hit counter script

الحدث - جوزف قصيفي

الأجهزة اللبنانية والإجهاز على الإرهاب: أمن لبنان فوق كل اعتبار

الأربعاء ١٥ شباط ٢٠١٨ - 06:01

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

جوزف قصيفي

الاجهزة الامنية اللبنانية من مخابرات الجيش، الامن العام وشعبة المعلومات، عين ساهرة لا تنام. لان الانتصارات الكبيرة التي حققتها على الارهاب، وكانت ذروتها في عرسال وجرود القاع ورأس بعلبك على يد وحدات من الجيش، لا تعني بالضرورة النوم على حرير والاطمئنان ان هذا الخطر قد انطوى الى غير رجعة. بل على العكس من ذلك، فان التقارير تتحدث عن وجود "ذئاب منفردة" وشاردة في غير منطقة من لبنان، تسللت اليها من انحاء متفرقة في سوريا على اثر الضربات القاسية التي اوقعها النظام وحلفاؤه بتنظيم "الدولة الاسلامية" واخواتها، وبعضها جاء من العراق بعد الهزيمة التي لحقت بهذا التنظيم في بلاد الرافدين.

هذه "الذئاب" المتربصة هي لبنانية وفلسطينية نفرت "للجهاد" الى جانب التنظيمات التكفيرية في فترات متقطعة، وهي اليوم تحاول العودة من حيث أتت لتتشكل في خلايا نائمة تعهد اليها مهمات مستقبلية، او محاولة التخفي بغية ترتيب امرها تمهيدا لاستئناف حياتها الطبيعية، واذا فشلت في ذلك، فهي ترى ان القاء القبض عليها وزجها في السجن لسنوات معدودة، اذا لم يكن في سجلها ما يستوجب اصدار احكام صارمة، افضل من ان تواجه قدرها المحتم: القتل من دون اي مردود.
وفي مطلق الاحوال، فان الاجهزة الامنية اللبنانية ستواصل استئصال شأفة هؤلاء وتجفيف منابعهم، والحؤول دون تشكيلهم اي خطر. ولن تتوقف، وذلك بسبب هشاشة الوضع السياسي، والتجاذبات المرتبطة بالانتخابات، والسجالات الحامية التي يمكن ان تشكل ثغرة ينفذ منها من يسعى الى ضرب الاستقرار من خلال استغلال هؤلاء بصورة مباشرة او غير مباشرة. يضاف الى ذلك ما يرشح من معلومات شبه مؤكدة عن عودة "الموساد" الذي عاد الى تحريك خلايا نائمة في الداخل لاستهداف المقاومة بشقيها اللبناني والفلسطيني، وهذا ما تؤشر اليه صراحة عملية التفجير التي طاولت "كادرا" حمساويا في صيدا، وهي عملية مركبة تعاونت عليها عناصر من الداخل والخارج. على ان سرعة تحرك مخابرات الجيش اللبناني في باب التبانه بطرابلس، كان رسالة واضحة بان الاجهزة اللبنانية تحصي على الارهابيين انفاسهم، وانهم تجت المجهر.
ان مكافحة الارهاب هي عملية مستمرة. هذا ما اكده في غير مناسبة قائد الجيش العماد جوزاف عون والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، وذلك بدعم مباشر من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. ولن يكون متاحا للارهابيين ومشغليهم ان يفرضوا ايقاعهم على لبنان والافادة من التجاذبات السياسية القائمة.
والمعلومات المتوافرة تؤكد ان العمليات الاستباقية والروتينية لهذه الاجهزة ستتصاعد في المرحلة المقبلة، وسيلاحظ اللبنانيون ان اخبار تفكيك الشبكات التخريبية ستتوالى في طالع الايام، على نحو يعزز ثقتهم بان الامن ممسوك ومتماسك، على الرغم من بعض الانتكاسات المحددودة التى جرى احتواؤها بفضل وعي المسؤولين والقيادات السياسية والامنية التي اتفقت على ان الامن هو خط احمر يحظر المساس به وتجاوزه تحت اي عنوان او ذريعة .
ان الاجهزة الامنية اللبنانية ستعمل على تهيئة الارضية الآمنة لاجراء الانتخابات النيابية بسلاسة وفي جو من الهدوء الذي يسمح بعبور هذا الاستحقاق المفصلي دون اي عقبات ،وتوفير المناخات السليمة التي تساعد على انجازه بنجاح، على غرار الانتخابات السابقة التي مرت من دون "ضربة كف واحدة".
ان وقائع الامس غير البعيد، اظهرت وعي اللبنانيين وحرصهم على السلم الاهلي الذي يعتبرونه من الثوابت الوطنية، بعدما خبروا، عن كثب، اهوال الحرب وتداعياتها على غير صعيد. ويكون شعار المرحلة المقبلة "امن لبنان فوق كل اعتبار" وهو شعار جامع لن يفرطوا به مهما تعددت خياراتهم السياسية.
 

  • شارك الخبر