hit counter script

خاص - أنطوان غطاس صعب

رسائل ساترفيلد المتطايرة...

الجمعة ١٥ شباط ٢٠١٨ - 06:01

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم تأتِ زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد إلى لبنان عن عبث، بل ثمة معلومات تشير إليها مصادر دبلوماسية متابعة لهذه الزيارة إلى أنها جاءت على خلفية التهديدات الإسرائيلية الجدية للبنان وفي ظلّ معلومات عن حصول عمل عسكري عدواني على الأراضي اللبنانية في الربيع المقبل، إضافةً إلى التهديدات المستمرة من وزراء العدو ولا سيما ما أثير حول البلوك 9 الذي أيضًا يعتبر تعديًا فاضحًا على السيادة اللبنانية، من هذا المنطلق جاءت الزيارة الخاطفة لساترفيلد الذي سبق وكان سفيرًا في لبنان وهو على بيّنة واضحة من الملف اللبناني وثمة صداقات تجمعه مع معظم المسؤولين اللبنانيين ويتواصل معهم منذ مغادرته لبنان.
وفي هذا السياق، علم أن ساترفيلد أكّد على النوايا الإسرائيلية وأن الأمور ليست مزحة أو مجرد تهديدات، لكن الولايات المتحدة الأميركية والتي تدعم الجيش اللبناني وتطور بنيته العسكرية من خلال سلاح نوعي، تسعى ليكون هذا الجيش وحده إلى القوى الأمنية الشرعية الأخرى من يحفظون الأمن في لبنان وفي كل المناطق، كذلك أن واشنطن مستمرة في دعمها لاستقرار لبنان وذلك خط أحمر منذ اندلاع الحرب في سوريا إذ لعبت دورًا محوريًا في مواصلة هذا الدعم على الرغم من الحروب المحيطة به إلى تواصلها مع دول إقليمية وعواصم القرار وسائر المعنيين بالملف اللبناني للتأكيد على أن لا حرب في لبنان ومن غير المسموح إهتزاز الإستقرار في هذا البلد خصوصًا مع وجود أكثر من مليون ونصف نازح فيه.
من هذا المنطلق، تشير الإجواء المحيطة بزيارة الموفد الأميركي إلى أنه أكّد بأن الإدارة الأميركية تقوم بإتصالات مع إسرائيل من أجل عدم القيام بأي مغامرة جديدة في لبنان، ولكن واشنطن مستمرة في كل ما يتطلب من عقوبات وإجراءات بحق حزب الله وكل التنظيمات التي تعتبرها وفق تصنيفها إرهابية. وتمنى ساترفيلد على الذين إلتقاهم بأن يكون لهم دور فاعل ولا سيما للدولة والحكومة للخروج من سيطرة حزب الله بمعنى ظهر جليًا أن ساترفيلد حذّر الجميع من مواصلة حزب الله في بناء منظومته العسكرية وبالتالي تلك مطالب إسرائيل وأيضًا واشنطن على الرغم من أن ساترفيلد يعلم مدى الظروف المحيطة بلبنان إقليميًا وخصوصية هذا البلد، لذلك تعتبر الزيارة بمثابة تحذيرات أميركية ليست بالجديدة إنما ما رشّح من أمر أساسي فهو يتمثل بمواصلة المجتمع الدولي دعمه لاستقرار لبنان.

  • شارك الخبر