hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - ثريا شاهين - المستقبل

زيارة تيلرسون.. الاستقرار والجيش "خط أحمر"

الجمعة ١٥ شباط ٢٠١٨ - 06:22

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اكتسبت زيارة وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون لبيروت امس اهمية خاصة، لا سيما وأنها الزيارة الاولى لمسؤول اميركي على هذا المستوى في عهد ادارة الرئيس دونالد ترامب.

وتفيد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، ان الزيارة تمت في اطار جولته في المنطقة، في وقت عملت اسرائيل بالتزامن، على خفض مستوى التوتر، والتراجع في سقف المواقف خصوصاً في المواضيع المستجدة مع لبنان، ان كان بالنسبة الى اقامة الجدار، او البلوك ٩. فرسالة لبنان وصلت ان عبر موقف رئيس الجمهورية، وموقف الحكومة مجتمعة، او عبر التوقيع مع شركات التنقيب عن النفط. وبالتالي، اي كلام اسرائيلي عدائي، يصعِّب على الاميركيين الوساطة مع الدولة العبرية. لان الامر ينتقل الى ان يصبح اعتداء على الثروات الوطنية، ولا يعود مقتصراً فقط على استغلال مرحلة اخيرة من المشاكل الداخلية اللبنانية واللعب على تناقضات سياسية في لبنان لتمرير قضية كبرى.

وبالتالي، سيكون الوضع السائد جنوباً هادئاً في ظل جولة تيلرسون، وفي ظل تفعيله للوساطة الاميركية في هذا الشأن والتي يُنتظر ان تزيد فرص الاستقرار وانعدام التصعيد. والموضوع النفطي يهم واشنطن كثيراً. ثم ان الوساطة تشمل موضوع الجدار الاسمنتي، والذي يمكن معالجته عبر الاجتماعات الثلاثية في الجنوب، مع الاشارة الى ان لبنان يتحفظ على ١۳ نقطة على الخط الازرق. فضلاً عن ذلك، ليس لاية جهة مصلحة بالتصعيد، او جاهزة له، لان كلفته مرتفعة.

ولمجرد حصول الزيارة، فان لها رمزيتها، والرسائل التي ستوصلها في كل الاتجاهات. ولا شك، بحسب المصادر انه يحمل تهدئة الى المنطقة، لان خطابه السياسي في الاساس لا يتضمن حلولاً عسكرية. فهو من العقلاء في الادارة الاميركية. وقد هدَّأ مسألة الضربة الاميركية لبيونغ يانغ، كما عمل في لبنان على التهدئة ابان استقالة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.

اذاً، انه من الحكماء الذين يحيطون بالرئيس ترامب. لكن حتى الآن لا تعيينات في المواقع العليا في وزارته، وهي تبقى من دون مدراء حتى الشخص الثالث فيها اي مدير الشؤون السياسية توم شانون استقال اخيراً.

والموضوع الاساسي الذي يهم تيلرسون، والذي ابلغه الى المسؤولين اللبنانيين، هو موقف الولايات المتحدة من "حزب الله"، وضرورة "الالتزام بالعقوبات المفروضة عليه، وهو الامر الذي يجب ان يدركه جيداً كل الافرقاء في لبنان والقيادات والمصارف" بحسب المصادر.

ثم ما يمثله الحزب بالنسبة الى الاميركيين من تهديد للمنطقة على خلفية استمرار تدفق السلاح اليه وانشائه مصانع للاسلحة في الجنوب.

بالنسبة الى تيليرسون، الاستقرار في لبنان خط احمر، والخط الاحمر الآخر هو الاستمرار في بناء قدرات الجيش اللبناني ودعمه لبسط سلطة الدولة كاملة. لذلك لن تتردد الولايات المتحدة في المشاركة في المؤتمرات الدولية الثلاثة حول دعم لبنان لا سيما دعم الجيش. وفي المقابل، تتمسك واشنطن باستمرار الضغط على "حزب الله" لمنع تمويله، وموقف وزارة الخزانة واضح، لكن التحدي بالنسبة الى لبنان، هو كيف يمكن عزل وحماية البلد ككل من انعكاسات العقوبات على الحزب؟، لذا لم يغير تيليرسون خطابه في موضوع "حزب الله" لانه يزور لبنان.

وبالتالي، تفيد المصادر، ان الهم الاساسي لدى ادارة ترامب حول لبنان هو "حزب الله"، وكل شيء مرتبط بهذا الملف وزيارته الاخيرة للمكسيك والارجنتين هدفت الى العمل لتجفيف المصادر المالية للحزب، الذي تقف ايران خلفه، وحيث له دوره في المنطقة لا سيما في سوريا، وعلاقته الاستراتيجية والعضوية مع ايران. وهو طلب انسحاب الحزب من سوريا.

وتمت مناقشة الازمة السورية، وانعكاساتها على لبنان. وابلغه المسؤولون اللبنانيون بدعم لبنان للحل السياسي في سوريا في اسرع وقت، وبضرورة عودة النازحين السوريين الى ديارهم، وان وجودهم في لبنان مؤقت، وبضرورة تضافر الجهود الدولية لعودتهم وتسريع العملية السياسية في سوريا، ما يخدم عودتهم الآمنة.

وبالتالي، اعرب تيلرسون عن رغبته بحل الازمة في سوريا. وحول السلام في الشرق الاوسط، عبّر عن رغبة اميركية متجددة بضرورة انجاز الحل، فضلاً عن عدم التصعيد في ما خص الحدود البحرية والبرية مع اسرائيل.

ويُستبعد التصعيد في هذا المجال، لا سيما وان كل الاطراف في المنطقة باتت مدركة للوضع فيها. وبالتالي ان شركات استثمار التنقيب عن النفط، والتي وقّع لبنان معها اتفاقات، وهي ثلاث، روسية وفرنسية وايطالية، لم تكن لتوافق على التوقيع لو لم تكن لديها ضمانات دولية حول سلامة الوضع وهدوئه، او اذا لم تكن هي جزء من هذه الضمانات. وهناك توافق دولي حول دور الشركات الثلاث. فضلاً عن ذلك ان ما اثارته اسرائيل حول البلوك ٩، لم يطرح اثناء زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لروسيا اخيراً. وستكون روسيا موجودة في المتوسط في مجال التنقيب عن النفط والغاز.

ثريا شاهين - المستقبل

  • شارك الخبر