hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - طوني شامية

تحضروا للمزيد من الازمات والعنف والقتل والدمار

الثلاثاء ١٥ شباط ٢٠١٨ - 06:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

على مدى ثلاثة أيام تحولت مدينة ميونيخ الى قلعة محصنة. المناسبة مؤتمر ميونيخ للامن... الحضور 21 رئيس دولة وحكومة... 40 وزير دفاع وخارجية و600 مشارك بينهم امين عام الامم المتحدة ورئيس المفوضية الاوروبية وامين عام جامعة الدول العربية و60 مديرا لكبريات الصناديق الدولية والشركات الكببرة والاف رجال الشرطة وتظاهرات بسيطة لحركات سياسية معارضة من ايران الى باكستان لا تقارن بما كانت عليه في الاعوام الماضية .

نعم هؤلاء كانوا في مؤتمر ميونيخ للامن، اهم فعالية عالمية تناقش الامن والدفاع في العالم الذي هو على حافة الهاوية كما جاء في تقرير المؤتمر... فما المطلوب للعودة؟
الكلمات والنقاشات تمحورت حول الامن الاوروبي والعلاقة مع الولايات المتحدة وروسيا اضافة الى الصراعات في الشرق الاوسط والتهديد النووي الكوري الشمالي والحرب السيبرانية ...
ما يمكن ملاحظته في هذه المداولات ان عبر الكلمات او طاولات النقاش ان كل معسكر بقي على موقفه فهو اما هاجم الاخر مباشرة كما فعل سيرغي لافروف عندما تكلم عن الاتهامات الاميركية لروسيا بتدخلها بالانتخابات الاميركية، فاعتبرها وفي كلام خارج عن اللياقات واللغة الدبلوماسية كما قال هو بانها مجرد ثرثرة طالما انه لم يكن مقرونا بالوقائع في وقت كانت تعلن فيه واشنطن انها اوقفت 13 روسيا لتورطهم بالانتخابات الاميركية.
لهجة لافروف هذه تغيرت مع الاوروبيين فهو كان اكثر دبلوماسية حيث دعاهم الى المزيد من التنسيق الامني والدفاعي لما فيه مصلحة الفريقين الروسي والاوروبي ...
الرد الاميركي جاء بطريقة غير مباشرة عندما حمل مستشار الامن القومي اربرت ريمون ماكماستر وبشدة على حلفاء ايران الذين يساعدونها لزعزعة امن واستقرار العالم لدرجة انه دعا العالم ليضرب ايران اذ حان الوقت كما حان وقت التخلص من نظام الرئيس السوري بشار الاسد ...
ماكماستر هاجم ايضا بعض الدول التي تستثمر في ايران وسمى المانيا من ميونيخ واليابان والصين واعتبر ان اموال استثماراتهم في ايران تذهب الى جيوب الحرس الثوري ...
وهكذا بقي كل من ممثلي القوتين العظمتين على مواقفهما التي الهبت حرارة المؤتمر... فالاوروبيون ركزوا وبشكل لافت على الامن الاوروبي من بوابة حلف شمال الاطلسي وطالبت كل من المانيا وفرنسا بان يكون التوجه اكثر فاكثر لتوسيع المساهمة الاوروبية في هذا الحلف من دون الاعتماد فقط على اميركا.
في الشأن الايراني نأت اوروبا بنفسها وهذا ما ازعج الاميركيين... اما المفاجأة فكانت على لسان وزير الخارجية الاميركية السابق جون كيري الذي كشف ان الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز كان طلب من الاميركيين قصف طهران وان الرئيس المصري السابق حسني مبارك كان على علم بهذا الطلب ووافق على ذلك.
هي حرب كلامية ولكنها تختصر ما يجري على ارض الواقع وما يمكن ان يكون عليه المستقبل في منطقة الشرق الاوسط التي تواجهت فيها اكثر الدول تأثيرا من اسرائيل الى ايران مرورا بالسعودية ...
هنا ايضا الرد الايراني خرج عن اللغة الدبلوماسية التي استخدمها الاوروبيون في معرض عرضهم لعدم توافقهم على مواضيع اوروبية وعالمية واقليمية ...
فوزير الخارجية الايرانية رد على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي صال وجال في تهديداته لايران و"لا تجربونا ولا تختبروننا" حاملا قطعة من طائرة من دون طيار تقول اسرائيل انها ايرانية واسقطت فوق اسرائيل، شدد على ان ايران هي العدو الاول للعالم الذي يهدد الاستقرار والامن العالمي والذي شبهه محمد جواد ظريف اي كلام نتنياهو بالسيرك الهزلي ...
بالطبع الكل اجمع على ان الارهاب والتقاتل أديا الى الفقر والمجاعة وامواج اللاجئين الذين باتوا مصدر قلق ولاسيما للاوروبيين والا لما نظروا ولا اهتموا بذلك كما قال امير قطر الذي كان جريئا في طرح متقدم لانشاء او لوضع اتفاقية على غرار اتفاقية الاتحاد الاوروبي تشكل حلقة مناقشة الخلافات لتأمين الحد الادنى من التفاهم والاستقرار والذي لاقاه في هذا الطرح الطرف الايراني الذي دعا الى ايجاد قواعد عمل اقليمية جديدة تنظم وتحل الخلافات ...
بالنسبة للسعودية وكما جاء في كلام وزير خارجيتها عادل الجبير فان ايران ومعها وكلاءها في اليمن الى غزة مرورا بالعراق وسوريا ولبنان هي التي تهدد العالم ويجب عليها ان تغير دستورها الذي ينص على تصدير ثورتها الى العالم...
وهكذا تحول مؤتمر ميونيخ الى حلبة طروحات اكدت المؤكد، وهي ان اي قوة كبرى او اقليمية لم تتزحزح عن مواقفها وبالتالي بقيت كل الاسئلة - المحاور التي طرحت في تقرير رئيس المؤتمر من دون اجوبة فيما الجواب الاكيد من الآن ولسنوات مقبلة ان الميدان سيكون الصدى لخلافات الكبار مع ما سيؤدي ذلك الى المزيد من القتل والعنف والدمار والساحات العربية والشرق اوسطية ستكون هي رجع الصدى اي مضمار هذا التقاتل مباشرة او بالواسطة من اليمن الى العراق وسوريا ولبنان وصولا الى ليبيا...
فهل من يقرأ ليأخذ العبر؟

  • شارك الخبر