hit counter script

مقالات مختارة - محمود زيات

الحريري أسقط خيار التحالف مع الوطني الحرّ في صيدا - جزين

الجمعة ١٥ شباط ٢٠١٨ - 07:22

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

 


حملت الساعات القليلة الماضية تطورات انتخابية هامة، ستحمل الكثير من التداعيات على الساحات الانتخابية على مستوى لبنان، بالرغم من ان دائرة صيدا ـ جزين ستكون الساحة الاكثر تأثيرا بما كشفته المعلومات التي تحدثت عن ان تحولا كبيرا طرأ على ملف التحالف بين «التيار الوطني الحر» و«تيار المستقبل»، بعد ان خلصت الدراسات التي اجراها الاخير، ان حسابات الربح لدى «تيار المستقبل» تُرجح كفة عدم الارتباط باي تحالف مع «الوطني الحر»... وبالجملة، يشمل كافة الدوائر.
وتقرأ اوساط متابعة، المستجدات التي طرأت على حسابات «المستقبل» الانتخابية، فترى انها ستعيد خلط الاوراق من جديد، في ما خص خارطة التحالفات الانتخابية، في وقت يعزز امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد والمحامي ابراهيم سمير عازار خيارهما في التحالف ضمن لائحة انتخابية مباركة من «الثنائي الشيعي»، وتلفت الى ان الزيارة اللافتة للنائبة بهية الحريري التي تقود «تيار المستقبل» في مدينة صيدا والجنوب، الى عين التينة ولقاء الدقائق العشر مع الرئيس نبيه بري، ما كانت لتتم لولا التحول في المسار الانتخابي لـ «المستقبل»، وعليه، فان «المستقبل» سيكون امام اعادة قراءة الواقع الانتخابي، سيما وانه يجد مناخا انتخابيا مريحا مع جمهوره، فيما هو لا يتحالف مع «الوطني الحر» الذي فرض عليه شروطا قاسية، جعلته لا يطمح باكثر من مقعد سني واحد في صيدا، والاستئثار بالمقاعد المسيحية في جزين، في حين ان حجم «تيار المستقبل» وقوته التجييرية في صيدا، تؤهله ليكون شريكا حقيقا لـ «الوطني الحر» في تركيبة اللائحة التي ستخوض انتخابات صيدا ـ جزين.
وبالرغم من ان تحالف سعد ـ عازار حسم خياره في خوض الانتخابات، فان تفسخات وتشققات حدثت عند الطرف المنافس، في ضوء ما صدر من اشارات اطلقها «المستقبل» من قناة مصير التحالف الذي كان متوقعا مع «الوطني الحر»، وكان اللافت، زيارة «أستكشافية» قام بها النائب في التيار الوطني الحر امل ابو زيد الى امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد، بالرغم من غياب اي رؤية للتحالف، منذ الدخول في مرحلة التحضيرات الانتخابية، واشارت الاوساط المتابعة، الى ان سعد مصمم اكثر من اي وقت مضى على التحالف مع عازار في جزين، وانه لم يكن يوما ينتظر حسابات الاطراف السياسية المنخرطة في انتخابات صيدا ـ جزين، ليبني خياراته السياسية والانتخابية، وبالتالي، فانه مرتاح للخيار الانتخابي الذي سلكه.
اكثر ما يُقلق «التيار الوطني الحر»، تلفت الاوساط الجزينية، الاحتضان الذي يلاقيه المرشح عن احد المقعدين المارونيين في جزين ابراهيم عازار، من الرئيس نبيه بري وحركة «امل» في قرى وبلدات جزين، اضافة الى مدينة صيدا، وهو احتضان سينعكس ايضا على الحليف اسامة سعد، وسيشمل «حزب الله»، في وقت قد يجد «التيار» ان المعطيات الانتخابية غير المشجعة قد تدفعه للعودة مجددا للتفكير بالتحالف مع «القوات اللبنانية» من خلال مرشحها عن المقعد الكاثوليكي عجاج الحداد، لكن الامر لن يجنب التيار المخاطر المحدقة باحد المقعدين المارونيين في جزين، ولان «المستقبل» مرتاح على وضعه الانتخابي، لجهة الحاصل الانتخابي الذي سيمكنه من ضمان احد المقعدين السنيين في صيدا، فانه قد يتجه لتشكيل لائحة تضم النائب الحريري مع مرشح ماروني وآخر كاثوليكي في جزين.
وتشير المعلومات التي يتداولها مقربون من «تيار المستقبل»، ان النائبة بهية الحريري باتت مقتنعة باستحالة خوض المعركة بمرشحين عن المقعدين السنيين في صيدا، بالاستناد الى حقائق ومعطيات للارقام، وهي غير مشجعة لخوض مثل هذه المعركة، في حين ان خوضه المعركة بمرشح سني وآخر ماروني وثالث كاثوليكي، سيعطي نتائج لن تعطيها حسابات خوض المعركة بلائحة مقفلة.
انفراط مشروع التحالف بين «المستقبل» و»الوطني الحر»، وسَّع من دائرة المستفيدين من تناقضات القوى الاكثر تأثيرا في دائرة صيدا ـ جزين، فمرشح الجماعة الاسلامية الدكتور بسام حمود والدكتور عبد الرحمن البزري ومرشحون آخرون في جزين، وجدوا من الظروف ما يكفي للانطلاق في صياغة التحالفات الانتخابية الممكنة، اكان مع «التيار الوطني الحر» ام مع «تيار المستقبل»، الامر نفسه بالنسبة الى «القوات اللبنانية» والجماعات الاسلامية المتشددة في صيدا، وبخاصة جماعة الشيخ احمد الاسير التي بدأت بحراكها الانتخابي.

«المستقبل» يسعى لترشيح ماروني
عن احد مقعدَي جزين ..

ما بات مؤكدا في انتخابات دائرة صيدا ـ جزين، ان «الثنائي الشيعي» الذي يشكله «تحالف الضرورة» بين حركة «امل» و»حزب الله»، متجه لدعم اللائحة المتوقع ان تضم حليفي «الثنائي» امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد والمحامي ابراهيم سمير عازار، في مواجهة اللوائح التي تخوض الانتخابات، وبخاصة اللوائح التي ستضم مرشحي «الوطني الحر» و«المستقبل»، في مشهد يعكس الصراعات السياسية الحادة التي تدور بين معظم المرجعيات السياسية والقوى الحزبية، واذا كانت انتخابات صيدا ـ جزين، وما تحمله من حساسيات ومؤثرات سياسية متشعبة، طالت حلفاء الامس واخصام اليوم، فضلا عن ارباكات انتخابية مع جمهور معظم اللاعبين المؤثرين في الانتخابات، فان الاوساط المتابعة، ترى ان مشروع التحالف الذي كان قائما قبل ايام، احدث جملة من الارباكات الانتخابية والسياسية عند «الوطني الحر» وحلفائه الذين تجمعهم خصومة سياسية وانتخابية مع «المستقبل»، وفي مقدمهم «حزب الله» الذي سيخوض المعركة الى جانب الرئيس نبيه بري، والخروج من المشروع من قبل «تيار المستقبل» سيعيد خلط الاوراق من جديد.
وتؤكد اوساط جزينية متابعة، ان «الوطني الحر» فوجىء بالموقع الذي يفاوض منه «المستقبل» الذي المح الى انه يتجه لتقديم مرشح عن احد المقعدين المارونيين في جزين، سيما وان «الوطني الحر» متمسك بمرشحَيه عن المقعدين المارونيين النائبين امل ابو زيد وزياد اسود، سيما وانه امام معطيات تجعله يشعر ان الانتخابي مريح، سيما وان لا امكانية لديه لخوض المعركة بمرشحَين عن المقعدين السنيين في صيدا، لعدم قدرته على توزيع اصوات ناخبيه التفضيلية لاكثر من مرشح، فضلا عن الحسابات التي تنتجها انتخابات قائمة على النسبية والصوت التفضيلي، في ظل منافسة جدية تمثلها اللائحة المنافسة التي تضم سعد وعازار، وتلفت الاوساط الجزينية نفسها، الى ان ترشيح رجل الاعمال الجزيني ايلي رزق عن احد المقعدين المارونيين في جزين والذي لا حظوظ له بتاتاً بالنجاح، كمرشح جدي على اي لائحة لـ «تيار المستقبل»، سيؤسس لمسار انتخابي مختلف عما كان سائدا من قبل، حيث قرِأ في الترشيح انه تم بمباركة من «المستقبل» بعد تفاهمات اجراها مع قيادة التيار، افضت الى تعاون انتخابي بينهما، عززه موقع رزق القريب في السياسة الى الخط الذي يسلكه «المستقبل»، اضافة الى موقعه كرئيس لهيئة تنمية العلاقات الاقتصادية بين لبنان والسعودية، هذه المعطيات تجعله مرشحا طبيعيا على لائحة «المستقبل»، وأن الامور حتى هذه اللحظة تسير بهذا الاتجاه، وأنه لن يكون هناك مفاجآت في هذا الاطار.

اقبال على المقعد الكاثوليكي

وفي السياق، يتحضر عدد من المرشحين عن المقعد الكاثوليكي في دائرة صيدا ـ جزين للدخول الى الساحة الانتخابية، من بوابة اللوائح التي قد تتشكل بين القوى الحزبية والسياسية، وان بحذر، ويبرز منهم قنصل لبنان في بوسطن رجل الاعمال ابراهيم حنا (رئيس بلدية كرخا سابقا)، وتؤكد مصادر جزينية متابعة ان حنا الذي سبق ان ترشح في دورتي العام 1992 و2005، بصدد دراسة الواقع الانتخابي في ضوء الاتصالات التي اجراها، بعد ان تلقى اشارات مشجعة من جهات سياسية وروحية، وهو قد يكون امام خيارين اما ترشحه شخصيا، واما ترشيح نجله شارل حنا، بعد مشاورات جرت مع مرجعيات سياسية وروحية.  

  • شارك الخبر