hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - غاصب المختار

الاميركي الحائر بين الضغط على لبنان وحفظ استقراره

الخميس ١٥ شباط ٢٠١٨ - 05:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يأتي وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون الى بيروت اليوم، وقد سبقه مساعده ديفيد ساترفيلد، محمّلين بمواقف وافكار مسبقة من الخلاف اللبناني مع الكيان الاسرائيلي حول ملفي الحدود البرية والبحرية لا تُرضي لبنان بالكامل وان كانت تؤمن له معظم مطالبه كما يرى الاميركيون، بينما حسم المسؤولون اللبنانيون امرهم بالاتفاق على التكلم لغة واحدة مع الوزير تيلرسون، تفيد بأن لبنان لن يتنازل عن سنتيمترا واحدا من الاراضي والنقاط البرية الثلاث المتحفظ عليها منذ العام الفين عند تحديد نقاط الخط الازرق، والنقاط العشر التي اضيفت لاحقا الى التحفظ بعد الالفين، كما لن يتنازل عن حقوقه الكاملة في مياهه الاقليمية بما تحتويه من ثروة نفطية وغازية.
لكن معلومات المصادر الرسمية المعنية تؤكد ان لبنان وإن كان متمسكا بموقفه وبحقوقه ألا انه لم ولن يقفل باب التفاوض مع الاميركي ومع الاسرائيلي عبر قيادة قوات الامم المحدة في الجنوب، من اجل التوصل الى حل او يبقي الامر معلقاً حتى إشعار اخر لحين تتوافر ظروف ملائمة اكثر للحل.
وبالانتظار، فإن الموقف الرسمي اللبناني نجح في فرض قراره بوقف اعمال بناء الجدار الاسمنتي الاسرائيلي في نقاط التحفظ الثلاث الاساسية بين الناقورة والعديسة، ويبدو ان اسرائيل ستستكمل بناءه لكن ضمن الاراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا امر لا يستطيع لبنان حياله فعل اي امر لأنه يعني اسرائيل ولا يؤثر على حدود لبنان وعلى سيادته على اراضيه ومنها المتحفظ عليها.
وبشأن الخلاف على حدود الرقعة البحرية الجنوبية قبالة رأس الناقورة (البلوك 9)، فلبنان يتعامل معها على انها امتداد للحدود البرية وطالما تقيد الكيان الاسرائيلي بعدم التعدي على نقطة التحفظ في الناقورة فهذا يعني ان حق لبنان محفوظ في مياهه الاقليمية وثروته النفطية ايضا، لكن المشكلة هي في الموقف الاميركي المتبني لخطة الموفد الاميركي السابق فريديريك هوف، الذي رسم خطوطا لم يوافق عليها لبنان في اسفل "البلوك 9" جنوب غرب، وبمساحة تقارب 300 كلم مربعاً اعتبرها من حصة اسرائيل من اصل ما يقارب 860 كلم مربعاً هي مساحة المنطقة المختلف عليها ضمن مساحة البلوك الكاملة (نحو 1700 كلم مربع). خاصة ان الرئيس نبيه بري حذر من ان اسرائيل تفتعل مشكلة حول البلوك 9 بينما عينها ايضا على قسم من البلوك 8.
وفي حين يرى مسؤول سابق متابع لهذا الملف ان المسألة تكمن في ضرورة معرفة المفاوض اللبناني بكل تفاصيل هذه المشكلة المتراكمة للتفاوض عليها، فأنه يرى ايضا ان الضغط الاميركي على لبنان لن يصل الى مكان وستبقى القضية عالقة، لكن بضوابط سياسية وامنية وعسكرية تمنع اي انفلات للوضع على الحدود، لأن الاميركي محتار بين ان يمارس الضغط الكبير على لبنان لاقناعه بموقفه ووجهة نظره ما قد يؤثر على استقرار الاوضاع فيه وبينه وبين اسرائيل، وبين حرصه المعلن على حفظ استقرار لبنان.
ويرى المسؤول السابق انه على لبنان اقناع الجانب الاميركي بمواصلة التفاوض معه، وان لا يترك القضية عالقة لمدة طويلة بحيث تشكل "مسمار جحا اسرائيلي" لاستفزاز لبنان وانتهاك سيادته او افتعال مشكل تقني او سياسي او حتى عسكري معه كل فترة، لكن شرط ان يكون ملف لبنان كاملا متكاملا وواضحا، يضع الاميركي في موقع "المفاوض النزيه والمحايد" وإلا لن تنفع المفاوضات الشكلية في حل المشكلة بل ستبقى معلقة.

  • شارك الخبر