hit counter script

أخبار محليّة

بو عاصي: استعدنا الثقة كوزارة شؤون عبر الشفافية والمعايير الواضحة

الثلاثاء ١٥ شباط ٢٠١٨ - 23:15

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أحيت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) برعاية وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي وحضوره، اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية هذه السنة في ضوء أعمال جبران خليل جبران الأدبية والفنية.

وللمناسبة، جمع بيت الأمم المتحدة اليوم في بيروت الملاصق لحديقة جبران خليل جبران العامة حشدا من المسؤولين والمفكرين والديبلوماسيين وبمشاركة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للاسكوا الدكتور محمد علي الحكيم وحضور رئيسة لجنة التربية النيابية النائب بهية الحريري ورئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة كلودين عون روكز ونخبة من المثقفين والمفكرين المتعمقين بأدب الكاتب اللبناني وفنه فضلا عن عدد من المسؤولين والديبلوماسيين وممثلين عن وكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني وخبراء في مجال العدالة الاجتماعية في لبنان والمنطقة.

وتضمن الاحتفال أداء غنائيا لمختارات من قصائد جبران قدمه التينوروالموسيقي اللبناني غبريال عبد النور ومعرضا لأشهر أعمال جبران الفنية.

وفي مستهل اللقاء، أعرب الحكيم عن "غياب العدالة الاجتماعية في المنطقة العربية عموما"، وقال: "نحيي يوم العدالة ومنطقتنا على ما يشبه السباق، بين إنجازات ونكسات. لقد كرست الدول العربية مبدأ العدالة في دساتيرها ودعمته بتشريعات لتعزيز الإنفاق على الصحةوالتعليم وتوسيع الحماية الاجتماعية وأكدت تمسكها بالعديد من مقومات الحماية والمساواة وشروط العيش الكريم. غير أن ما تعيشه المنطقة من ظروف عصيبة يهدد بتراجع قد يطيح بما تحقق. تراجع تعددت أسبابه، وقد يكون على رأسها غياب العدالة الاجتماعية، بما تعنيه من مساواة وإنصاف ومشاركة، واحترام لحقوق الإنسان".

واكد الوزير بو عاصي انه يسعى الى "العدالة الاجتماعية، ومن هذا المنطلق ثمة مواضيع محددة جدا يجب وضعها في اطار سياسي للوصول الى نتائج عملية للشعب"، شارحا عمل الوزارة في مجال العدالة الاجتماعية.

وقال: "تهتم الوزارة باليتيم فهو الاكثر عرضة للخروج من منظومة العدالة الاجتماعية بسبب فقدان الاهل عن عمر صغير ما ينعكس ماديا ونفسيا على الطفل، وبالتالي يجب متابعته بالتعليم والصحة والحماية الاجتماعية من خلال جمعيات متخصصة او مجهود من الدولة.

- المرأة المعنفة اذ تعمل الوزارة على وضعها هي واولادها في مركز متخصص لحمايتهم ومساعدتهم على الاستقلالية المادية كي لا تعود الى من يعنفها وهذه هي العدالة الاجتماعية.

- المسن: وهو يعاني احيانا من عزلة وترد في وضعه النفسي والعقلي وبالتالي يحتاج الى مجتمع يقف الى جانبه.

- ذوو الاحتياجات الخاصة: المجموعة الاضعف في المجتمع اذ من بينهم من لم يحصلوا على ابسط حقوقهم، التعليم، بسبب النقص في المدارس المجهزة وهم يعانون اليوم، من مشاكل في ايجاد وظيفة ما يعيق الاستقلالية المادية والانخراط في المجتمع. وهنا يكمن الدور ايضا في متابعة الاهل الذين يعانون من مشاكل نفسية بسبب مرض ابنائهم وبحاجة الى من يلتفت اليهم.

-الادمان: مساعدة المدمن في التخلص من الادمان تقع في صلب العدالة الاجتماعية.

-الفقراء: هذه الفئات نجحت في تمويل فكرنا وكتاباتنا اكثر من المشاريع التي استطعنا تمويلها لمساعدتهم، التعاطف معهم جيد ولكن لا يساهم في خلق برامج لاخراجهم من فقرهم وهذا ما يحتاجون له".

وتوقف بو عاصي عند امكانيات الوزارة "غير الكافية" لتأمين حاجات كل هذه الفئات، قائلا: "وزارة الشؤون تقوم بكل ما نتحدث عنه ولكن بشكل غير كاف، فمجتمعنا بسياسييه قرر ان تكون موزنة "الشؤون" 1% من موازنة الدولة اللبنانية، ولكن بعد تجربة اكثر من سنة اؤكد لكم انها غير كافية".

وتطرق الى الدعم الخارجي، فقال: "الدعم مرتبط بالتمويل، وفي حال تعذر التمويل يتعذر الدعم ولكن هذا يتطلب شرطين: الاول وجود مجتمع لديه قلب اي مجتمع تعنيه العدالة الاجتماعية ويتمتع بمتطوعين وجمعيات انسانية، ما ينطبق على لبنان. اما الثاني فوجود التمويل الذي يقدم اليوم للدولة اللبنانية". وأمل من "الدول الداعمة والمانحة دعم الانسان كإنسان وليس فقط من خلال تحسين الصرف الصحي والبنى التحتية فهما امر مهم ولكن الانسان اهم".

وشدد وزير الشؤون على ان مسؤوليته اليوم "تكمن في اعادة الثقة من خلال معايير واضحة وعمل شفاف للجمعيات المتعاقدة مع الوزارة او المدعومة من الخارج"، مؤكدا ان هذا ما قام به خلال تسلمه مهام هذه الوزارة.

ولفت الى ان "مؤسسة كالامم المتحدة تضع خيارات وتوجيهات وتنظم هكذا مناسبات لتحدد الاتجاه الصحيح للامور، وهي في هذا النشاط توجه الدول على الطريق الصحيح".

وتحدث عن جبران خليل جبران الذي يتمحور الاحتفال حول المساواة والعدالة الادبية له ولاعماله، فقال: "بالنسبة للبنانيين كاتب ومفكر خلق بفنه نوعا من روابط ثقافية داخل المجتمع ولكنه في الوقت ذاته يتمتع ببعد اجتماعي وقيمي، وهذا الرابط هو الاقوى في المجتمع ويستمر لسنوات وسنوات".

وقد تحلق كل من الشاعر اللبناني هنري زغيب والناقد الأدبي فرانشيسكو ميديشي ورئيس لجنة جبران الوطنية السيد طارق شدياق والكاتب اللبناني ألكسندر نجار حول طاولة نقاش أولى تناولت مسألة المساواة والعدالة الاجتماعية في أعمال جبران الأدبية ومؤلفة كتاب "Alive" جمانة بو فخر الدين والناقد الفني ناجي عبد اللطيف حول طاولة نقاش ثانية سلطت الضوء على أعماله الفنية. وكان النقاش بإدارة الإعلامية المخضرمة رلى معوض.

واستعرض زغيب سريعا حياة جبران والمراحل التي عانى فيها من غياب العدالة الاجتماعية وكيف أثرت على أعماله كما استشهد بأبرز ما قاله في العدالة الاجتماعية في النصوص العربية. وشدد زغيب على "أن العدالة الاجتماعية التي يسعى جبران إليها لا تتكون من فريق ظالم ومن فريق مظلوم وإنما تتطلب تضافر الفئتين معا".

وعقب نجار بالتأكيد "أن نصوص جبران العربية تميزت بتمرد وثورة كبيرين بينما كان قد بلغ مرحلة من الصفاء تزامنت مع وضعه النصوص الإنكليزية".

وأضاف "إن جبران يحاكي المنطقة العربية اليوم في ما ألفه من نصوص بلغته الأم حيث دعا للتحرر من القيود الدينية والإقطاعية وكان يرفض التطرف والاستبداد".

وختم قائلا "إن جبران المصلح الاجتماعي كان رؤيويا إذ غالبا ما ردد أن الدين يمكن أن يكون سببا للفتنة. من هنا، كانت كتاباته آنية، تهم عالمنا العربي في حاضرنا هذا".

وتطرق فرانشيسكو ميديشي إلى شخص جبران الذي اتسم برفاهية الإحساس بحيث كان يشعر بالذنب من منطلق المسؤولية الجماعية فإن ارتكب أحدهم ظلمًا بحق إنسان آخر، شعر هو بأنه مشارك في الإثم.

وشرح طارق شدياق أن جبران دعا إلى تحرير المرأة، وقال: "ليست لأنها مسجونة بل لأنها محتلة. وهي محتلة عندما تكون مقتنعة بأن المجتمع على حق بعدم السماح لها بالتعبير عن نفسها". وقال: "لقد كان جبران النهضوي الأول الذي سمح للمرأة بالتعبير عن نفسها وعن تعابيرها".

وفي حلقة النقاش الثانية، عرضت الباحثة جمانة بو فخر الدين لمؤلَّفها "Alive" الذي يروي سيرة جبران بكلماته ورسومه. وقالت: "لقد جمعنا اقتباسات مختلفة لجبران بعد مطالعة 220 كتابا ووضعناها بالترتيب الزمني".

من جهته، أشار ناجي عبد اللطيف الذي صمم غلاف الكتاب إلى السياق التاريخي الذي عاصره جبران فحين كان من الرائج رسم الطبيعة، كان هو يرسم شعوره وإحساسه.

وكان الحكيم قد ختم مداخلته قائلا: "إن اختيارنا الاحتفاء بالعدالة الاجتماعية في أعمال جبران خليل جبران، أحد أهم أعلام الأدب المعاصر، هو عودة إلى العدالة كقيمة فكرية وأخلاقية عابرة لحدود الزمان والمكان، ربما لنجد ما يطمئننا أن غيابها مؤقت، فكم من مرة ضيعت الأمم مسار القيم أو انشغلت عنها فكان أن صوب الفكر والأدب المسار. وفي تراثنا الفكري والأدبي والإنساني الكثير مما يمكن أن ننهل منه لبناء مجتمعات منيعة عصية على العواصف".

وختم اللقاء بكلمة لمدير شعبة التنمية الاجتماعية في الإسكوا فريديريكو نيتو شكر فيها الحاضرين ووزع شهادات تقدير للمشاركين في إحياء هذا اليوم.

وقد أعلن اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية في عام 2007 بمثابة التزام متجدد من المجتمع الدولي بقيادة الأمم المتحدة، لا بل إن العدل اليوم في صلب منظومة أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.
 

  • شارك الخبر