hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

نصرالله: هدفنا من الوصول الى النيابة هو حماية المقاومة

السبت ١٥ شباط ٢٠١٨ - 17:31

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أحيا "حزب الله" الذكرى الأربعين لتأسيس حوزة "الإمام المنتظر للدراسات الاسلامية" في مدينة بعلبك، باحتفال أقامه في مركز الإمام الخميني الثقافي في المدينة، وشارك فيه: السفير الإيراني محمد فتحعلي، ممثل المرجع آية الله علي السيستاني الدكتور حامد الخفان، ممثل مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي الشيخ علي خاتمي، وزير الصناعة حسين الحاج حسن، النائبان علي المقداد ونوار الساحلي ، الوزير السابق طراد حمادة، مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" النائب السابق محمد ياغي، مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب النائب السابق عمار الموسوي، ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى القاضي الشيخ علي المكحل، وحشد من الشخصيات.

وألقى رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك كلمة من وحي المناسبة، أطل بعدها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله عبر شاشة، ملقيا كلمة استهلها بالحديث عن مؤسس الحوزة "أستاذنا وقائدنا وأبينا سماحة السيد عباس الموسوي سيد شهداء المقاومة الإسلامية. ولعل طبيعة الاحتفال وطبيعة المناسبة تتيح الفرصة للاضاءة على هذا الجانب من جهاد وعمل السيد عباس، لا تتاح عادة في مهرجانات القادة الشهداء، لأنه عادة في مهرجانات القادة الشهداء نتكلم عن المقاومة وعن السياسة وعن التطورات. لذلك القسم الأول من الحديث سيتركز على طبيعة المناسبة، أي عن الحوزة، عن السيد (رحمه الله)، وسأركز على مرحلة التأسيس وصولا الى شهادة سماحة سيدنا سماحة السيد عباس الموسوي، وانتقال الأمانة إلى سماحة الشيخ يزبك".

وقال: "هذه الفترة أنا عايشتها بشكل مباشر، وطالما هو احتفال بهذه المناسبة فهذا سيكون جزءا من وثائق تاريخ هذه المؤسسة المهمة، والتي برأيي ـ والوقائع تؤيد هذا الرأي ـ أنها كانت نقطة تحول في تاريخ منطقة بعلبك ـ الهرمل وتاريخ البقاع بل في تاريخ لبنان بمستوى من المستويات.

أولا: هذه المدرسة التي أصبحت بفضل الله حوزة أسسها السيد عباس وحيدا فريدا، هو المشرف والمدير والأستاذ والمربي في شباط 1978 م. بعد العودة من النجف الأشرف وتهجير وطرد مجموعة كبيرة من الطلاب اللبنانيين من العراق، من قبل النظام العراقي في ذلك الوقت، وكانت هناك ظروف وأوضاع وأحداث لكن السيد عباس ـ كما دائما نقول في المناسبات ـ حول التهديد إلى فرصة. طرد الطلاب اللبنانيون من حوزة النجف الأشرف عام 78، وحصلت اعتقالات واسعة للطلاب اللبنانيين، وسجن عدد كبير منهم وطرد عدد كبير منهم، واضطروا للمغادرة كرها، وذلك من أجل ضرب الحوزة وضرب التشكيل الديني، ضرب إقبال هذا الجيل من الشباب الواعد على الدراسة الدينية، ولكن هذا شكل تهديدا. الاستفادة من فرصة عودة بعض الأستاذة والطلاب إلى لبنان في ظل هذه الظروف لتشكيل حوزات في بعلبك والعديد من المناطق اللبنانية حول التهديد إلى فرصة، فالسيد عباس أيضا في هذا الإطار هو أول من حول التهديد الى فرصة.
هنا أتكلم عن السيد عباس المؤسس في شخصيته والإبداع والبحث عن جديد، أي لا نبقى حيث نحن، فمثلا إذا ذكرت عناوين تأسيس مدرسة الإمام المنتظر التي الآن نحتفل بذكرى أربعين عاما على تأسيسها.

ثانيا: تأسيس مدرسة السيدة الزهراء الدينية للأخوات، ولعلها أول مدرسة حوزوية للأخوات في البقاع منذ مئات السنين، ولا زالت هذه الحوزة مستمرة برعاية الأخوات اللواتي كن تلميذات السيد عباس، وبمشاركة الشهيدة أم ياسر (رحمها الله). فعندما نتحدث عن السيدة أم ياسر نقول عنها العالمة، الفاضلة، الجليلة. من الممكن أن بعض الأشخاص الذين لا يعرفون من هي أم ياسر يظنون أننا نقول هذا لأنها زوجة السيد عباس، ولكن في الحقيقة نحن نقول هذا لأنها كانت بالفعل عالمة وفاضلة وجليلة، درست الدراسة الحوزوية وفي مراحل متقدمة وكانت أستاذة في مدرسة السيد الزهراء عليها السلام الدينية.

ثالثا: تأسيس العمل التبليغي المنظم في البقاع انطلاقا من الحوزة، أول عمل تبليغي منظم بهذه المساحة في تاريخ البقاع قام بتاسيسه السيد عباس. في السابق كان الموضوع يرتبط بالجهد الشخصي، فمثلا سماحة آية الله الشيخ حبيب آل ابراهيم بذل جهدا شخصيا. هذا العالم وذاك أصبحوا مجموعة منظمة، ومن بعدها كبرت هذه المجموعة، عدد كبير من المشايخ والمبلغين تم توزيعهم على البلدات والقرى ويتم إرشادهم وتوجيههم ويتم اختيار الموضوعات وطريقة النقاش وطريقة التبليغ. العمل التبليغي النافع والمنظم أسسه السيد عباس. وبما أننا نتكلم في التاريخ، من باب الإنصاف يجب أن نقول في عام 78 وما بعدها (بعد تشكيل حزب الله أصبح الحزب يشكل الرافعة)، الذي أتاح فرصة هذا النشاط التبليغي الديني الواسع في منطقة البقاع وفتح أبواب القرى والبلدات والناس وأيضا، والتنظيم كان في إطار حركة أمل وخاصة إقليم البقاع في حركة أمل وبعناية خاصة وجهد شخصي أيضا، ودعم كبير من السيد أبو هشام (السيد حسين الموسوي) الذي كان المشرف الأساسي على التنظيم في البقاع بحكم موقعه القيادي في حركة أمل. إذا هذا التكامل أعطى نتائج كبيرة جدا في تلك المرحلة، تأسيس العمل التبليغي المنظم.

رابعا: المشاركة في تأسيس تجمع علماء البقاع، والذي كان له دور كبير في النشاط الديني والتبليغي والاستنهاض الجهادي والشعبي عام 82 وأيضا المشاركة في تأسيس حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان.

خامسا: المشاركة في تأسيس حزب الله عام 82، في العديد من المناسبات، أنا قلت من أجل أن لا يدعي أحد ما ليس حقا له، وذلك من باب عدم تزوير التاريخ، لا أحد في حزب الله يستطيع أن يدعي أنه هو مؤسس حزب الله، وأيضا نحن لا نقول إن السيد عباس هو مؤسس حزب الله، بل نقول إنه يوجد مجموعة من علمائنا وأساتذتنا وقياديين وكبار وضمن آليات معينة هم الذين أسسوا حزب الله. السيد عباس كان واحدا منهم وكان مؤسس فاعلا نشيطا وحاضرا بقوة وحاملا لهذا الهم، وموضوع حزب الله كان عنوانا تأسيسيا. ولاحقا تأسيس صلاة الجمعة، ففي الحد الأدنى لم تكن معهودة في البقاع على ما أذكر، في الجنوب سماحة شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب كان يقيم صلاة الجمعة في جبشيت، ولكن في البقاع لم يكن هذا الأمر معهودا عند الشيعة. تأسيس صلاة الجمعة في بعلبك وفي النبي شيت وفي أماكن أخرى.
إذا هذه شخصية كان طابعها طابعا تأسيسيا وإبداعيا وتبحث عن الجديد والتطور وعن الدفع بالعمل الإسلامي والجهادي دائما إلى الأمام".

أضاف: "نعود إلى الحوزة، بعد العودة من النجف (هذا الجزء من التاريخ مفيد قوله) السيد عباس شاب يبلغ من العمر 28 سنة على ما اذكر، كان لديه خيارات وعرض عليه خيارات، يعني هنا يجب أن نبدأ من سؤال لماذا ببعلبك؟ ما هي طبيعة العلاقة؟ وكان لديه خيار، وقتها بالأدبيات كنا نقول بقاع بيروت جنوب، كان استعمال كلمة الضاحية قليلا يمكن، حيث كانت لا تستخدم إلا قليلا، فكنا نقول إنه لديه فرصة في بيروت، بيروت يعني الضاحية، كان يقدر أن يكون إمام مسجد، إمام حي، إمام منطقة، كان يستطيع أن يكون فاعلا ومبلغا ووسيطا ولديه حضور كبير، هو أصلا أهل السيد ساكنون في الشياح، وعائلته ساكنة في بيروت. صحيح هو من بلدة النبي شيت، ولكن هو ساكن هناك، هو ابن بيروت، ابن الضاحية، ابن الشياح. لكن السيد عباس لم يختر هذا الخيار، السيد عباس كان خياره الذهاب إلى البقاع، والعمل في البقاع، وتحمل مسؤولية العمل الديني والإسلامي في البقاع".

وتابع: "حسنا، هذا المكان، الخيار الآخر، نوع العمل تأسيس حوزة مدرسة دينية، السيد عباس عندما أتى إلى البقاع، طبيعي كان يستطيع أن يكون أمام بلدة النبي شيت، لم يأخذ هذا الخيار، حتى عندما أتى إلى بعلبك ليس تحت عنوان أنه يريد أن يكون أمام مدينة بعلبك، أو عالم المنطقة، إنما خياره الأساسي هو كان تأسيس مدرسة دينية وحوزة علمية، لأنه كان يعتبر أن التحول يبدأ من هنا، وهذا كان صحيحا. مرة ببعلبك الهرمل، بالبقاع يأتي شخص أو اثنان أو ثلاثة يقومون بمجهود فردي، مرة تتأسس مدرسة يكون فيها مجموعة كبيرة من الأساتذة تحتضن وتستقطب مجموعة كبيرة من الطلاب، يستطيعون أن يحدثوا تحولا وهذا الذي حصل بالفعل، نحن لا نتكلم فرضيات أو نظريات".

وأردف: "أنا أذكر في ذلك الوقت لأنه لي الشرف أنني كنت لصيقا جدا بالسيد ـ حتى عندما كان يذهب من بيروت إلى النبي شيت في الأيام لم يكن هناك من مكان ليذهب إليه في بعلبك فيذهب إلى النبي شيت ـ كل الجلسات كانت تحصل في منزل عمه المرحوم السيد أبو أحمد الموسوي، فكنت أنا آتي معه، دائما كنا نناقش، عرض على السيد عباس أنه أنشئ مدرستك في بيروت، في البداية عرض عليه من قبل آية الله المرحوم سماحة السيد محمد حسين فضل الله، انه تفضل يا أخي أنت استلم الحوزة، لدينا مدرسة فلتتفضل وتستلمها. أيضا سماحة آية الله المرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين عرض عليه أنه نحن لدينا مدرسة فلتتفضل وتستلمها، هذه المدارس كانت موجودة في ال 1978 في الضاحية الجنوبية. لكن السيد عباس أصر على أن يؤسس مدرسة في بعلبك.
كان يستطيع أن يستلم في الضاحية ـ وهو مرتاح ـ مدرسة ومبنى وموازنات ورواتب وأساتذة وطلاب ومناهج وكل شيء، ويدير ما هو قائم، لكنه اختار أن يؤسس مدرسة، وسأتكلم بعد قليل عن الصعوبات وشظف العيش والفقر والصبر والتعب والعناء، الذي عاناه السيد عباس في هذا السياق، أنا لا أتكلم بهذا فقط للتاريخ وإنما أيضا للاستفادة منه كعبرة".

واستطرد: "حسنا، كل الطروحات الأخرى رفضها السيد وأصر أنه لا، نقيم دراسة في بعلبك ولو بدأنا بأستاذ ومجموعة صغيرة من الطلاب وغرفة واحدة. أتينا إلى بعلبك، أتذكر أنه أول مرة في حياتي آتي إلى بعلبك، أتيت مع السيد عباس، أتينا إلى بعلبك مجموعة من الطلاب العزابية كنا. والملفت أنه أيضا هنا يوجد شيء، ما الذي جذب هؤلاء الطلاب إلى مدرسة بعلبك؟ يعني مثلا أنا والمجموعة الأولى من طلاب المدرسة، كنت من المجموعة الأولى من الطلاب مع السيد عباس، أهلنا يسكنون في بيروت، ويسكنون في الجنوب، وبحسب التقسيم المناطقي هؤلاء الطلاب جنوبيون، ويوجد مدارس في بيروت ويوجد مدارس في الجنوب، ما الذي أتى بهم إلى بعلبك؟ سنمزح معكم قليلا: وشو مطلعنا بشباط في الثلج؟ وبحياتنا لم نر الثلج؟. أستاذ من البقاع، وطلابه الخمسة أو الأربعة أو الستة من الجنوب، جاء وأسس هذه الحوزة".

وقال: "أول مبنى استأجره السيد عباس، سأدلكم عليه وأنتم جالسون في مركز الامام الخميني، مثلما أنتم جالسون تتجهون نزولا باتجاه رأس العين على إيدكم الشمال جنب مكتب البريد كان هناك غرفتان وحمام، حتى مطبخ لم يكن هناك، الآن أخونا الشيخ أحمد الذي يقوم بالتعريف، الشيخ احمد الشيخ، وكان بهذه المجموعة الأولى، هو يعرف هذه التفاصيل أكثر مني، حافظها، أنا أسميه الشيخ الأقدم في هذه الحوزة يعني، فحتى الممر الصغير للغرفتين كان مطبخ الطلاب، أربعة أو خمسة طلاب في غرفتين، ينامون ويسكنون ويدرسون، ومديرهم وأستاذهم ومشرفهم وأبوهم الوحيد هو السيد عباس الموسوي. هكذا بدأت هذه المدرسة، طبعا كان المنزل إيجارا".

أضاف: "السيد رحمة الله عليه ورضوان الله عليه، كان حريصا من البداية طبعا أن تحظى هذه المدرسة برعاية علمائية، لأنه هنا يوجد شيء ملفت يعني، أنه هنا يوجد طالب علم، يعني هنا أنا أتمنى الانتباه لهذه التفاصيل، طالب علم جاء من النجف، حتى في بعلبك لم يكونوا يعرفونه ـ لأنه في النبي شيت ومحيط النبي شيت، كانوا يعرفونه لأنه كان يأتي بمواسم التبليغ ـ لأنه يفترض انه والله التجار، اذا كان هناك من يدفع حقوق شرعية، لا يعرف السيد عباس، فهو شاب. عادة الذي يأتي ليؤسس حوزة دينية يكون أقل شيء يعني لحيته بيضاء عمره 50 سنة أو 60 سنة، عادة هكذا في حوزاتنا ومعاهدنا، أما أن يأتي شاب عمره 27 سنة 28 سنة وليس لديه أي إمكانات مالية وجاء إلى منطقة هو جديد عليها بالمعنى المباشر، ومصر أن يقيم مدرسة دينية في بعلبك".

وتابع: "حسنا، هذه ما قصتها ما حكايتها، أنا شخصيا حسب فهمي، لا يوجد شيء اسمه صدفة، حسب فهمي وهذا ظهر قبل قليل في التقرير، أنا مقتنع أن هذه هي مشيئة الله سبحانه وتعالى، الله سبحانه وتعالى الذي يريد في يوم من الأيام لهذه المنطقة أن تتحول إيمانيا ودينيا، أن يكون لبعلبك وللبقاع هذا الدور التأسيسي في هذه المقاومة وفي هذه المسيرة وفي هذا التحول في لبنان وفي هذا التحول في المنطقة هو الذي هدى وسدد وأيد وأرشد وأخذ بيد السيد عباس وأوجد لديه كل هذا الإصرار والعناد، طبعا هو بالمناسبة عنيد، يعني وهذا العناد الخاص، أنه لا، أريد أن أؤسس مدرسة في بعلبك. حسنا، كان يحتاج بطبيعة الحال إلى غطاء علمائي ومرجعي وما شاكل.
كان لدى السيد عباس علاقة جيدة بكبارنا في تلك المرحلة، مثلا مع سماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر أعاده الله بخير، السيد عباس ذهب والتقى مع سماحة الإمام، حكى معه وأخذ بركته وأيضا قدم دعما متواضعا، في ذلك الوقت لم يكن لدى أحد إمكانات، كذلك اتصل بآية الله سماحة السيد محمد حسين فضل الله، رحمه الله والسيد بارك وأيد ودعم وقدم دعما ماليا. وأيضا للانصاف أنه لمدى لسنوات طويلة بقي سماحة السيد فضل الله رحمه الله يقدم دعما ماليا شهريا لهذه الحوزة في مدينة بعلبك. هذا كله أقوله اليوم إنصافا. أيضا اتصل بسماحة آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله، سماحة الشيخ أيد معنويا و(قال) نحن معكم. وبالتالي كان السيد عباس يتصرف أن هذه الحوزة مغطاة من كبار علماء لبنان".

واستطرد: "أيضا على المستوى المرجعي، وبطبيعة الحال لأن السيد عباس كان تلميذ الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه، كان يسعى إلى أن يحظى بمباركته وتأييده ورعايته، وهذا ما حصل بالفعل في ذلك الوقت من خلال سماحة السيد محمد الغروي (حفظه الله)، الذي كان يتاح له السفر إلى النجف الأشرف، نقل رسالة من السيد عباس إلى السيد الإمام الشهيد الصدر، وأيضا الشهيد الصدر كان سعيدا جدا لخبر تأسيس هذه المدرسة في بعلبك وحظيت بموافقته ومباركته ودعمه، حتى دعمه المالي بالرغم من أن إمكاناته كانت متواضعة جدا، وأيضا أرسل إجازة في صرف الحقوق الشرعية من السهمين المباركين للسيد عباس على شؤون الحوزة. إذا أمن الغطاء العلمائي والغطاء المرجعي، كان لدينا مشكلة المكان: غرفتين ومطبخ ولا تتسع لشيء، وبدأت المدرسة تستقطب طلابا، وأساتذة جددا".

وأردف: "أيضا يجب أن نسجل في المناسبة، وللتاريخ، أنه حصلت مبادرة مباركة من سماحة العلامة المرحوم الشيخ سليمان اليحفوفي (رحمه الله)، تتذكرون أنه كان لديه مبرة، الآن اسمها مبرة الإمام المهدي على ما أظن، في منطقة الشراونة، كنا وقتها نقول عنها "مبرة الأيتام"، وهي مبنى كبير وخال.
اتصل السيد عباس مع المرحوم الشيخ سليمان، والشيخ (رحمه الله) أبدى كل إيجابية وقال تفضلوا، أهلا وسهلا بكم، والآن أكثر من هذا ولكن على سبيل التلطيف أنه وقتها انه كان هناك خلاف بين المرحوم الشيخ سليمان وبين الإمام موسى الصدر، ونحن طلاب كنا نحب السيد موسى، ففي مبرة الشيخ سليمان رفعنا صور السيد موسى، فكان يمر من أمامنا ويضحك ويقول لا بأس، أنا أسامحكم، لا بأس بذلك، هذه هي اللطافة والمحبة والمودة التي كانت سائدة".

وقال: "ثم انتقلنا من مكان إلى آخر، وفي هذا السياق يجب أيضا أن نسجل، للتاريخ، جهدا مباركا وخاصا ومميزا لسماحة العلامة السيد عيسى الطبطبائي (حفظه الله)، الذي أخذ على عاتقه بناء حوزة كبيرة جدا، هذه الآن موجودة أمامكم في عين بورضاي، وإلى أن انتهى المطاف وبجهود مباشرة من سماحة الشيخ يزبك (حفظه الله) والإخوة الآخرين، والسيد عيسى ومكتب سماحة السيد القائد إلى المبنى الحالي. على كل، مسيرة الانتقال من مبنى إلى مبنى خلال سنوات قليلة نحن الطلاب في حوزة الإمام المنتظر عليه السلام، كنا نحمل بيوتنا على ظهورنا، طبعا لم يكن لدينا بيوت، لم يكن هناك شيء الحمد لله، "كم كتاب وكم صوبيا وكم صوفاية"، هذه هي حاجياتنا، لكن عدم الاستقرار في المكان كان مؤشرا على حالة الفقر، في كل الأحوال مع الوقت خصوصا بعد انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران، حظيت هذه الحوزة فيما حظيت برعاية سماحة الإمام الخميني، وبعد ذلك برعاية سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي ودعم مكتب سماحة السيد القائد والإخوة في الجمهورية الإسلامية، إلى أن وصلت إلى المرحلة الحالية".

أضاف: "أيضا مما يجب ان يذكر هو التطور البشري في الحوزة، بعد ما كنا أستاذا ومجموعة قليلة من الطلاب، هناك إخوان من السادة العلماء كانوا موجودين في لبنان أو بعضهم عاد إلى لبنان من النجف الاشرف، وبعضهم عاد إلى لبنان من قم، والشهيد السيد عباس رحمة الله عليه، كان يسارع للاتصال له، كل من يأتي ولديه فضل وقدرة على التدريس وتحمل المسؤولية الحوزوية، لأن الحوزة كانت تكبر، ولذلك منذ البدايات المبكرة توفر في هذه الحوزة مجموعة من العلماء والأساتذة الأفاضل، الذين أنا أذكر منهم أسماء تلك المرحلة، لأنه أيضا أنا كطالب في هذه الحوزة كان لي شرف الاستفادة منهم والجلوس بين أيديهم في الدراسة، وقتها أتى سماحة الشيخ محمد يزبك من العراق، سماحة الشيخ علي العفي، سماحة السيد عباس الموسوي (السيد أبو علي)، سماحة الشيخ حسين كوراني، في بعلبك كان موجودا السيد منير مرتضى، هذا المستوى من العلماء كان موجودا في المرحلة الأولى.
بعد ذلك بحمد الله عز وجل جاء أساتذة أيضا، والكثر من الطلاب أصبحوا أساتذة، ونمت الحوزة وكبرت بالرغم من كل الصعاب. هذه المدرسة أيها الإخوة والأخوات، سأختصر أنا الآن إن شاء الله لكي أترك كلمتين للمستجدات أو للوضع السياسي، وسأتكلم قليلا عن الانتخابات. هذه المدرسة كانت لله عز وجل، السيد عباس لله عز وجل، لم يكن لديه اي حسابات شخصية، بالعكس كان هناك تعب وشقاء".

وتابع: "عندما كنا في مبرة الأيتام مبرة الامام المهدي في الشراونة السيد عباس كان يسكن في قلب مدينة بعلبك، على ما أذكر كان بيته في حي الشيخ حبيب، الآن إخواننا الذين يسكنون في بعلبك يعلمون، تصوروا شخصا كل يوم يمشي صباحا باكرا قبل طلوع الشمس من حي الشيخ حبيب إلى مبرة الإمام المهدي في الشراونة مشيا على قدميه، إنه السيد عباس. لأنه ليس لدينا سيارة تجلب الأساتذة إلى الحوزة. يجب أن يأتوا سيرا على الأقدام أو يستأجروا، السيد من جهة لم يكن معه الأموال ومن جهة ليس لديه سيارة ومن جهة يقول لك أقوم بالرياضة، ما هذه الرياضة من حي الشيخ حبيب إلى الشراونة كل يوم سيرا على الاقدام ذهابا وإيابا؟ ولكن هذا يعبر عن الظروف التي نشأت فيها هذه الحوزة وهذه المدرسة، هذا كله من علامات الإخلاص".

وأردف: "عندما تكلمت أنا عن كل هذا التفصيل فهذا أولا للتثبيت كسند تاريخي، وثانيا لأقول كلا. كان يوجد اصرار وكان يوجد عناد وكان يوجد إخلاص، كان السيد عباس يستطيع أن ينشئ الحوزة في النبي شيت. أنا واحد من الناس لم أكن أعرف المنطقة جيدا، ابن الثامنة عشر وقادم من النجف و"طالع" على النبي شيت مع السيد عباس، أنا قلت له سيدنا لماذا لا تنشئ الحوزة في النبي شيت، لماذا في بعلبك؟ هنا يوجد مقام وتعلمون عادة الحوزات الشيعية يفضلون أن يكون هناك مقام، مقام نبي، مقام ولي، مقام معصوم، يوجد مقام ويوجد غرف بجانب المقام ـ الآن لا أعلم ماذا فعلوا بها، أزالوها أو ما زالت أو غيروها ـ الغرف جاهزة والمكان جاهز والمقام موجود وهنا بالقرب من أهلك وأقاربك والحماية والدعم والناس تعرفك. فقال كلا نذهب إلى بعلبك، مصلحة المنطقة أن تكون المدرسة في بعلبك، السيد عباس لم يكن ابن عائلته ولا ابن قريته ولا ابن منطقته ولا ابن لبنانه في أي يوم من الأيام فضلا عن ابن نفسه، السيد عباس كان حقيقة ـ في حال أردت أن أعطيه القليل من الانصاف ـ كان ملكا للاسلام، ملكا للانسانية، ملكا للناس، هذا السيد".

واستطرد: "من الأمور المهمة التي يجب أيضا أن ألفت لها في هذا السياق احتضان أهل المنطقة وأهل بعلبك للحوزة، من بعلبك لعلي النهري لرياق للهرمل للجرود لفوق. التبليغ، الحركة، النشاط، استقطاب الطلاب، عناية الناس، حماية الناس، واقعا كان من الممكن أن يأخذ الناس موقفا سلبيا لجهة أننا لا نريد مدرسة دينية في بعلبك، نريد شيئا آخر مثلا، أو يكون موقفهم سلبيا أو يكون موقفهم حياديا. كلا، أهل بعلبك الهرمل، أهل البقاع أيضا كان لهم دور أساسي في حماية هذه الحوزة وتبنيها ودعمها وإكرامها واحترامها واحترام السيد واحترام الأساتذة والطلاب. ولذلك كان يوجد الكثير من الطلاب، خصوصا في السنة الأولى والثانية ليسوا من البقاع، وأنا واحد منهم، ولكن حظينا باحترام الناس ومحبة الناس وإكرام الناس، وشعرنا بشكل كامل أننا بين أهلنا الطيبين المحبين الصادقين المخلصين. هذا كان واقع الحال. هذا أيضا يجب أن يسجل عندما نريد أن نتكلم عن عوامل التوفيق: البيئة الشعبية، الاحتضان الشعبي، الاحترام، الإكرام الذي حصل".

وقال: "بقي السيد يحمل هذه المسؤولية حتى بعد تأسيس حزب الله، وأنا أتذكر لأنني أنا بقيت حتى عام 1985 بالمدرسة، وفيما بعد كلفوني ونزلت إلى بيروت، مع ذلك السيد عباس حتى عندما كان يأتي إلى بيروت أو في الفترة التي تحمل فيها مسؤولية الجنوب أو عندما أصبح أمينا عاما لحزب الله، كان يعتبر أنه ما زال مسؤول الحوزة ويتابع شؤونها مع سماحة الشيخ محمد يزبك ومع بقية الإخوان. وواقعا ـ الإخوان قالوا قبل قليل إنها ثمرة فؤاده ـ كنا نشعر أنها جزء من حياته، جزء من روحه، هذه مسألة حقيقية بالنسبة للسيد عباس. يعني هذا ما كانت تعني له الحوزة، وعندما نقول إنها كانت تعني له هكذا ليعرف الأساتذة والطلاب الحاليين في حوزة الإمام المنتظر حجم الأمانة الموجودة بين أيديهم".

أضاف: "بعد شهادته، هذه الامانة الغالية انتقلت إلى أستاذنا سماحة الشيخ محمد يزبك والذي تحمل المسؤولية كاملة وعلى عاتقه. نحن الباقون "خلص" غادرنا، بتنا في مكان آخر، لكن سماحة الشيخ يزبك حفظه الله، وبشكل كامل، تحمل المسؤولية كاملة منذ شهادة السيد عباس وصانها ورعاها وأعطاها عمره الشريف حتى الآن، وإن شاء الله سيفعل ذلك فيما بقي من عمره وأطال الله في عمره. الإخوة أيضا، بقية الأساتذة والمدراء والطلاب والمشايخ، هم أيضا حملوا هذه المسؤولية وأعانوا سماحة الشيخ وما زالوا يعينونه. منذ التأسيس إلى اليوم قدمت هذه الحوزة أجيالا من العلماء والقادة والمبلغين والمجاهدين والشهداء. كانت ركيزة الاستنهاض في عام 1982 في معسكرات التدريب من مشايخها وعلمائها وطلابها وتلامذتها، الصوت القوي في المنطقة، الذي يستنهض الهمم لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي.
اذا كانت قاعدة التبليغ والعمل التبليغي والثقافي والتحول الديني في منطقة البقاع بالحد الأدنى وكانت قاعدة الانطلاق في العمل الجهادي وتحريك العمل الجهادي وتأسيس حزب الله. وينبغي أن يعلم بأن أكثر جلسات الداخلية لتأسيس حزب الله ووضع وثيقته الأساسية وخطوطه العريضة حصلت في مبنى حوزة الإمام المنتظر الدينية، وكان للسيد عباس ولأساتذة وطلاب هذه الحوزة الدور الكبير والأساسي في تأسيس هذه الحركة الجهادية المباركة".

وختم الشق المتعلق بالمدرسة والحوزة، بالقول: "أنا أعتبر أنها أدت دورا كبيرا ومفصليا منذ تأسيسها إلى اليوم، وما زالت تقوم بهذا الدور ويجب أن تستمر بالقيام بهذا الدور، أقول إن الميزة الرئيسية، التي يجب أن لا تفتقدها أي حوزة دينية وأي مدرسة دينية من خلال تجربة مدرسة الإمام المنتظر وحوزة الإمام المنتظر في بعلبك التي أسسها السيد عباس، التجربة مع السيد عباس، أنا أتكلم بشيء شخصي، بالتجربة الشخصية، هناك فارق كبير بين هذه التجربة وبين الجامعات والكليات والمدارس الأكاديمية. يوجد فارق كبير، وما نتمناه والآن أنا على المستوى الشخصي أريد أن أتدخل بعد غياب طويل، أنا منصرف إلى العمل السياسي والجهادي، اسمحوا لي أيها المشايخ أن أتدخل في شأن الحوزة قليلا لأقول يجب أن لا تذهب هذه الروح الخاصة في الحوزة العلمية الدينية، ما هي؟
أنا ببداية الحديث كنت أقول: ما الذي أتى بهؤلاء الطلاب الذين أهلهم في الجنوب وأهلهم في بيروت إلى بعلبك لعند السيد عباس؟ لا يعرفون شيئا عن المنطقة، لا يعرفون شيئا عن أهل المنطقة، غرباء بالكامل، لم يكن يعرفوا كيف يمشون في الطريق، وثلج وبرد وغيره؟.
أتى بهم جاذبية السيد عباس، شخصية السيد عباس، فضلوه كأستاذ على كل الأساتذة في لبنان وعلى كل العلماء في لبنان، ولم يكونوا يدعون أن السيد عباس هو أعلم العلماء في لبنان. يعني لم يأتوا اليه لأنه أعلم العلماء في لبنان، لم نكن نعتقد بالسيد عباس هكذا، ولم يكن هو يعتقد بنفسه هكذا، كان يوجد علماء في البقاع، في بيروت، في الجنوب، ربما وأكيد كان يوجد أناس أعلم من السيد عباس، نقول لكم سيد شاب عمره 27 او 28 عاما.
الذي جاء بهؤلاء الطلاب إلى بعلبك هو تجربتهم مع السيد عباس في النجف الاشرف. عندما تصبح ـ بلا طول سيرة لأن هذا بحث يطول وأنا أريد أن أترك القليل من الوقت ـ عندما تصبح العلاقة بين الأستاذ والطلاب علاقة الأب مع أبنائه، نحن بالنسبة للسيد عباس بالنجف الأشرف كنا أولاده، كنا مثل أولاده، وقتها بالنجف كان لديه ياسر وسمية. نحن كنا فلان وفلان وفلان عند السيد عباس مثل ياسر وسمية، يربينا ويتفقدنا ويسأل عن صحتنا في حال مرض أحد منا، في حال كان أحد ليس معه مال، في حال أحد نام بلا أكل، في حال أحد لم يدرس جيدا عندما نأتي إلى الحصة. أنا أعرف في النجف يوجد أساتذة يعطون الدرس ويمشون، السيد عباس يأتي بنا ويسمع لنا، واكشف لكم سر: كنا نخاف منه. يعني في حال جئنا إلى الدرس ولم نكن حافظين. إلى هذه الدرجة. كيف العلاقة بين الأبن مع والده؟ تماما، يوجد علاقة أب وأبناء، ولذلك نحن مع السيد عباس لم نكن نشعر بأننا طلاب عند أستاذ، كنا نشعر بأننا عائلة ويوجد أب يرعاها ويهتم بها ويحن عليها ويحمل همها، أكلها وشربها وثيابها وصحتها ودرسها وعافيتها، وحتى فيما بعد زواجها وعائلتها وغيره".

أضاف: "هذه العلاقة هي سر حوزاتنا طوال التاريخ، العلاقة بين أساتذتنا والطلاب طوال التاريخ، لذلك ترون تعلق الطلاب والتلامذة في الحوزات العلمية بأساتذتهم، تعلق عاطفي ومعنوي ووجداني وليس فقط تعلقا علميا وفكريا وثقافيا، كلا هذا التعلق العاطفي والوجداني والأخلاقي والإحساس بالفضل الكبير. إنه هذه العلاقة الأبوية التي تكون ناشئة.
عادة بالنموذج الأكاديمي الأمور تختلف، يأتي الأستاذ أو الدكتور، الآن أصبح لدينا الشيخ الدكتور، يأتي ويجلس أمام الطلاب ويعطي الدرس ويذهب، وربما لا يحفظ أسماء الطلاب ولا يعلم مما يعانون وما هي مشكلتهم؟ وفي حال يوجد شخص واضح على وجهه علامات التعب ما هي قصته؟ ليس له علاقة، هو دكتور في الجامعة، يأتي ويعطي الدرس ويمشي.
بالحوزة مع السيد عباس، وبالحوزة تاريخيا كلا، الاستاذ يقعد أمام طلابه وفي حال رأى أنه يوجد شخص مزعوج أو شخص مريض أو غير مرتاح يسأله ويتأكد منه ويعتني به ويهتم به ويراعي حاله. هذا النوع من العلاقة هو الذي قامت عليها هذه الحوزة. هذه روح الجذب هنا كانت، لا العنوان ولا المال ولم يكن هناك مال ولا شيء آخر، الذي جاء بهؤلاء الطلاب لعند السيد عباس فأمكن للسيد عباس الاستاذ مع هؤلاء الطلاب بأن ينشئ حوزة تصل إلى ما وصلت إليه اليوم هذا النوع من العلاقة".

وأنهى الكلام عن الحوزة: "أنا كأحد طلبة العلوم الدينية أعتز وأفتخر أنني كنت أحد طلاب هذه المدرسة الشريفة، وأعترف وأقر بفضلها وفضل أساتذتها علي، وأيضا بفضل أهل هذه المنطقة في بعلبك الهرمل وفي البقاع الطيبين الصادقين الذين احتضنوا مدرستنا الفتية وحموها وأكرموها وأحبوها وأعزوها وواصلوا كل الطريق الطويل معها. والآن ليس لأنه في مناسبة الحوزة، هذا الكلام يعرفه شبابنا وإخواننا المسؤولون في بعض الأحيان نمزح قليلا: في حال أنا لم أعد أمينا عاما ولم أعد مسؤولا ماذا أفعل وأين أذهب؟ في حال أردتم أجلب لكم شهودا، إنني دائما أقول لهم: في حال أتى يوم أكون فيه حرا طليقا وأستطيع أن أختار المكان الذي أذهب إليه، الإخوان يعلمون دائما، أقول إنني أنا أمنيتي أن أعود إلى بعلبك، إلى حوزة الإمام المنتظر، وأن يقبلني سماحة الشيخ إن شاء الله طالبا في هذه الحوزة.
أسأل الله تعالى أن يحفظ هذه المؤسسة المباركة وأساتذتها وطلابها، وكل من يخدم فيها، وكل من خدم فيها، في ظل رعاية وعناية وإشراف أستاذنا سماحة الشيخ محمد يزبك، وأن يوفقهم جميعا لمواصلة هذا الطريق الإلهي وأن يرحم سيدنا المؤسس السيد عباس وسيدتنا أم ياسر والشهداء جميعا، وخصوصا شهداء هذه الحوزة، مثل الشهيد الشيخ علي كريم وشهداء المقاومة الذين رأيتم صورهم وأسماءهم في بداية التقرير، وأن يجعلها صدقة جارية عن روح سيدنا السيد عباس، وكل من ساهم في دعمها وتأييدها وإقامتها واستمرارها إن شاء الله".

وفي الشق الانتخابي قال: "لم يعد هناك الكثير من الوقت، كنت أريد أن أتكلم عن المنطقة، عن المستجدات في الموضوع الإسرائيلي، لكن الوقت قليل، وبالذي بقي، أتكلم فيه عن الانتخابات.
ليس هناك شك بأن اللبنانيين جميعا الآن دخلوا فعلا في مرحلة الانتخابات وباتت شغلهم اليومي تقريبا. القوى السياسية تنهي الترشيحات. بعد أسبوع أو أسبوعين تركب اللوائح، والناس تذهب إلى معاركها الانتخابية.
لدينا مدة شهرين أو شهرين ونصف، الناس تستطيع أن تأخذ وقتها وتقارب موضوع الانتخابات بأشكال مختلفة، وتناقش وتحكي، ومن لديه رأي يعبر عنه، ومن لديه جواب يقول جوابه، ومن لديه طرح يقدم طرحه، ويجب أن تكون الأمور هكذا. لا مشكلة على الإطلاق. البعض قد يضيق صدره أنه خلال هذه الفترة ربما يكون لدى بعض الناس وجهات نظر، وربما لدى بعض الناس نوع من الاعتراضات أو الانتقادات أو النقاشات أو التقييمات الإيجابية أو التقييمات السلبية. هذا طبيعي وهذا جيد، ويجب أن يكون، ولا مشكلة على الإطلاق".

أضاف: "النقطة الأساسية التي أريد الانطلاق منها أن الشعب اللبناني والناس في لبنان يجب أن يقارب استحقاق الانتخاب بمسؤولية عالية، لأنه حقيقة هذا مصيرهم، هذا مصيرهم سواء على المستوى الوطني عندما ينتخبون مجلس النواب أو على المستوى المحلي عندما ينتخبون من يمثل منطقتهم أو دائرتهم الانتخابية في المجلس النيابي. التصرف بمسؤولية أولا فيه هو منطلق الانتخاب أنه أنا عندما آتي لأقترع أو كنت انتخب أو لاحقا سأنتخب، أنه العصبية هي تأخذني إلى الانتخاب، العصبية الشخصية، العصبية العائلية، العصبية العشائرية، العصبية المناطقية، أو لماذا أنا انتخب فلانا؟ لأنه ابن عائلتي، لماذا انتخبه لأنه ابن قريتي لماذا انتخبه، لأنه ابن مدينتي مثلا. هذا هو المنطلق، أو المنطلق هو العصبية الحزبية، أنه فقط لأنه أنا أنتمي إلى حزب فقط. هذا لا يكفي لا العصبية العائلية ولا الجغرافية ولا العشائرية ولا الحزبية ولا هذا النوع من العصبيات. يمكن أن يقول أحد ما: هكذا أنت سيد تضعف قليلا من الموقف، لا أنا لا أضعف، نتحدث حديثا مسؤولا:

الناس يجب أن ينطلقوا من مسؤولية، نحن عندما نأتي لنقول للناس تعالوا ونطلب منكم ونقترح عليكم أن تؤيدوا هذه اللائحة أو تلك اللائحة يجب أن نشرح للناس لماذا؟.
ليس أننا نحن حزب الله ونحن الحزب الفلاني أو الحركة الفلانية أو التيار الفلاني واخترنا هؤلاء الأسماء ونريد انتخابهم بمجلس النواب وفي أمان الله وإلى اللقاء في ستة أيار. هذا خطأ، هذا نقص. الواجب أنه نأتي ونرشح للناس والناس أيضا تسمع وتقيم وتناقش وتسأل، لأنه بالنهاية عليها أن تتحمل المسؤولية.

النقطة التي تليها هذا الموضوع الذي سأتحدث به، أن الناس عندما تأتي لتناقش أو تريد مقاربة موضوع الانتخابات أو لاحقا تريد أن تنتخب يجب أن يروا الموضوع من زاويتين وليس من زاوية واحدة:

- الزاوية الأولى: هي زاوية دائرتهم الانتخابية. الآن افترضنا بالتقسيم الحالي بعلبك الهرمل دائرة حتى مش عاملينها قضائين بالصوت التفضيلي كأنها قضاء واحد، زحلة دائرة، البقاع الغربي دائرة، وهكذا بقية الدوائر. يأتي واحد يقول أنا في هذه الدائرة اريد انتخاب نواب ليمثلوا هذه الدائرة، أنا أرى وأفكر بهؤلاء النواب وهذه اللوائح ومن أي منطلق سأدعمها وكيف أنظر لها. هذا نقاش، هذا مستوى أعود إليه بكلمتين.

- المستوى الثاني: هو الدائرة الوطنية، لأنه أنتم عندما تنتخبون نوابا في دائرتكم بأي دائرة في البقاع بالجنوب بالشمال بالجبل بلبنان، ترسلون نوابا إلى مجلس النواب، يصبح هؤلاء النواب إضافة لنواب الدائرة الثانية والثالثة والرابعة والعاشرة هم نواب لبنان. هم من يقررون للبنان وليس لدائرتهم. هنا علينا أن ننتبه جيدا. هذه نقطة حساسة جدا. هم ينتخبون رئيس لبنان وليس رئيس بعلبك الهرمل أو رئيس قضاء المتن أو رئيس بنت جبيل مثلا. هم يمنحون الثقة لرئيس حكومة لبنان، هم يعطون الثقة لحكومة لبنان بتركيبتها الوزارية، هم من عليهم الموافقة على الموازنة العامة، هم من عليهم الموافقة على الضرائب التي ستوضع على الناس، على كل الناس، وليس على هذه الدائرة دون تلك الدائرة.
هم عليهم الموافقة على المعاهدات الدولية، هم لهم علاقة بترسيم الحدود، هم لهم علاقة بأن أرضنا تبقى للبنان أو تحدث مساومة عليها، ومياهنا تبقى للبنان أو تحصل مساومة عليها، ونفطنا نأخذ كامل حقنا به أو نعطي نصف حقنا للاسرائيلي. النواب عندما يصبحون أعضاء بالمجلس النيابي باتت مسؤوليتهم على مستوى الوطن ككل".

وتابع:"الآن مثلا نحن معروفون، نحن حزب الله، من العام 92 إلى اليوم لا نشتري الأصوات بالمال ونحرم شراء الأصوات بالمال، عندنا حرام، نعتبره رشوة، لكن أنت عندما تبيع صوتك ب 200 دولار أو ب 500 دولار هذا النائب الذي أوصلته إلى مجلس النواب الذي رشاك يمكن ان يركب عليك ديونا تبقى أنت وأولادك وأحفادك وأحفاد أحفادك تدفع فوائدها. صح أم لا؟ لأنك لم تنتق على قاعدة المسؤولية. في انتخابات العام 2009 هذا حدث. هناك ناس انتخبوا مقابل مئتي دولار وبعضهم بخمسمئة دولار. في إحدى الدوائر بلغ ثمن الصوت بعد الظهر بعد الثانية عشرة إلى 5000 دولار، في بعض الدوائر كان يأتون ويقولون أنت لا تصوت لي اعطني بطاقتك وخذ 500 دولار، حجب الصوت عن اللائحة السياسية الأخرى.
عندما نريد المقاربة بالعنوان الوطني يجب أن يعلم كل ناخب أنه لا ينتخب نائبا فقط لمنطقته، بل أنتخب أيضا نائبا للبنان معنيا مع بقية النواب عن مستقبل لبنان، عن مصير لبنان، عن سيادة لبنان، عن حقوق لبنان، عن أمن لبنان، عن استقرار لبنان، عن سيادته، من نود أن نوصل إلى المجلس النيابي؟".

واستطرد: "هذا بالدائرة الوطنية، هذا أمر مهم جدا هل نوصل أناسا يسلمون البلد للأمريكان، ويسلمون مثلا آبار النفط للاسرائيلي، ويتسامحون بحدودنا ويتآمرون على مقاومتنا مثلا ويردوننا لزمن قوة لبنان في ضعفه، ويراكمون علينا ديونا بلا أفق على سبيل المثال، ولا يجرون أي معالجات على المستوى الاقتصادي؟ هذا سؤال على المستوى الوطني. هنا لم نعد نتحدث عن الدائرة المباشرة والقرية وعن الخدمات المباشرة وبالعلاقات المباشرة بين النواب والمرشحين والناس. إذا، يجب أن نقارب التقييم. الناس عندما تريد أن تقيم على أساس الدائرة الوطنية، أنتم تشكلون مجلس نواب لبنانيا كاملا. نوابكم، ممثلوكم هم صاروا جزءا من مجلس، من مؤسسة كاملة، في لبنان هي أهم مؤسسة، لأنه في لبنان ليس لدينا استفتاء شعبي ولا شيء آخر: رئيس الجمهورية ينتخبه مجلس النواب، الحكومة عبر مجلس النواب، القوانين عبر مجلس النواب، بالنسبة لتعديل الدستور في كل العالم يجرون استفتاءات على تعديل الدستور وعندنا عبر مجلس النواب. مجلس النواب يملك صلاحيات كبرى ومصيرية فيما يعني مصير البلد".

وأردف: "عندما نريد التعاطي مع الانتخابات علينا إيصال أشخاص إلى مؤسسة هذه مسؤولياتها وهذه خطورتها وهذه أهميتها، هذا من جهة. من جهة ثانية عندما نأتي للدائرة التي نعنى بها مباشرة أيضا من حقنا أن نقارب الأمور بما يعني مصلحة الناس في هذه الدائرة. هذا الكلام العام وتصادف أننا نتحدث عن بعلبك عن دائرة بعلبك الهرمل. ليس هناك شك أنه بالانتخابات المقبلة بأيار هذه الدائرة، هي موضع اهتمام كبير من بين الكثير من الدوائر، وأنا لا أقول إنها هي الدائرة الوحيدة، لكن هي من بين الدوائر القليلة، التي ستكون محط الانظار. لماذا؟ لعدة أسباب، ومن بين الأسباب أن هذه الدائرة هي دائرة واحدة، وكأنها قضاء واحد، ويوجد فيها عشرة مقاعد، وهذا العدد ليس صغيرا، لكن السبب الحقيقي هو هوية هذه المنطقة، وانتماؤها، وتاريخ هذه المنطقة مع المقاومة ومع حزب الله بالتحديد".

واعتبر أن "كل عنوان المعركة الانتخابية المقبلة عند الاميركان والسعوديين وعند بعض القوى السياسية وعند آخرين، أن العين هي بالتجديد على حزب الله بهذه الانتخابات، إلى أين؟ وبالتالي لأن دائرة بعلبك الهرمل تعني لحزب الله ما تعني وحزب الله يعني لها ما يعني، يريدون أن يعطوا جهدا خاصا لهذه الدائرة. في مكان ما لا يحتاج الأمر إلى اختراع بطولات وهمية، يوجد بعض الناس يقولون نحن سنخرق ببعلبك الهرمل. ولكن في القانون النسبي أي لائحة تحصل على الحاصل الانتخابي ستأخذ نائبا وهذا الأمر طبيعي وهذا ليس خرقا ومن الآن أنا أقولها. نعم، تصبح معركة اللائحة هي معركة الحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد، وهذا هو المنطق لأننا لسنا بقانون أكثري بل نحن بقانون نسبي، وعندما ذهبنا ووافقنا، بل بذلنا جهودا من أجل القانون النسبي كنا نعلم أن في بعلبك الهرمل ستوجد فرصة لذهاب مقعد أو أكثر من المقاعد العشرة، التي كان حزب الله يحصل عليها بفعل الأكثرية الموجودة في دائرة بعلبك الهرمل. وهذا الأمر قمنا به من أجل المصلحة الوطنية الكبرى".

ولفت إلى أنه "يوجد بعض الناس يشكون من الأحزاب والقوى السياسية لأن القانون النسبي يتيح للناس أن تأخذ أحجامها الطبيعية. في القانون الأكثري تتضخم الأحجام، ولكن في القانون النسبي يعطى الحجم الطبيعي، لذلك عندما يخف وزن شخص ما سيعاني من العرق وتغيير اللون، وعلينا أن نتحملهم في الشهرين المقبلين. القانون النسبي سيعطي للناس تمثيلا طبيعيا، وفي المنطقة أيضا تتشكل لائحة ثانية في بعلبك الهرمل وثالثة ورابعة لا يوجد مشكلة. اللائحة التي تحظى بثقة العدد الكافي للحصول على حاصل انتخابي حقها الطبيعي أن تحصل على مقعد نيابي وبمعزل عن أي مذهب، وهذا الحق طبيعي. لكن بطبيعة الحال هذا لا يعني أننا ليس لدينا معركة انتخابية في بعلبك الهرمل كما في بقية الدوائر، لكن كما قلنا هذه المعركة الانتخابية ليست مع أحد، بل هي معركة عنوانها أن من حقنا الطبيعي أن نعمل وأن نجهد نحن وأنتم وكل الإخوان والأخوات في دائرة بعلبك الهرمل للحصول على أعلى حاصل انتخابي ونوصل إلى المجلس النيابي أكبر عدد من النواب. وهذا الهدف مشروع وجميع القوى السياسية اللبنانية ستعمل على هذا الهدف".

وأشار إلى انه "سيكون هناك لوائح ومتنافسون، وستطرح أسئلة وملاحظات وبيانات وهذا جيد، ويجب أن نتابع الشهرين المقبلين ماذا سيقال، ونحن سنتكلم أيضا، وأنا أريد أن أشير الى الملاحظة التالية: وهي انه لا ينبغي أن يضيق صدرنا من أي شيء أبدا، الذي لديه كلام فليتكلم، ولكن طبعا الشتائم والاتهامات الظالمة والإهانات الشخصية، هذا أمر ممنوع وحرام وغير أخلاقي ولا يمت للأخلاق بصلة، لكن أنت لديك ملاحظات وتقييم وأفكار، نناقش ونتكلم ولدينا شهرين نسمع خلالها ونتكلم ونوضح".

وقال: "اليوم مثلا من أهم المسائل، التي أدعو إلى النقاش فيها والتساؤل عنها مثلا: ماذا قدم لنا نواب حزب الله، لنرى خلال هذه الفترة الماضية ماذا قدم نواب حزب الله؟ هذه الدائرة هي موضع اهتمام كبير من بين الكثير من الدوائر، وأنا لا أقول إنها هي الدائرة الوحيدة، لكن هي من بين الدوائر القليلة، التي ستكون محط الانظار. لماذا؟ لعدة أسباب، ومن بين الأسباب أن هذه الدائرة هي دائرة واحدة، وكأنها قضاء واحد، ويوجد فيها عشرة مقاعد، وهذا العدد ليس صغيرا، لكن السبب الحقيقي هو هوية هذه المنطقة، وانتماؤها، وتاريخ هذه المنطقة مع المقاومة ومع حزب الله بالتحديد. وكل عنوان المعركة الانتخابية المقبلة عند الاميركان والسعوديين وعند بعض القوى السياسية وعند آخرين أن العين هي بالتجديد على حزب الله بهذه الانتخابات، إلى أين؟ وبالتالي لأن دائرة بعلبك الهرمل تعني لحزب الله ما تعني وحزب الله يعني لها ما يعني، يريدون أن يعطوا جهدا خاصا لهذه الدائرة".

أضاف: "في مكان ما، لا يحتاج الأمر إلى اختراع بطولات وهمية، يوجد بعض الناس يقولون نحن سنخرق ببعلبك الهرمل. ولكن في القانون النسبي أي لائحة تحصل على الحاصل الانتخابي ستأخذ نائبا وهذا الأمر طبيعي وهذا ليس خرقا ومن الآن أنا أقولها. نعم، تصبح معركة اللائحة هي معركة الحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد، وهذا هو المنطق لأننا لسنا بقانون أكثري بل نحن قانون نسبي، وعندما ذهبنا ووافقنا، بل بذلنا جهودا من أجل القانون النسبي كنا نعلم أن في بعلبك الهرمل ستوجد فرصة لذهاب مقعد أو أكثر من المقاعد العشرة، التي كان حزب الله يحصل عليها بفعل الأكثرية الموجودة في دائرة بعلبك الهرمل. وهذا الأمر قمنا به من أجل المصلحة الوطنية الكبرى".

وتابع: "اليوم مثلا من أهم المسائل التي أدعو إلى النقاش فيها والتساؤل عنها مثلا: ماذا قدم لنا نواب حزب الله؟ لنرى خلال هذه الفترة الماضية ماذا قدم نواب حزب الله. لأن هذا السؤال من الطبيعي أن يطرح، طبيعي جدا في كل بيت وليس في مواقع التواصل الاجتماعي، أنا أريد أن أصحح السؤال، بناء على المقدمة التي قلتها في الترشيحات، اليوم في حقيقة الحال الناس عندما تنتخب هي تنتخب القوى السياسية عندما يكون المرشحون من القوى السياسية، فعندما يكونون من مرشحي حزب الله فيكون الناس ينتخبون حزب الله، أو ينتخبون حركة أمل أو ينتخبون التيار الوطني الحر أو ينتخبون الحزب القومي أو ينتخبون مثلا الحزب الاشتراكي أو الحزب الفلاني، غير الترشيحات الشخصية، الناس ترى الحزب أو الحركة أو التيار أو الجهة السياسية التي رشحت هؤلاء الأشخاص".

وأردف: "السؤال الصحيح في كل الدوائر، وهنا أقول بالتحديد في بعلبك - الهرمل إن أهل بعلبك - الهرمل الذين سوف يكونون طبعا موضع شغل كبير خلال الشهرين المقبلين من اللوائح المنافسة، وأرجع وأقول حقهم الطبيعي طالما في الدائرة القانونية والمشروعة، كل واحد يقعد بينه وبين نفسه وحتى مع عياله ويجري نقاشا، ليس نواب حزب الله ماذا قدموا لنا، الصحيح أن نسأل: حزب الله ماذا قدم لنا، لأن النواب هم جزء من ماكينة حزب الله ومن آلية حزب الله ومن جهاز حزب الله، لا يوجد نائب يشتغل لحاله ولا يوجد نائب يعمل إنجازا لحاله، توجد أمور يجب الموافقة عليها من الحزب، تقول نعم وتقول لا، توجد أمور تمنع منها وتوجد أمور تشجع عليها، وتوجد أمور تحمله فيها المسؤولية، إذا يوجد حزب الله مجتمعا، حزب الله مجتمعا، قيادة حزب الله وتشكيلات حزب الله وقيادات حزب الله وتنظيم حزب الله، شباب حزب الله ونواب حزب الله ووزراء حزب الله وبلديات حزب الله ومشايخ حزب الله، هؤلاء الذين أسمهم حزب الله يا أخي منذ ال82 إلى ال2018 ماذا قدموا إلى بعلبك - الهرمل، لنر، إذا سقطنا في الامتحان لا ينتخبوننا، لا أحد سوف يأتي إلى بعلبك - الهرمل ويقول لهم والله على غير بعلبك الهرمل، لكن أنا أتكلم عن بعلبك الهرمل لخصوصية المناسبة، لا أحد سوف يأتي من الآن وفيما بعد ولاية الفقيه مثلما الآن يتهموننا، ولاية الفقيه والتكليف الشرعي لا.. لا.. لا.. ولا يوم عملنا نحن هكذا".

وقال: "نعم، فليجتمع الناس ويجروا مراجعة كاملة ويروا منطقة بعلبك الهرمل ومنطقة البقاع، وابدأوا فيها بالجغرافيا من المكان الذي تريدونه، الآن يمكن تأثير حزب الله ونفوذه ضمن جزء من هذه المنطقة، تستطيع أن تقف هنا أو هناك وتأخذ سيارتك وتمشي فيها شمالا، وترى وتفكر هذه المنطقة حول حزب الله ومن مع حزب الله في هذه اللائحة، باعتبار أن التركيز كله سوف يكون في بعلبك الهرمل على حزب الله يعني بشكل أساسي، ماذا قدم حزب الله لهذه المنطقة منذ 82 إلى اليوم معنويا وأمنيا وجهاديا وموقعها في المعادلة الوطنية وموقعها في المعادلة الإقليمية وسلامتها واستقرارها وكرامتها؟ ماذا قدم لها على المستوى الثقافي وعلى المستوى الاجتماعي وعلى مستوى الخدمات وعلى مستوى التنمية وعلى كل صعيد؟"، موضحا "وليس شرطا في كل شيء أن نحصل على علامات عالية، أليس هكذا في الامتحان يعملوا، شيء تأخذ عليه 19 من عشرين وشيء 15 من عشرين وشيء 10 وشيء 8 على عشرين، لكن آخر شيء يجمعون كل العلامات ويبين إما ناجحا وإما راسبا. جيد أن نعمل هذه الحسبة ونرى بمجموع العلامات، ولا أحد من إخواننا أو أخواتنا أو ناسنا يصغي إلى ما سوف يحصل، أو بدأ يحصل من أكلة الرؤوس، يعني الذي يأتي ليأكلوا رأسنا، يعني ماذا عملتم وماذا سويتم؟".

أضاف: "على مهلكم، نحن عملنا وسوينا ما شاء الله، اليوم لن أتكلم عن الموضوع لكنني أطرح العنوان، ومعنا شهران وسوف نتكلم، سوف نتكلم ونقول بالملموس: ليس المطلوب أن يكذب أحد على الناس ولا يجوز أن يكذب على الناس: نحن حزب الله ماذا تعني له بعلبك الهرمل؟ وماذا كانت تعني له وما زالت تعني له؟ ما هي طبيعة العلاقة القائمة بين المقاومة بكل فصائلها وخصوصا حزب الله مع أهل بعلبك الهرمل؟ هذه العلاقة التبادلية وهذه العلاقة الروحية وهذه علاقة الوفاء وهذه علاقة الاندماج، علاقة المسؤولية خلال كل المراحل التي سبقت، والمراحل الآتية. هذا كله إن شاء الله يجب أن يكون معرض حديثنا وبحثنا نحن وإياكم وكلنا بيننا وبين بعضنا، لكن بشكل طبيعي جدا باعتبار أنه الآن الماكينات تشكلت واللوائح تكاد أن تعلن، ونقول نعم منذ اليوم كلنا معنيون أن نحمل هذه المسؤولية.
اليوم، أهل بعلبك الهرمل، وبالتحديد أهل المقاومة في بعلبك الهرمل يجب أن يتحملوا المسؤولية، مسؤولية العمل ومسؤولية التفكير ومسؤولية الدفاع ومسؤولية التوضيح ومسؤولية التبيين، وحتى إذا كانت توجد لديهم ملاحظات يجب أن يقولوها لنا، مسؤولونا موجودون ونوابنا موجودون الطريق مفتوح، وبالتالي اليوم في هذه الدائرة التي قلت إنها سوف تكون العين عليها، ومنذ الآن بدأت العين عليها".

وتابع: "اليوم عندما يأتون في السفارة الأمريكية ليجتمعوا وعندما يأتون في السفارة السعودية ويجتمعون، يبدأون بالتكلم عن تشكيل لوائح، أنا أتكلم عن معلومات، يبدأون بالتكلم عن تشكيل لوائح وعن الدعم المالي وعن جمع الناس ليركبوا في لائحة معينة، من أهم المناطق العين مفتوحة عليها بشكل أساسي هي بعلبك الهرمل.
نحن في هذا السياق، ما هي مسؤوليتنا؟ مسؤوليتنا واضحة، نحن وإياكم إن شاء الله بدأنا سويا منذ زمن مع السيد عباس رضوان الله تعالى عليه، السيد عباس كان واسطة الخير لي ولإخوان آخرين من إخواننا بعضهم ما زال على قيد الحياة وبعضهم توفاهم الله، مثل الشيخ محمد خاتون (الله يرحمه) ومثل الشيخ علي خاتون (الله يرحمه) ومثل السيد علي الحسيني (الله يرحمه)، ومثل الشيخ أيمن همدر (الله يرحمه).
إخوان كانوا واسطة الخير أنه أتينا إلى هذه المنطقة وتعرفنا على أهلها وعلى طيبتهم وعلى كرمهم وعلى إخلاصهم وعلى صدقهم وعلى شهامتهم وعلى شجاعتهم، وهذا شهدناه في كل المراحل الصعبة، في الحد الأدنى نتكلم منذ 78 عندما كنت أنا عندكم وبينكم وشاب صغير كبرت عندكم، واليوم نحن في ال2018 عندما نأخذ حصاد الأربعين سنة منذ 78 أو نأخذ الحصاد منذ 82 بشكل مباشر تحت عنوان حزب الله، نرى أن لدينا حصادا كبيرا جدا للبنان وللمنطقة وللاسلام ولمشروع المقاومة وللمشروع الوطني، هذا الذي دفع ثمنه دماء غالية من علمائنا وشهدائنا ورجالنا ونسائنا وأبنائنا وفلذات أكبادنا وأحبائنا، وما زالوا في كل يوم يدفعون هذه الدماء الغالية، بالتأكيد هو من مسؤوليتنا أن نحافظ عليه بقوة وأن نحميه بقوة، في المجلس النيابي".

وأردف: "لو تذكرون، في 1992 السيد عباس كان مؤيدا بشدة عندما كان أمينا عاما، كنا نناقش أنه نريد أن نشارك في الانتخابات، نحن فيما بعد نفذنا وصية السيد عباس، العنوان الأساسي كان في المجلس أهم هدف لوجود نوابنا في المجلس النيابي ولاحقا لوجود وزرائنا في الحكومة هو حماية المقاومة، واحد منكم ممكن أن يقول ماذا يعني حماية المقاومة؟ نعم حماية المقاومة من التآمر عليها، حماية المقاومة من التآمر الداخلي عليها، هذا الأمر كان قائما بقوة وما زال قائما، في حرب تموز كان التآمر من داخل مؤسسات الدولة على المقاومة، وبالتالي أهم إنجاز تحقق حتى الآن وأهم إنجاز مطلوب من جمهور المقاومة أن يسأل عنه أنه نحن نريد من نوابنا ومن وزرائنا ونريد من حضورنا نحن وحلفاؤنا في حركة أمل وبقية القوى السياسية، أهم إنجاز هو أن نحافظ على المقاومة وأن نحميها في مواجهة المؤامرات، تيلرسون ماذا أتى ليعمل يا إخواننا قبل كم يوم؟ ماذا أتى ليعمل؟ لم يناقش التفصيل لبلوك 9 والحدود البرية، هذا تركه لساترفيلد، أتى ليقول للمسؤولين اللبنانيين توجد مشكلة في لبنان اسمها حزب الله يجب أن تحلوها، اسمها سلاح حزب الله وسلاح المقاومة يجب أن تحلوها".

واستطرد: "طيب في كل هذه المنطقة اللبنانيون اليوم يشعرون أكثر من أي زمن مضى، توجد بعض القوى السياسية ويوجد بعض الأشخاص، هؤلاء لا يوجد مجال لإقناعهم لا يوجد مجال، وأنا سابقا قلت تعبيرا، قلت لو يرجع السيد المسيح عليه السلام إلى الحياة الدنيا ويقول لهم أنا السيد المسيح الذي تعتقدون بي ما تعتقدون، وأنا أؤمن بالمقاومة وبسلاح المقاومة وأؤيد بقاءها فلن يقبلوا منه ذلك، ويوجد مسلمون إذا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويقول لهم نفس الكلام فلن يقبلوا منه ذلك، هذه المجموعة هذه خالصة".

ولفت إلى ان "اليوم أكثر من أي وقت مضى، بعد التجربة مع الإسرائيلي وبعد التجربة مع التكفيري، بعد التحرير الأول وبعد التحرير الثاني، أعتقد حقيقة أنه توجد أكثرية شعبية حقيقية لبنانية تؤمن بعنصر المقاومة كأحد عناصر القوة في المعادلة الذهبية، طيب هذا أتى تيلرسون والأمريكان ليضغطوا لبنان كي ينزعوا منا السلاح، أنا تلك المرة التي تكلمت فيها عن البلوك 9 والنفط والغاز، حقيقة الآن إسرائيل إذا ما عندها شيء تخافه هل تنتظر أحد؟ أم نراها مدت الأنابيب وقربت على البلوك 9 والبلوك 8 والبلوك 10 وعملت منشآت ولا أحد قادر أن يفعل شيئا، حتى إذا كانت لديه النية ليعمل شيئا لا أحد قادر على عمل شيء، القدرة اليوم لسبب أو لآخر متاحة بين يدي المقاومة، وقلت هذا ليس انتقاصا من الجيش اللبناني أبدا، الجيش لا يتم تسليحه ولا يتم إعطاؤه السلاح، يأتون له ب "وليس" ويأتون له بملالة ويأتون له ب "أم سكستين" وهكذا شيء يعني. لكن صواريخ أرض ـ جو وأرض ـ أرض وأرض ـ بحر هذا غير مسموح به، هذا ليس مسموحا به، هذه المقاومة التي يتآمر عليها الأمريكي اليوم جمهورها وناسها في رأس أولوياتهم مثلما جمهورها وناسها يقولون نحن جاهزون لنقدم الدم".

وأشار "مثلا الآن على سبيل وإن كانت حالة جزئية، ويمكن بعض الإخوان يقولون إنه لا يوجد داع للوقوف عندها يا سيد، لكن دعوني أقف عندها "معليش" لأنني أنا أحترم كل الآراء ولو كانت حالة جزئية، حتى ولو كان رأيا واحدا وسلوكا فرديا "معليش خليني أنا ناقشه"، أنه يا سيد لو خضت بنا البحر لخضناه معك، دم أولادنا نعطي دم أولادنا، لكن بالأصوات نريد أن نقعد لنناقش قليلا، "معليش" لنناقش لا توجد مشكلة، لكن أنا أحب أن أقول لك قبل الاقتصاد والسياسة والخدمات والبنية القانونية وكل الذي سوف نتكلم فيه على مدى شهرين دعوني منذ اليوم أن أقول لكم هذا الوضع لتفكروا فيه جيدا: لتحمي دم إبنك وإنجاز دماء أبنائنا وشهدائنا التي هي المقاومة واستمرارية المقاومة وقوة المقاومة أيضا، أنت أولى أن تعطي صوتك لتحميها.
إذا كنت غير مقتنع بأنه يوجد تآمر على المقاومة دعني أوضح لك وأقول لك: يوجد تآمر كبير على المقاومة أكثر من أي زمن مضى، أكثر من أي زمن مضى، اليوم الأمريكان هم أتوا بالمباشر حيث فشلت الأدوات وداعش فشلت وجبهة النصرة فشلت وأدوات أميركا في المنطقة فشلت، وأداة أميركا الكبرى في المنطقة التي هي إسرائيل باتت تبني جدرانا لتحمي نفسها، اليوم الأمريكيون هم أنفسهم أتوا، هم في سوريا أتوا ليثبتوا مواقعهم في العراق، الآن هذا يصير موقف الإخوة في العراق، وأتوا "ليطحشوا" على إيران و"طاحشين" على المنطقة ويتدخلون في التفاصيل اللبنانية، ساترفيلد مساعد وزير الخارجية أو نائب وزير الخارجية لا أعرف قاعد جمعتين وثلاثة هنا من أجل سواد عيون اللبنانيين، لماذا قاعد عندنا ورايح جاي ورايح جاي؟ إذا يوجد تحد كبير، لبنان والمنطقة كلها ذاهبة عليه، وهذا جزء من التآمر، هل نحمي إنجازاتنا؟ هذا جزء من المسؤولية الذي تعبر عنه الانتخابات".

وختم "على كل، نحن إن شاء الله نحن وإياكم، إخوة السيد عباس وتلامذة السيد عباس ورفاق السيد عباس وأبناء السيد عباس وإخوة وأخوات السيدة أم ياسر، هذه القافلة المباركة من الشهداء والمجاهدين سنكمل الطريق ونحفظ الأمانة ونحفظ الوصية كما حفظناها حتى الآن، وكل عام وأنتم بخير إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

  • شارك الخبر