hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

المظلة الحامية تعطي لبنان هامشاً للتمسك بحقوقه

الأحد ١٥ شباط ٢٠١٨ - 06:44

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ينقل وزير خارجية سابق عن ديبلوماسيين غربيين في بيروت أن عودة الولايات المتحدة الاميركية من بوابة النزاع اللبناني - الاسرائيلي البري والبحري، هي تعبير عن تحول في المقاربة الاميركية للملف السوري بالدرجة الاولى وثانياً للملف اللبناني، وذلك وفق معادلة الحفاظ على استقرار لبنان الامني بأي ثمن لكي يواصل لبنان دوره كمضيف لمليون ونصف المليون لاجىء سوري يعيشون منذ ست سنوات على أرضه وتقوم الولايات المتحدة بشكل خاص بتحمل أعباء نفقاتهم في سياق الدعم الاممي. ومن هنا فان التباين في السياسات المتبعة اميركياً وروسياً على الساحة السورية، والتطورات العسكرية الدراماتيكية الاخيرة بين اسرائيل وسوريا بعد اسقاط السوريين طائرة حربية اسرائيلية، قد نجم عن بداية التشنج بين واشنطن وموسكو في الميدان السوري وليس في المواقف الديبلوماسية المتخذة، مما يعني أن التوافق غير المباشر قد تعرض الى الاهتزاز، وهو ما يفترض العمل من الجانب الاميركي بشكل مباشر وعلى الارض في المرحلة المقبلة.
ووفق الوزير السابق فان موقف وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون في بيروت قد عكس بشكل واضح السقف الاميركي الموضوع لمجمل الواقع الامني في لبنان وهو التمسك بالاستقرار مهما كان الثمن وعدم السماح لاي توتر في سوريا ما بين سوريا واسرائيل او في لبنان بين لبنان واسرائيل، بخربطة المعادلة السياسية والامنية اللبنانية الداخلية. وكشف ان بقاء مساعد وزير الخارجية دايفيد ساترفيلد في بيروت لاستكمال المحادثات حول النزاع اللبناني - الاسرائيلي، يهدف الى توضيح صورة الموقف الاميركي الى المسؤولين اللبنانيين ولكن من دون الذهاب نحو ممارسة أية ضغوط على الدولة في مواجهة «حزب الله»، والذي لا تزال الادارة الاميركية متمسكة بالضغط المالي عليه انما ليس الى درجة تهديد الاستقرار المالي اللبناني.
في المقابل لفت الوزير السابق الى ان الموقف اللبناني الذي تبلغه وزير الخارجية الاميركي هو ثابت بالمطالبة بترسيم الحدود، وتوقع بالتالي أن يؤدي هذا الاصرار الى تجميد العمل بالجدار العازل الذي تريد اسرائيل اقامته على أراض لبنانية. وقال نقلاً عن المصادر الديبلوماسية الغربية أن واشنطن تركز على حل النزاع عبر الوسائل الديبلوماسية وعلى التسوية بالنسبة للخلاف حول الحدود البحرية. كما كشف ان الولايات المتحدة ليست وسيطاً محايداً في هذا النزاع نتيجة انحيازها بسبب علاقات صهر الرئيس دونالد ترامب الوثيقة باسرائيل، وانه على لبنان الاستعانة بأصدقائه الاوروبيين وبالامم المتحدة، مع العلم أن واشنطن قادرة على ممارسة الضغوط على الجانبين، مما يعطي الديبلوماسية اللبنانية هامشاً ضيقاً للحركة للدفاع عن حقوقه.
لكن الصورة ليست قاتمةوفق المصادر الديبلوماسية التي رأت ان امام لبنان فرصة كبرى في الافادة من ملف اللجؤ السوري ومن الحرص الاميركي والدولي على عدم الخربطة الامنية في لبنان، لكي يضغط على واشنطن ويحثها للتدخل لدى اسرائيل لمصلحة الحفاظ على المظلة الدولية الحامية للوضع في لبنان. وأضافت أن الانحياز الاميركي واضح وأكيد ولكن واشنطن لن تجازف بأن تقدم اسرائيل على أي عدوان بري او بحري على لبنان، لافتة الى ان الدور الاميركي الهام والضغط الكبير الذي مارسته خلال أزمة استقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض، والذي أدى الى انهاء الازمة بشكل سريع وذلك بسبب القرار الدولي الثابت بتحييد الساحة اللبنانية عن أية أزمات سياسية أو أمنية أو حتى مالية. وخلصت الى أن الموقف الاميركي المستجد في لبنان بعد أربع سنوات من الغياب، يأتي في سياق خارطة طريق جديدة تتضمن عقوبات مالية على «حزب الله» من دون المس بالوضع النقدي وعلى تهدئة التوتر على الجبهة الجنوبية ولكن من دون الضغط المباشر على اسرائيل.
هيام عيد - الديار

  • شارك الخبر