندوة البرلمانيّة.
السؤال الموجّه إليكم: هل أقفلت هذه المنتديات يوماً بابها في وجه أحد من خارج أهل القحط الفكريّ والأخلاقي؟
استنكروا ما طاب لكم، وأوصلوا اعتراضكم بأكثر من الصوت العالي. واجهوا القيّمين على بيوتات الله وصالوناتها أكانت كنيسة أو جامعاً في بيروت أو شمالاً وجنوباً ولا تنسوا الجبل والبقاع...وبطبيعة الحال كسروان وجبيل.
واجهوهم بحججكم الواهية، ودخيلكن لا تستثنوا الحاضرة الفاتيكانيّة، فقد شوهد هذا المشتبه به من أهلكم يحاضر أمام عشرات الآلاف هناك. هدفه طبعاً انتخابيّ ويقع ضمن المحظور القانونيّ. يا عيب الشوم.
وإذا نسيتم، ها إنّي أذكرّكم بالتالي: ما شأن هذا الرجل بمنبر الأمم المتحدة؟ نظمّوا مضبطة اتهام وأودعوها الأمانة العامة الدوليّة بحجة التدخّل بشأن محليّ، وسلّموا نسخة إلى هيئات الرقابة الانتخابيّة وإياكم ألاّ تطعنوا بنتائج ما بعد 6 ايار.
تتأفّفون ثانياً من فعل الخير عبر مؤسّسات إنسانيّة لم تستثن يوماً أحداً وخصوصاً من جماعاتكم وأهلكم. لم تسأل هذه المؤسّسات عن دين أو مذهب، عن منطقة أو توجّه سياسيّ. جلّ ما فعلت أنّها فتحت المدارس الخاصة المجانيّة. دور للعجزة. مراكز لأصحاب الاحتياجات الخاصّة. دعمت المدرسة الرسميّة والجامعة الوطنيّة. مراكز الأبحاث. ووقفت إلى جانب المؤسّسات الطبيّة منها والاسكانيّة والتعليميّة والزراعيّة...وإلى جانب الجمعيّات الخيريّة على امتداد أرض لبنان الطيّبة. ثبتّت الطالبة والطالب في الأرض والجرد عبر تأمين وسيلة نقل مجانيّة ولائقة من البيت إلى الجامعة. وأمّنت للفقير المعدم المريض المتألّم كرامته كإنسان...ولن أكمل.
حقكم أن تتأفّفوا فهذا برأيكم مال إنتخابيّ. إنّها رشوة. ما تقنعوني غير هيك ولو هالأمور عمرا سنين. ما حدا يضحك علينا... هناك من يشتري في كسروان بملايين الدولارات أصوات الناس. إذا بدكن الحقيقا كاملي، إذا حسبنا ما دفعوه هودي الناس من أول ما بلشوا، صاروا بالمليار. كانوا عبخطّطوا من قبل ما يخلق هالشب إنو بسنة 2018 بدن يرشحو للنيابي. شو لكان. واضح وضوح الشمس.
قبل أسابيع، أشرت في مقال لي نشره موقع "ليبانون فايلز" مشكوراً إلى أنّ " ثمّة تساؤل يتبادر إلى الأذهان عن إمكانية المساواة أخلاقيّاً وموضوعيّاًّ في زمن الإنتخابات الكسرواني بين من احترف سنوات وسنوات مأسسة دعم الإنسان المعوز، والموجوع. وفي سعيه إلى خلق فرص عمل، راح يدعم تسديد فواتير التعليم المدرسيّ والجامعيّ، أو تأمين إمكانيّة استشفاء،... ومساواته مع الذي أمعن في ترسيخ المحسوبيّة وتطويع إدارات الدّولة واستنفار الخدمات للحصول على موقع نفوذ أو تحسينه أو تأبيده".
هل تصحّ المقارنة بين الأوّل ومن لم ينس يوماً مولوداً جديداً، ولا عزاء، ولا واجباً، ولا موقوفاً، ولا مطلوباً...يا فرحتنا. عظيم. أو بين الأوّل أخيراً ومن لم نشهد له انجازاَ واحداَ في الجنة الحكوميّة وها هو اليوم يحمّل أهله في المجتمع المدنيّ أو "المال الانتخابيّ" مسؤوليّة عدم تمكّنه من الترشح والنجاح. وما بين الأوّل وبين من لم نسمع له يوماً لا حسّاً أو تشريعاً، لا محاسبة ولا خطّة، لا حلاّ لأزمة النفايات ولا عرضاً للوضعيّة الاقتصاديّة – الاجتماعيّة. زفت انتخابيّ فحسب.
إنّكم تهينون كسروان يا سادة. تهينون إنسانها. أوقفوا غيّكم وارفعوا كرامة الإنسان من أجل كسروان ولبنان.
 

  • شارك الخبر