hit counter script

متفرقات

العلماء الروس يصممون ضمادات حيوية تتحلل في الجسم

الإثنين ١٥ شباط ٢٠١٨ - 13:36

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قدم فريق من العلماء الشباب من الجامعة الوطنية للبحوث التكنولوجية "ميسيس" لأول مرة في روسيا مادة علاجية جديدة تقوم على ألياف نانوية مصنوعة من بولي كابرو لاكتون PCL، معدلة بطبقة رقيقة تحتوي على مضاد للبكتيريا ومكونات بلازما الدم البشري. وبالتالي فإن الضمادات القابلة للتحلل من هذه الألياف تسرّع نمو خلايا الأنسجة بنسبة الضعف، مما يسهم في تجديد الأنسجة التالفة بشكل طبيعي، وكذلك تمنع من تشكيل ندوب لدى التعرض لحروق شديدة.

إن إحدى المهام الرئيسية في الطب التجديدي، وخاصة في علاج الحروق، هي استعادة أنسجة الجلد التالفة ومنع تشكل الندب. إذ تتشكل الندبات في كل مرة يتعرض فيها الجلد إلى تأثير قوي، لا يقتصر على الطبقة الخارجية من الجلد، سواء كان ذلك جرح، أو حرق، أو مرض جلدي مثل حب الشباب أو العدوى الفطرية.
تتكون الندبة النسيجية في المقام الأول من الكولاجين أحادي الاتجاه وتختلف كثيرا عن الأنسجة التي تستبدلها، من خلال انخفاض الخصائص الوظيفية. على سبيل المثال، تتميز الندبات على الجلد بأنها أكثر حساسية لدى التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وليست مرنة، ولا يمكن فيها تجديد الغدد العرقية وبصيلات الشعر.

في إطار هذه الدراسة بدأ الباحثون في مختبر "المواد النانوية غير العضوية" من الجامعة الوطنية للبحوث التكنولوجية بدراسة حل مشاكل تشكل الندبات، الذين تمكنوا من إنشاء "ضمادات" متعددة الطبقات من الألياف القابلة للتحلل PCL وأغشية نانوية نشطة بيولوجياً متعددة الوظائف مع خصائص ميكانيكية معينة وتوافق حيوي عالي. وقد تبين أن إضافة تأثير مضادات الميكروبات عن طريق إدخال جسيمات الفضة النانوية أو إضافة المضادات الحيوية، وزيادة النشاط الحيوي عن طريق طلاء السطح بمجموعات كربوكسيل(-COOH) وبروتينات بلازما الدم، كل ذلك وفر للمادة الخصائص العلاجية الفريدة.

وقد لاحظ الباحثون أنه عند وضع الضمادات من المادة المصممة إلى المنطقة المصابة، تجري عملية الشفاء بوتيرة سريعة، وتجديد ناجح لأنسجة الجلد الطبيعي ومنع تشكل الندبة في مكان الجزء المحترق أو التالف. المكونات المضادة للبكتيريا للألياف النانوية متعددة الوظائف تقلل من الالتهاب، في حين أن بلازما الدم مع زيادة محتوى الصفائح الدموية، التي تعتبر الأكثر أهمية من بقية العناصر، أثناء عملية الشفاء، تحفز عملية تجديد الأنسجة. وبالتالي لن يكون هناك حاجة لإزالة الضمادة أثناء العلاج أو تغييرها، مما يسبب ذلك ألماً إضافياً للمريض. وبعد فترة معينة، تذوب الألياف القابلة للتحلل ببساطة في الجسم دون أن يكون هناك أي تأثير جانبي.

تقول إليزافيتا بيرمياكوفا إحدى المشاركات في المشروع، وهي طالبة دراسات عليا في المختبر: "تمكّنا، باستخدام الروابط الكيميائية، من تصميم طبقة مستقرة تحتوي على مكونات بلازما الدم (عوامل النمو، الفيبرينوجين والبروتينات الهامة الأخرى التي تعزز من نمو الخلايا) على ركيزة من بولي كابرو لاكتون. أما الألياف الأساسية فقد تم استخلاصها من خلال طريقة العزل الكهربائي. بعد ذلك، ومن خلال استخدام المعالجة بالبلازما، قمنا بوضع طبقة البوليمر، التي تحتوي على مجموعات الكربوكسيل، على السطح من أجل زيادة خصائص قدرة المادة لامتصاص الماء. بحيث تم إثراء الطبقة الناتجة بمكونات مضادة للبكتيريا والبروتين".

حالياً، أجرى الفريق العلمي سلسلة من التجارب قبل السريرية بالتعاون مع معهد البحوث العلمية للطب التجريبي والسريري في مدينة نوفوسيبيرسك. وأظهرت النتائج في المختبر أنه مع استخدام الضمادات المبتكرة، فإن عملية تجديد الخلايا اكتسبت سرعة تعادل نسبة الضعف. وفي المستقبل القريب، يتوقع الفريق الحصول على نتائج اختبار هذه المادة.
 

  • شارك الخبر