hit counter script

الحدث - مروى غاوي

باسيل... الوزير المشاغب والمثير للجدل

الأربعاء ١٥ شباط ٢٠١٨ - 06:05

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

مؤخرا قفز الوزير جبران باسيل الى اعلى القائمة للسياسيين الاكثر متابعة وجدلاً على الساحة السياسية والدولية، كاد الرجل ان يسرق الوهج من بعبدا ومن السراي ومن كل المواقع الكبيرة في الجمهورية بعدما تسلل الى حياة اللبنانيين وقلب الروتين السياسي بمواقفه النارية المتدحرجة التي قاربت تفجير ازمة على مستوى الوطن بعدما لامس باسيل المحظور عليه من السياسيين ومن المواقف.

"قال"... "فعل باسيل"... فيديو من البترون وموقف للماغازين كانا كافيان لتحويل الرجل الى مشاغب حقيقي مثير للجدل "دوَخ" السفراء في مهمة البحث المستحيل وهم يجمعون الاجوبة ويحاولون عبثاً استقصاء خلفيات ما يريد والى اين سيصل.
 في حديثه الى المجلة الفرنسية نسي باسيل نفسه بانه رئيس التيار الوطني الحر فعبر عن موقف من حزب الله لا ينتمي اليه قبل ان يتدارك انه الحليف الثابت لحزب الله من 12 عاماً، وفي محمرش البترونية بلغ به الحماس الانتخابي الى ارتكاب ما يشبه الخطيئة بحق رئيس المجلس فولعت بين أمل والتيار ولم تنطفىء بعد.
وفي الحالتين او الموقفين كثرت التفسيرات والتحليلات من دون ان يتمكن احد بعد من فك اللغز الباسيلي وما سعى اليه باسيل بالتصعيد الاخير ضد حلفائه من الخط نفسه، فمن يعرف باسيل عن كثب يدرك انه ليس شخصاً متهوراً وانه يحسب جيداً خطواته ولديه جيش من المستشارين وفريق عمل كبير ينسق معه، ولكن القرار يبقى له فعشرين مستشاراً بحسب معارفه لا يمكنهم اللحاق به، ومن هنا فما قاله لا يمكن ان يكون زلة لسان او هفوة او حماسة في غير محلها وسياقها الصحيح.
من جهة اخرى، فان باسيل القادر على مراقبة كل شيىء من حوله وتدارك اي موقف بسرعة لم تغفله بالمؤكد في ندوة البترون ان من بين الحضور احزاب معارضة وعشرات الناس الذين يمكنهم التقاط كلامه بالصوت والصورة. لكنه ربما تقصد ان تصل الرسالة في تكتيك انتخابي واضح يهدف الى ما بعد الانتخابات الى معركة الرئاسة، وهكذا تمكن من شد العصب المسيحي وصار الرقم الاول مسيحياً برأي مناصريه بعد اندلاع المواجهة كما صار الرئيس بري الرقم الاول شيعياً.
الفرضية الثانية تتحدث عن تموضع ساسي جديد يسعى اليه التيار الوطني الحر الى جانب رئيس الحكومة يحضر للانتخابات وللمرحلة التي تليها، وعن ان رئيس التيار تقصد توجيه رسالة الى حزب الله كان القصد منها صدمة ايجابية للحليف في المقاومة لتذكيره بان التيار الوطني الحر وقف الى جانبه في حرب تموز عندما تعرض حزب الله للعزل والهجوم من المجتمع الدولي، وبان الحزب لم يسلف التيار كثيراً في المعركة مع بري بل اصطف الى جانبه وحده، فجرت محاولة الضغط على حزب الله بالموقف قبل ان يتم تدارك الوضع ببيان توضيحي.
الروايات قد تتناقض في تفسير الخطوات الباسيلية والهدف الذي سعى اليه وزير الخارجية، لكن كلام باسيل احدث بدون شك ثورة داخلية فجرى لقاء بعبدا على وقعه وتصالح الرؤساء وعادت الحياة السياسية الى الانتظام مجدداً بعد المعالجة السحرية لرئيس الجمهورية، ولكن كلام رئيس التيار وتصريحاته لا تزال حاضرة وتتردد في الصالونات السياسية، فالوزير باسيل لا يخطىء كثيراً وهو ليس طارئاً او جديداً على المنابر او الاعلام ليرتكب الاخطاء، ويدرك ايضاً ان كل ما يقوله يحسب على رئيس الجمهورية، وانه وزير الخارجية المفترض ان يكون كلامه ديبوماسياً وهادئاً، ولكن الرجل بحسب كثرين يدرك فعلاً ما هو فاعل وما يخطط للمستقبل.
استطاع باسيل بدهائه غير التقليدي ونشاطه المفرط ان يتربع قبل ان يبلغ الـ44 من عمره على رأس التيار الوطني الحر الحزب المسيحي الذي قاسى كثيراً قبل ان يتمكن من العودة الى السلطة فبات له رئيس للجمهورية ووزراء وتكتل نيابي كبير واصبح التيار شريكاً اساسياً ومقررا في الحكم، وتنقل باسيل بين الوزارات الاساسية التي كانت توكل اليه "محروقة" حتى يحولها الى وزارة يرغب بها ويتنازع عليها الجميع من الاتصالات الى الطاقة فوزارة الخارجية.
جبران باسيل لا يملك تاريخاً سياسياً طويلاً لكن مسيرته السياسية في السنوات الاخيرة حافلة واكبر من حجمه ولا تتسع لانجازاته في الوزارات التي شغلها يملك باسيل فائضاً من القوة قد لا يملكه آخرون فهو صاحب الرقم القياسي بعدد المؤتمرات الصحافية والمواقف، ويستطيع وصل ليله بنهاره بدون ان يتعب او ينهار، في ازمة الحريري في الرياض خاض باسيل معركة الرئاسة لاسترجاع الحريري دولياً وفي ازمة المرسوم والمواجهة التي تلتها استحق فعلا وعن جدارة لقب الوزير المشاغب والمثير للجدل، والسؤال اليوم في سياق عملية تنظيم الخلافات الداخلية بين الرئاسات عن موقع التيار الوطني الحر ورئيسه فهل يكون ثمة توزيع ادوار بين رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، ام يعود رئيس التيار لينضبط تحت سقف التفاهمات السياسية التي يتم التجديد لها؟
 

  • شارك الخبر