hit counter script

الحدث - ليبانون فايلز

ما حصل أمس يقول: بئس هذا الوطن!

الثلاثاء ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم تكن الاحداث التي عصفت في العاصمة بيروت بين حركة أمل والتيار الوطني الحر بنت ساعتها. القصة ليست قصة رمانة بل قلوب مليانة. تعود الازمة بين التيار الوطني الحر وحركة امل الى سنوات خلت. فبعد أن وقّع التيار الوطني الحرّ تفاهمه مع حزب الله في العام 2006، اقتصر هذا التفاهم على حزب الله دون ان يجرّ معه حركة أمل المتمردة على التيار.

لم يجمع التيار وحركة أمل رابط يوماً، حتى في عزّ التحالف الذي سبق انتخابات العام 2009، حيث توحدت 8 آذار بتحالف مع التيار الوطني الحر، ولم تكن العلاقة بين التيار وأمل على احسن حال بل اعترضها مد وجزر، وشابها الكثير من الشوائب.
حزب الله الذي شكل جسر عبور وتلاق بين التيار وأمل فشل بالامس عبر وسيطه وفيق صفا بلملمة الوضع، فالبعض عزا كلام باسيل بأنه مقصود ليصل الى بري.
وبري المتمرد على ميشال عون، رفض الاقتراع له بالانتخابات الرئاسية ودعم سليمان فرنجية في معركته الرئاسية كي لا يصل عون الى الرئاسة، ولم يوافق على مرسوم الاقدمية، ولم يوافق عون يوما ولا باسيل يوما في قراراتهما ومواقفهما.
فمراسيم النفط ومرسوم ترقية الضباط وغيرها، امور خلافية تنمّ عن تردّي العلاقة بين الطرفين والأوضاع المتلبسة بينهما التي لطالما شابت العلاقة بين التيار وحركة أمل.
لم تكن مشهدية يوم امس إلا مشهد آخر مما يمكن ان يحصل في لبنان في حال سقط السلم الاهلي، او سقطت المظلة الدولية التي تحمي لبنان. فهذا البلد الصغير يقف على حافة المذهبية والطائفية من الزواج المدني والتوازن المذهبي، الى توظيفات الفئة الرابعة واقدميات الضباط واللامركزية الادارية والتنقيب عن النفط وبواخر الكهرباء والاستراتيجية الدفاعية والانتخابات النيابية وافلام السينما... حتى لقمة العيش.
كل موضوع يمكن ان يكون حجة يوماً ما لاشعال الوضع الامني او العودة بعقارب الساعة الى ما قبل 13 تشرين من العام 1990.
فكل موضوع يثار يمكن ان يكون مادة خلافية تؤدي بالبلد الى حافة الهاوية، فكم بالحري عندما تتراكم المشكلات، مشكلة تلو الاخرى، بين طرفين اعتادا الا يتوافقا على قضية، او مشروع، او فكرة، او قانون يوماً، بل اعتادا على الخلاف، ورأيناه يوم أمس بغض النظر عن المسببات والنتائج، لا يمكن وصفه إلاّ بوضعية مهترئة وصل إليها وطننا لبنان، فالإحتكام إلى الشارع كارثة، وعدم احترام الآخر كارثة، ولو حصل ما حصل أمس في العام 1974 لكان أدى حكماً إلى حرب ال 75 ، وكأننا لم نتعلم من تجاربنا السابقة ولم نتعلم مما حل بنا من ويلات ومصائب وبؤس وكوارث وديون وقتل جماعي ومذهبي وطائفي، وكأننا لم نعرف أن الحرب أولها كلام واحتكام للشارع.
لن أبرّئ أحداً، ولن أخطِئ أحداً، ولكنني سأخطئ الطرفين لأنهما لم يضعا للخلاف حدوداً. إنّه لبنان بمشهديته السيئة يوم أمس، كلٌّ عرض عضلاته على الآخر. لم أتوقّع من التيار الوطني الحرّ إلاّ الدفاع عن مركزه ولم أتوقّع من أنصار حركة أمل إلاّ الدفاع عن رئيسهم، ولم أتوقّع من الشعب اللبناني إلاّ البكاء والذهول والخوف، الخوف على المصير والمستقبل، في بلد ينخره الفقر وتنخره الديون ويحيط به الدمار من كل حدب وصوب، وتنخره مجاعة النازحين واللاجئين على أرضه، وتنخره السياسات المهترئة والعناوين الفضفاضة والزائفة. بلد ملؤه الشائعات ومضمونه فاسق مقرف منحلّ لا يتسم بالحقيقة ولو لمرّة واحدة.
اتركوا لبنان يعيش! لن ندافع عن أحد ولن نقف إلى جانب أحد، دعوا خلافاتكم في السياسة في غرفكم المغلقة واتركونا نحن اللبنانيين نعيش بسلام. بئس هذا الوطن.

  • شارك الخبر