hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الانتخابات تفرق شمل الحلفاء

الثلاثاء ١٥ شباط ٢٠١٨ - 06:04

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أغلبية القوى السياسية والأحزاب تتمهل في تحالفاتها الانتخابية، رغم ان الفترة التي تفصل عن موعد هذه الانتخابات المزمعة في 6 مايو، لم تعد كافية لتوضيب اصطفافات جديدة او غير متوقعة، وبالتالي فإن تركيب اللوائح المتداخلة بين الحلفاء، او بين الخصوم تأخر، وربما فات موعد الصور الجامعة التي كان من المفترض ان توزع على اللوحات الاعلانية، او على الجدران، او على مواقع التواصل الاجتماعي.

لولا إعلان التعاون الذي لا مفر منه بين حركة أمل وحزب الله، ولولا التصريحات الإيجابية التي صدرت عن كل من رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تجاه الآخر، لكان بإمكاننا القول انه لا توجد على الخارطة الانتخابية اي تحالفات مؤكدة حتى الآن، وأنصاف التسويات بين الفرقاء ترسم نصف المشهد، ونصفه الآخر ترسمه الخصومات المستجدة بين حلفاء الأمس.

يعاني التيار الوطني الحر للوصول الى إرساء تصور واضح لتحالفاته، لأنه محشور في عدد المرشحين من بين أعضائه، والذين يصعب تسويقهم عند الحلفاء المفترضين. على سبيل المثال، المرشح عن المقعد الأرثوذكسي في البقاع الغربي ايلي الفرزلي، أو المرشح عن المقعد الكاثوليكي في الشوف غسان عطاالله. وتقيد حركته أيضا، الرغبة في الحصول على أكبر كتلة نيابية في البرلمان القادم، وما يمكن ان يبنى على هذه المسألة من طموحات مستقبلية، رئاسية وغير رئاسية. وهذه المسألة، ستفرض عليه التخلي عن بعض الحلفاء، والتعاون غير المتوقع مع شخصيات مستقلة لديها طموحاتها الخاصة على الساحة المسيحية.

ومن الإشكاليات التي تواجه تعاون الحلفاء في الانتخابات المقبلة، موضوع الصوت التفضيلي، بحيث ان التعاون أحيانا قد يضر بالفريقين، كما ان الترشيحات المتقابلة، تأكل من الصحن الواحد، وبالتالي يخرج الجميع عن الطاولة من دون شبع، اي من دون ان يحصل اي منهم على مقعد ـ او مقاعد نيابية ـ وتلك هي حالة النائب طلال ارسلان مع بعض أصدقائه في الحزب السوري القومي الاجتماعي وغيره. وعلى هذه الحالة يمكن ان تكون وضعية التعاون المؤلم بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. وهذا التعاون المفترض الذي يحمل عناصر قوة مسيحية، يحمل عوامل ضعف في استثارة الآخرين، وعند توزيع الصوت التفضيلي في آن واحد، وكذلك حالة التحالف بين المستقبل والتيار، وبين حزب الله وبعض القوى التي كانت تدور في فلك 8 آذار، وبين المستقبل وحلفائه السابقين في قوى 14 آذار. لا يوجد فريق مرتاح على وضعه الانتخابي الى الحدود التي يمكن معها ان يقدم مقاعد نيابية للآخر على سبيل المجاملة السياسية، كما كان يحصل إبان حقبة النفوذ السوري في لبنان، لأن الأوضاع لا تسمح بمثل هذه التقديمات، والكل ينتظر الكل على كوع الاستحقاقات المقبلة. فالانتخابات المنتظرة ستفرق شمل الحلفاء بطبيعة الحال، والصوت التفضيلي، كان وصفة ناجعة للوصول الى هذا الهدف.
ناصر زيدان - الانباء الكويتية

  • شارك الخبر