hit counter script

الحدث - غاصب المختار

المواجهة الاقليمية الى تراجع... ولبنان خارجها

الإثنين ١٥ شباط ٢٠١٨ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

فتحت المواجهة العسكرية الجوية يوم السبت الماضي، بين سوريا واسرائيل باب المخاوف والتكهنات من تصعيد عسكري اقليمي اضافي واسع، يتجاوز الخطوط المرسومة للحرب الدولية الجارية في سوريا، ويطال في يومياته ونتائجه الميدانية دول اخرى ومنها لبنان، لكن سرعان ما اسفر التدخل الاميركي – الروسي عن تراجع التصعيد لحسابات تتجاوز اسرائيل وسوريا، لتتعلق بحسابات الدول الكبرى التي تحرك الوضع في الشرق الاوسط، علماً ان الجانب الاميركي دخل طرفا لمنع التوتر ايضا بين لبنان واسرائيل على خلفية بناء الجدار الاسمنتي عند الحدود والكلام الاسرائيلي عن ملكية "بلوك النفط رقم 9" في البحر .

المواجهة الجوية الاخيرة جاءت من خارج السياق المرسوم في سوريا برأي وزير لبناني معني، واصابة الصواريخ السورية للطائرة الاسرائيلية المُغيرة كان من ضمن قرار سوري بمواجهة اي غارات اسرائيلية، سبق واتخذته دمشق ونفذته قبل اشهر، حتى ان سقوط بعض بقايا الصواريخ السورية في الاراضي اللبنانية والاردنية هو امر طبيعي، وكل ذلك نظرا لكثافة الصواريخ التي اطلقتها سوريا هذه المرة ما ادى الى صعوبة تلافيها فأُسقِطتْ الطائرة الاسرائيلية.
لكن لبنان لم يكن متفرجا على هذه المعركة، خاصة ان شظاياها طالت اراضيه، وهو استنفر جيشه عند الحدود بوضع متابعة ومراقبة، كذلك الامر بالنسبة لـ"حزب الله"، إلا ان اسرائيل لم تكن بوارد مزيد من التصعيد بعد التوتر الذي حصل خلال الايام الماضية بسبب بناء الجدار، وعدم سكوت لبنان على هذا الخرق للقرار 1701، عدا عن انه تقدم مؤخراً باكثر من شكوى الى مجلس الامن الدولي بسبب هذا الخرق وبسبب استخدام الاجواء اللبنانية للعدوان على سوريا.
ويبدو ان رسائل المواجهة الحادة اللبنانية والسورية والاستعداد للمضي فيها، دفعت اسرائيل الى التراجع، وثمة توقعات بأن توقف بناء الجدار الاسمنتي، خاصة بعد التوتر الخطير الذي حصل يوم السبت مع سوريا، وادى الى تهديد مستوطنات الشمال ونزول المستوطنين الى الملاجيء، خشية تصعيد المواجهة اكثر لتشمل الجانب اللبناني من الحدود وهو امر لم تستعد له اسرائيل جيداً.
ومع ذلك بقيت المخاوف قائمة من استمرار المواجهة العسكرية لاحقا بين اسرائيل مدعومة من اميركا، وبين المحور الايراني - السوري بدعم روسي، لأن خريطة الصراع في سوريا تتغير لمصلحة الاخير، وبخاصة بعد الفشل التركي في حصد نتائج سريعة من حربه على الاكراد في عفرين. لكن من الصعب ان يتضح حاليا شكل المواجهة المقبلة المرتقبة، لاسيما مع التوجه الاسرائيلي المباشر لفتح مواجهة مع ايران في سوريا بحجة ارسال ايران طائرات من دون طيار الى داخل اراضي فلسطين المحتلة.
لكن توقعات الوزير المعني تفيد أن لبنان سيبقى بمنأى عن التصعيد الاقليمي، ليس نتيجة التدخل الاميركي فقط، بل نتيجة الطلب الاسرائيلي الرسمي من اميركا وروسيا وقف التدهور ومنع امتداده، لأن الجبهة الاسرائيلية الداخلية ليست مهيأة ابداً لحرب ولو محدودة غير محسوبة النتائج والمسار. ولأن لبنان لم يعد متروكاً دولياً، عدا عن امتلاكه عناصر القوة لمواجهة اسرائيل. لذلك أعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي عصر السبت: "ان العملية انتهت بالنسبة لنا".

  • شارك الخبر