hit counter script

الحدث - جورج غرّة

معركة إثبات وجود في زحلة

الجمعة ١٥ شباط ٢٠١٨ - 06:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا تختلف المعركة الإنتخابية في دائرة زحلة مهما كان شكل قانون الإنتخاب خاصة وأن القانون الحالي لم ينصفها كما أنصف دوائر أخرى من حيث إفساح المجال للمسيحيين بإختيار ممثليهم خاصة وأن دائرة زحلة تضم سبعة نواب، خمسة منهم مسيحيون بالإضافة إلى نائب سنّي وآخر شيعي.

عروس البقاع زحلة، أو عاصمة الكثلكة وأم الكنائس بحسب الألقاب التي استحقتها تاريخياً ورافقتها حتى اليوم للدلالة على الميزة الخاصة لـ"الزحالنة" من حيث تشبثهم بخصوصية المدينة التي أعلن الجنرال غورو من أحد معالمها في "أوتيل القادري" ضمّ الأقضية الأربعة تمهيداً لإعلان "دولة لبنان الكبير".
لطالما كانت الإنتخابات في زحلة محطة حاسمة في نتائجها ومن الصعب التكهن بنتائجها قبل صدورها رسمياً كونها عرضة لعدة عوامل تتداخل فيها العائلية والحزبية، هذا التنوع الطبيعي والصحّي في مدينة زحلة يواجهه إصطفاف طائفي سنّي ويقابله إصطفاف شيعي، وهذا ما يجعل أقلية تتحكم في مصير الأكثرية.
هذا الأمر بات يثير إستهجاناً لدى أبناء الطائفة الكاثوليكية خاصة في زحلة الذين يشكّلون أكثرية، مردّ هذا الإعتراض لكون القيادات الكاثوليكية التاريخية تبحث عن حليف من خارج المدينة لتأمين حواصل إنتخابية تسمح لهم بالفوز في المدينة، وتشير مصادر زحلاوية في هذا الإطار إلى الوزير والنائب نقولا فتوش الذي يتحالف مع حزب الله والسيدة ميريام سكاف المتأرجحة بين حزب الله وتيار المستقبل مع أرجحية للتيار الأزرق لصعوبة التوافق مع غريمها التقليدي نقولا فتوش على لائحة واحدة مدعومة من حزب الله.
هذه التحالفات تخلق إرباكاً لدى مناصري فتوش وسكاف وتلاقي إعتراضاً من سائر قوى المدينة السياسية والفعاليات الدينية والهيئات المدنية، وتعتبر أن هذه المحاولات تأسر قرار المدينة التي حافظت على خصوصياتها في تاريخها القديم والحديث ولن ترضى اليوم أن تصبح رهن إرادة أقلية مع حرصها على العيش المشترك الذي يفترض أن يلتزم بأدبيات متبادلة بعيداً عن الهيمنة.
الناخبون في زحلة، كما قواها العائلية والسياسية، مصرّون على خوض الإنتخابات بقواهم الحيّة وقدراتهم الذاتية وستذهب الأصوات إلى أبناء المدينة ويقطعون الطريق على المحادل الوافدة من خارج المدينة، وهذا ليس غريباً على الزحالنة الذين أثبتوا على مرّ العصور وحدتهم في وجه أي اجتياح من أي نوع كان، ومرّة جديدة ستفجّر زحلة المفاجأة.
 

  • شارك الخبر