hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - جورج غرّة

أسقطوا عهد ميشال عون!

الإثنين ١٥ شباط ٢٠١٨ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

فور إنتخابه رئيسا للجمهورية أعلن العماد ميشال عون ان عهده ينطلق بعد إجراء الإنتخابات النيابية، كما اعلن في حينه ان الحكومة التي جرى تشكيلها بعد إشكالات ومناكفات ليست حكومة العهد، بل ان الحكومة التي ستجاري العهد ستأتي بعد الانتخابات النيابية.

وفي حينها، أعلن الرئيس نبيه بري في مجالسه انه لم ينتخب عون لأنه لا يعترف بمجلس النواب لان المجلس مدد لنفسه مرتين، وأسرَّ للمقربين منه أنه غير راض. زخم العهد لا يزال قويا والجميع يتحلق حول الرئيس القوي، والرئيس عون لا يقبل تقييم عهده اليوم بالرغم من الانجازات التي حققها سريعا بصلاحياته الرئاسية التي لم يسمع بها اللبنانيون يوما، لأن رؤساء ما بعد الطائف كانوا معينين وليسوا منتخبين وكان من الممنوع عليهم إستعمال صلاحية واحدة من صلاحيتهم، بل دورهم كان "إستقبل وودع".

ففي سنة من عهد ميشال عون حصل الكثير ولكن هذا الكثير لا يرضي عون، من فتح ملف النازحين ومعارك الجرود وقانون الانتخابات النيابية، وشكوى لبنان ضد اسرائيل في مجلس الامن، وسلسلة الرتب والرواتب، والموازنة العامة بعد 11 عاما، والتعيينات الامنية والقضائية والوظيفية والديبلوماسية، وتعطيل الرئيس لعمل المجلس بصلاحياته، والقتال على كل الجبهات لحل أزمة رئيس حكومة كل لبنان في السعودية، وأمور اخرى دقيقة جدا تولاها الرئيس شخصيا.
لماذا يريدون إسقاط عهد ميشال عون و"التقويص" عليه يوميا والدعوة لذلك؟ فالرئيس حدد مهلة انطلاق عهده وهو كان يريد انتخابات نيابية فورية حتى لا يحصل ما يرتكب اليوم من هجمات عن سابق إصرار وتصميم.

في الماضي قبل الطائف كان المسيحي القوي يصل الى رئاسة الجمهورية، ويطلق عهده بقوة وزخم، اما بعد الحرب وبعد الرئيس الشهيد بشير الجميل لم يصل اي مسيحي قوي الى السلطة، لأن القرار المسيحي سلب بإبعاد الرئيس امين الجميل والرئيس ميشال عون عن لبنان واعتقال الدكتور سمير جعجع، كل واحد منهم بطريقة ووسيلة ما، أما اليوم فعهد الوصاية وعهد الإستقواء إنهار، ولا خوف حتى من السلاح، فمقابل الرجال تبين أن في البلد رجال.
المسيحيون ممنوعون من الحكم، هذا ما يقال في الصالونات وهم لا يزالون يشعرون بالغبن، والمظاهر الميلشياوية التي ظهرت في الأيام الماضية خير دليل على سياسة الإستقواء عليهم، ولكنهم لا يزالون يسعون للعيش مع الجميع مناصفة، والبعض لا يتقبل فكرة عودتهم الى الحكم برئيس قوي وقرار قوي وان يكون لهم ممثلين في الحكومات يقررون ويحركون.

العهد فعلا سينطلق بعد الانتخابات وبزخم اكبر مما انطلق منذ عام ونيف، وما يحضر داخل جدران قصر بعبدا لا يعرفه سوى عون والفريق الخاص جدا المحيط به، فللرئيس صلاحيات وهذه الصلاحيات سيستعملها من دون خوف ولا قلق لأن هناك شعباً خلفه يسند ظهره إليه ويتحرك.
 

  • شارك الخبر