hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - مروى غاوي

هل من مبادرة لمصالحة بري - باسيل؟

الأربعاء ١٥ شباط ٢٠١٨ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أعاد لقاء بعبدا بعد الاتصال الرئاسي الوضع السياسي في البلاد الى ما كان عليه قبل الخلاف بين الرئاسات الثلاثة بانتظام الحياة الساسية، بحيث اصبح الانسجام الرئاسي أمتن من قبل في طريقة مقاربة القضايا بروحية وايجابية للخروج من مرحلة التأزم والسجالات السابقة، ولقاء الرؤساء تم تدعيمه مؤخراً بغداء جمع بين بري والحريري بعد ان تأثرت العلاقة بينهما بتداعيات المرسوم ايضاً .

لقاء بعبدا الذي حصل على وقع الاعتداءات الاسرائيلية بالجدار الاسمنتي تارة وتهديد البلوك رقم 9 وبقرار متفق عليه من الرؤساء الثلاثة لتغليب المصلحة الوطنية على اي خلافات او مسائل ثانوية اخرى والذي قطع اشواطاً كبيرة بشكل يوحي وكأن شيئاً لم يكن بين بري وبين الرئيسين عون والحريري قبل هذا التاريخ لا يبدو انه ينطبق ايضاً او يسري على جبهة التيار وحركة أمل، صحيح ان التهدئة عنوان الموقف اليوم وان صور بري رفعت في محيط ميرنا الشالوحي وشوارع البلدات المتنية ساحلا وجبلاً، لكن المصالحة بين بري وباسيل لم تحصل بعد .
في قداس مار مارون لا سلام ولا كلام ولا مصافحة بين رئيس أمل ورئيس التيار بل ساد الوجوم على ملامح المحتفلين بالذبيحة الالهية، ولم يهبط الوحي الالهي او يلهم المصلين لفتح صفحة جديدة. الواضح بحسب اوساط الطرفين ان التهدئة لا تلزم الطرفين بالمصالحة بل ان الامور متروكة لاوقاتها ولظروفها.
بدون شك فان الوضع الداخلي والتأزم الكبير في العلاقات أوجب الاتصال الرئاسي ومبادرة رئيس الجمهورية لانهاء الخلاف بعدما تسلل العدو الاسرائيلي لاقتناص النفط اللبناني واقامة الجدار الاسمنتي على الحدود مع لبنان، ولكن هذا الواقع المستجد لا يلزم بالضرورة ان تحصل المصالحة بين طرفي التيار وأمل، فمفاعيل الفيديو لا تزال قائمة لدى "أمل"، لمحوها ثمة خريطة طريق واعتبارات كثيرة يفترض ان تمر بها وعبر بعض الاجراءات، فالموضوع لا يزال متوقفاً عند حدود الاعتذار الذي يريده بري من باسيل، لكن مبادرة رئيس التيار دونها موانع كثيرة فالاقدام على هذه الخطوة قد تفسر تنازلاً في غير محله او سياقه اليوم خصوصاً، وان الزمن هو زمن انتخابات فرئيس التيار رغم اخطاء ومساوىء الخلاف مع رئيس المجلس اكتسب شعبية مسيحية في خلافه مع رئيس المجلس فيما اثبتت الوقائع على الأرض ان رئيس المجلس هو رئيس حركة أمل ومحاط بهالة شعبية شيعية لا يمكن المس بها او تجاوزها ايضاً.
كل هذا يقود الى تفسير واضح "التهدئة لا تشمل ازالة الخلاف" والمصالحة الحقيقية لم تحصل بعد، وعليه فان كل من امل والتيار الوطني الحر مستمران بتوفير الحشد اللازم للمعركة الانتخابية حيث بالمؤكد مما رشح من خلافات كثيرة وما رافق التصعيد في خطابهما السياسي ان الذهاب الى التحالف معاً في الانتخابات عملية صعبة ومعقدة، فثمة تباعد واقعي وحقيقي حصل بين الفريقين وحال التعبئة الانتخابية جارية في الدوائر المشتركة بعد ان اصبح التحالف الانتخابي غير مطروح بينهما.
وعلى ما يبدو فان ثمة متطلبات كثيرة لمصالحة جمهور الطرفين قد لا تتوفر الا بعد الانتخابات فجمهور أمل في مكان والتيار الوطني الحر في واد آخر، الكل يلحق ويتبع زعيمه السياسي، فجبران بحسب عونيين قال ما يقوله كثيرون عن البطش السياسي لرئيس المجلس وتحجيم المسيحيين في الحقبات السابقة و"رميهم" خارج الدولة، وجمهور أمل لم يقصر بحق رئيس التيار والعهد الذي يغطيه. الكلام المسرب لا يزال حديث الساعة رغم اللقاء الثلاثي في بعبدا،فهو ورط رئيس التيار ورطة كبيرة لا خروج منها الا بمبادرة كبيرة واعتذار صادق وبخطوات عميقة وهذا متعذر حصوله، فالاقدام على خطوة لا يعني ان النوايا ستصبح صافية بلحظة واحدة بين التيار الشيعي والتيار المسيحي، فرئيس التيار "كبر" حجم الحجر الذي رشق به رئيس المجلس وجمهور الاخير لم يقصر ايضا.
عملياً ايضاً فان رئيس التيار لا يرى حاجة كبيرة وضرورية لمصالحة اليوم كونه يتمتع بفائض كبير من القوة يريحه في كل خطواته، فهو رئيس اكبر تكتل نيابي مسيحي في مجلس النواب وشريك اساسي في الحكم ورئيس للتيار المسيحي الابرز ويتربع على عرش وزارات اساسية تابعة لفريقه السياسي، رئيس المجلس ايضاً يصعب تجاوز حجمه السياسي وموقعه وحبكته السياسية التي تجعله رقماً صعباً واستثنائياً في كل المعادلات الداخلية.
 بات في حكم المؤكد ان كل من التيار وامل في معسكرين انتخابيين لا يلتقيان اليوم، فجميع المتضامنين في الازمة السابقة مع عين التينة هم في صدد تمتين تحالفاتهم انتخابياً معها فيما التيار ماض الى المعركة مع تيار المستقبل وحلفاء له ايضاً الا اذا حصل اي تطور مفاجىء قد يعيد ترسيم الحدود والتحالفات مجدداً وبشكل يعيد خلط اوراق الجميع .
وفي هذا كله لا تخفي اوساط قريبة من التيار الوطني الحر الالتزام بقرار رئاسي بالتهدئة التي تشمل ترييح الوضع في مجلس الوزراء بين وزراء امل والتيار، ولا تنفي ان يكون هناك محاولة لترتيب الوضع من جديد ضمن هذ السقف وفي اطار خطة عمل جديدة تقلب الصفحة السوداء مع الحلفاء وبدون ان تؤول بالضرورة الى التحالف الانتخابي الحتمي مع حركة امل .وانما بحسب الاوساط لا يمكن تحديد موعد لمصافحة او مصالحة يمكن ان تحصل في اي وقت ولكن في اسوأ الحالات يبقى عامل الوقت هو العلاج الطبيعي لمثل هذه الحالة لقدرته على مداواة الجرح العميق الذي اصاب العلاقة .

  • شارك الخبر