hit counter script

قمة لبنانية المانية وتشديد على مشاركة ألمانيا في مؤتمرات دعم لبنان

الإثنين ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 21:46

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

توافق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس جمهورية المانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينمايرعلى "ضرورة ايجاد حل سياسي للأزمة السورية الراهنة، كما على اهمية مشاركة المانيا في المؤتمرات الثلاثة التي سوف تعقد في روما وبروكسيل وباريس لدعم لبنان".واكد الرئيس عون "الدعم الذي يمكن أن تقدمه المانيا لنجاحها، و"الذي سيسهم بلا شك في توطيد الاستقرار والأمن والسلام في وطننا".

وإذ اشار رئيس الجمهورية الى "ضرورة تبلور حلول سلمية توقف دوامة العنف والحروب والارهاب التي اشتعلت في العديد من الدول العربية، فإنه لفت الى الأعباء التي يتحملها لبنان نتيجة النزوح السوري كما اللجوء الفلسطيني"، مؤكدا ان "مواجهة هذه الاعباء مسؤولية دولية مشتركة، ويجب العمل سريعا على وضع حد لمعاناة النازحين، وتأمين عودة آمنه لهم الى بلادهم".
وشدد الرئيس عون من جهة ثانية، على اهمية "التعاون الدولي في المواجهة مع الارهابيين، فكرا وتنظيما، حيث يشكل لبنان جزءا من الجهود الدولية الرامية الى القضاء على الارهاب"، مؤكدا في الوقت نفسه "ضرورة وقوف ألمانيا الى جانب لبنان في وجه الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة عليه"، مشددا على "اهمية الالتزام بتطبيق القرار الدولي رقم 1701 بكل مندرجاته".

من جهته، اكد الرئيس شتاينماير "ان للبنان كل الحق ان يكون فخورا بما حققه من تعايش بين عدد كبير من المجموعات السكانية المختلفة ومن كل الاديان، وهو امر يعد نموذجيا بالنسبة للمنطقة بأسرها، في ظل تراجع هذا المفهوم في دول اخرى".

وإذ أكد أن "المانيا تهتم في الحفاظ على التعددية والاستقرار في لبنان، فإنه اعتبر أن ذلك من صميم مصلحة بلاده"، مشددا على "دعم الاجراءات الامنية في لبنان عبر مشاركة بلاده في قوات "اليونيفيل".

وعن دور المانيا في امكان ردع اسرائيل من التقدم نحو النقاط المتنازع عليها على "الخط الازرق"، شدد الرئيس الالماني على انه تبلغ من الرئيس عون عن هذه المعطيات التي تعتبر في اوجه منها خطيرة. مؤكدا أن "لا مصلحة لاحد في زيادة صعوبة الوضع الحالي او اعتماد التصعيد في الوقت الراهن".

مواقف الرئيسين عون وشتاينماير جاءت خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي اعقب محادثاتهما الموسعة في القصر الجمهوري قبل ظهر اليوم.

الاستقبال الرسمي
وكان الرئيس الالماني الذي وصل وقرينته السيدة إلكه بدنبندر الى بيروت عند الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم في مستهل زيارة رسمية تستمر حتى الاربعاء المقبل، قد وصلا الى القصر الجمهوري في بعبدا عند الساعة الخامسة الا ربع حيث استقبلهما الرئيس عون واللبنانية الاولى عند مدخل البهو الداخلي قبل ان تقام للرئيس الالماني مراسم الاستقبال الرسمي ويتوجها الى المنصة الرئيسية. وبعد عزف النشيد الوطني الالماني ورفع العلم الالماني، عزف النشيد الوطني اللبناني قبل ان يحيي الرئيس الضيف العلم اللبناني. ثم عرض الرئيسان عون وشتاينماير حرس الشرف، وصافح الرئيس الضيف الوفد اللبناني المشارك في المحادثات الذي ضم: وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، رئيس بعثة الشرف الوزير المرافق وزير الثقافة غطاس خوري، سفير لبنان لدى المانيا مصطفى اديب، مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، المستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية السيدة ميراي عون الهاشم، مستشارو رئيس الجمهورية السفير شربل وهبة والاستاذ جان عزيز ومدير الاعلام في القصر الجمهوري رفيق شلالا.

ثم صافح الرئيس عون اعضاء الوفد الالماني المرافق وهم: سفير المانيا لدى لبنان مارتن هوث، مدير الشؤون الخارجية في مكتب الرئاسة الالمانية د.توماس باغرDr.THOMAS BAGGERالناطقة باسم الرئاسة السيدة أنا انغيلكه ANNA ENGELKE المدير الاقليمي لشؤون الشرق الادنى والاوسط والمغرب العربي في وزارة الخارجية السيد فيليب اكرمان PHILIPP ACKERMAN ، مديرة مكتب الرئيس السيدة ناتالي كوتير NATHALIE KAUTHER والمديرة في مكتب الرئاسة الفدرالية السيدة انكا فيلدهوسين ANKA FELDHUSEN.
محادثات ثنائية ثم موسّعة

بعد ذلك، توجه الرئيسان عون وشتاينماير الى صالون السفراء حيث عقدا لقاء ثنائيا انضم في نهايته اعضاء الوفدين في محادثات موسعة تناولت مختلف المواضيع ذات الاهتمام المشترك. وقد رحب الرئيس عون خلال المحادثات بالرئيس الالماني شاكرا له تلبية الدعوة، ليكون اول رئيس الماني يزور لبنان منذ 120 سنة. ورد الرئيس الضيف شاكرا الرئيس عون على دعوته، ثم تطرق الرئيسان الى المواضيع ذات الاهتمام المشترك خصوصاً في مجال التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ودور المانيا في دعم المؤتمرات الثلاثة التي سوف تعقد في روما وبروكسيل وباريس حيث أكد الرئيس الالماني مشاركة بلاده في هذه المؤتمرات لدعم لبنان. وتناول البحث أيضا الاوضاع الاقليمية والدولية والوضع في سوريا ومعاناة النازحين السوريين في لبنان والدول التي نزحوا اليها. كذلك تطرق البحث الى ازمة الشرق الاوسط والقضية الفلسطينية والقرار الاميركي باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل. واطلع الرئيس عون الرئيس الالماني على استمرار الانتهاكات الاسرائيلية للقرار 1701 وآخرها محاولة اقامة الجدار الاسمنتي على الحدود الجنوبية والتحرك الذي بدأه لبنان لمواجهة هذا الاعتداء على السيادة اللبنانية.

وشكر الرئيس عون الرئيس الالماني على مشاركة البحرية الالمانية في القوة البحرية العاملة ضمن "اليونيفيل" وعلى الدور الذي تقوم به لتطبيق القرارات الدولية والمحافظة على الاستقرار والسلام. وتوافق الرئيسان اللبناني والالماني لجهة ضرورة ايجاد حل سياسي للأزمة السورية الراهنة، كما تطرق البحث ايضا الى مطالبة لبنان بأن يكون مركزا لحوار الاديان والحضارات.

كلمة الرئيس عون
وبعد انتهاء المحادثات، انتقل الرئيسان عون وشتاينماير الى صالون 22 تشرين الثاني حيث عقدا مؤتمرا صحافيا استهله الرئيس عون بالكلمة الآتية:
"فخامة الرئيس، سررت اليوم باللقاء بكم، في مستهل زيارتكم الرسمية الى لبنان، حيث أجرينا محادثات ثنائية وموسعة جيدة وبناءة، منسجمة مع علاقات الصداقة المتينة التي تربط بلدينا. وأود ان أشارككم بداية، مدى التقدير الذي يكنه اللبنانيون للشعب الالماني، ونجاحه في التحول إلى قوة اقتصادية وثقافية وحضارية رائدة ومتقدمة على الساحة الدولية.

شكل اللقاء مع فخامة الرئيس شتاينماير، مناسبة للبحث في الإمكانات التي تحملها العلاقات الثنائية بين بلدينا، وسبل تطويرها وتعزيزها، لاسيما على الصعد الاقتصادية، والمالية، والثقافية. فألمانيا تشكل قوة اقتصادية حيوية، نسعى إلى تعزيز تعاوننا معها، فيما يشكل لبنان، بوابة تبادل حضاري وثقافي وسياسي في حوض البحر المتوسط.

وتطرقنا في خلال المحادثات الى مشاركة المانيا في ثلاثة مؤتمرات مهمة ينتظرها لبنان قريبا، ويجري لها كل التحضيرات اللازمة، وهي : مؤتمر روما-2 لدعم الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية ، ومؤتمر الأرزcedreالذي ينعقد في باريس لدعم الاقتصاد اللبناني، ومؤتمر بروكسيل للدول المضيفة للنازحين السوريين، بمشاركة الدول المانحة. وشددت في هذا السياق على الأهمية التي يوليها لبنان لمشاركة ألمانيا، والدعم الذي يمكن أن تقدمه لنجاحها، والذي سيسهم بلا شك في توطيد الاستقرار والأمن والسلام في وطننا.

وأجرينا كذلك جولة أفق في الأوضاع والتطورات الإقليمية. وكان هناك تركيز على ضرورة تبلور حلول سلمية، توقف دوامة العنف والحروب والارهاب التي اشتعلت في العديد من الدول العربية، مهددة استقرارها ووحدتها، وانتقلت شظاياها حتى الى ارجاء مختلفة من العالم. واستعرضنا معا ملف النازحين السوريين الشائك، فأطلعت فخامة الرئيس على الأعباء التي يتحملها لبنان نتيجة وجود اكثر من مليون و800 الف نازح على أراضيه منذ اندلاع الحرب في سوريا، التي تضاف الى ملف اللجوء الفلسطيني المزمن، وهو ما يولد انعكاسات اقتصادية، واجتماعية، وانسانية، وامنية، ترخي بثقلها على بلدنا، وتهدد مستقبل شعبنا، واستقرارنا الاجتماعي. واكدت امام فخامة الرئيس ان مواجهة اعباء النزوح السوري، هي مسؤولية دولية مشتركة، ويجب العمل سريعاً على وضع حد لمعاناة النازحين، وتأمين عودة آمنه لهم الى بلادهم.

وفي شأن مرتبط، تناولت المحادثات ملف الأمن ومكافحة الارهاب، فكانت مناسبة لعرض ما حققه لبنان في هذا المجال، ونجاحه في ضبط وتفكيك عشرات الشبكات والخلايا الارهابية، اضافة الى المواجهة العسكرية الناجحة والحاسمة التي خاضها الجيش اللبناني الخريف الماضي ضد الارهابيين في جرود البقاع الشمالي. وركزنا على اهمية التعاون الدولي، في المواجهة مع الارهابيين، فكرا وتنظيما، حيث يشكل لبنان جزءا من الجهود الدولية الرامية الى القضاء على الارهاب.

وفي ختام المحادثات، أكدت لفخامة الرئيس الالماني، ضرورة وقوف بلاده الى جانب لبنان في وجه الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة عليه، وشددت على اهمية الالتزام بتطبيق القرار الدولي رقم 1701 بكل مندرجاته.

فخامة الرئيس،
أجدد ترحيبي بكم وبالسيدة الاولى والوفد المرافق في لبنان، البلد الصديق لألمانيا. كما اجدد الرغبة بتطوير علاقات بلدينا الثنائية. إن بلدكم المحب للسلام والراعي لحقوق الانسان والقضايا الانسانية، هو خير حليف لوطننا، وقيمنا المشتركة هي خير ما يجمع شعبينا.
عشتم، عاشت المانيا، عاش لبنان."

كلمة الرئيس شتاينماير
ثم تحدث الرئيس شتاينماير فقال:"اشكركم فخامة الرئيس على هذه الكلمات والاستقبال الحافل. انا سعيد لوجودي مجددا في بيروت ولقائي بوجوه ودودة التقيتها في زياراتي السابقة الى بيروت، وانا مسرور خصوصا للقائي بكم مجددا، فخامة الرئيس، بعد لقاء اول بيننا منذ نحو 12 عاما ومنذ ذلك الحين تكررت الزيارات، ولم تكن الازمنة سهلة ابدا، ففي صيف عام 2006 مثلا كانت المواجهات العسكرية بين حزب الله واسرائيل لا تزال مستمرة. يسرني اليوم ان آتي في زمن تم فيه تجاوز ازمة حكومية داخل لبنان، وخلال تحضيراتي للزيارة، دهشت انني اول رئيس اتحادي الماني يقوم بزيارة رسمية الى لبنان، وهذا مدعاة سرور لي.

ان الحديث عن لبنان يعني ان نتحدث عن كل مكونات البلد، وللبنان كل الحق، فخامة الرئيس، ان يكون فخورا بما حققه من تعايش بين عدد كبير من المجموعات السكانية المختلفة ومن كل الاديان، وهو امر يعد نموذجيا بالنسبة للمنطقة بأسرها، في ظل تراجع هذا المفهوم في دول اخرى.

سيتاح لي غدا التحدث مع ممثلي جميع الطوائف في لبنان والاستماع الى وجهة نظرهم حول الاوضاع اللبنانية، وهذا سيسمح لي بتكوين صورة اوضح، وانا اتطلع بالفعل لهذا اللقاء. تحدثتم، فخامة الرئيس، عن النازحين السوريين الذين استقبلتموهم بحفاوة، ويتم تزويدهم بما يحتاجونه، واعبر عن تقديري الخاص جدا لهذه الخطوة. لقد تحدثنا معكم ومع عدد من الوزراء، عن تأثر المانيا بتبعات النزوح السوري منذ اعوام عدة، واتضح لنا بشكل اكبر كم ان التحديات الاقتصادية والاجتماعية هائلة بالنسبة الى لبنان بشكل خاص. نحن نعلم ذلك، وقد استخدمنا كل الامكانات الممكنة لنا لدعم لبنان في هذا المجال، وهذا ليس فقط من اجل النازحين ولكن ثلثي المساعدة الانمائية التي نقدمها للبنان، تصب في اسس بنيوية على غرار الانظمة المدرسية ومياه الشفة وغيرها، وهي امور لا يستفيد منها فقط النازحون فقط، بل جميع اللبنانيين. لم تقتصر مساعدتنا على الامور الانسانية والبنوية، ولكننا نهتم بالاستقرار داخل لبنان، ومن صميم مصلحتنا ان يتواصل هذا الاستقرار، وقد ساهمنا منذ البداية في دعم الاجراءات الامنية عبر مشاركتنا في قوات "اليونيفيل"، وسنزور غدا البارجة الالمانية التي ترسو في لبنان لمؤازرة هذه القوات.

اتطلع بشكل خاص لحديث غدا مع الطلاب اللبنانيين في الجامعة اللبنانية حول رؤيتهم للوضع في الشرق الاوسط، وارغب في معرفة نظرة جيل الشباب في لبنان على المديين القصير والمتوسط. وبالتالي، ان نظرتنا الى لبنان ليست محصورة فقط بموضوع اللاجئين ولكن المساهمة الثقافية للبنان في المنطقة كبيرة، وقد ادرجنا في برنامج الزيارة محطات اتطلع الى تحقيقها ومنها زيارة معرض الفن الحديث والمتحف الوطني، كدلالة على رغبتنا في التعمق بالتاريخ الحديث للبنان، وقد نزور ايضا المدينة القديمة في بيروت.

ان عقيلتي، فخامة الرئيس، قاضية في المانيا، وهي تتطلع لتلبية دعوة تلقتها من قاضيات لبنانيات لاجراء نقاش غدا، كما ستزور مدرسة تستقبل اطفالا لبنانيين ومن النازحين السوريين، ساهمت المانيا في تحسين ظروفها.

لقد تقصدت الكلام عن هذه المحاور، للقول ان زيارتنا تعكس تفهمنا للعبء الكبير الملقى على لبنان، ولكن تبقى المصلحة الكبيرة في الحفاظ على التعددية والاستقرار في لبنان، وسوف نتحدث خلال الزيارة عن القيم وما يقدمه هذا البلد للمنطقة في هذا السياق. انني اتطلع، فخامة الرئيس، لهذه الزيارة المتجددة كونها ليست الاولى بالنسبة الي، واشكركم على حسن الضيافة".

اسئلة الصحافيين
وردا على سؤال عن النازحين وتأثيره على لبنان والمنطقة، اكد الرئيس عون ان الدول المتعددة السكان تواجه صعوبات باستيعاب النازحين تختلف عن الدول التي لا تتمتع بمثل هذه الميزة، ولكن عبر الارادة الطيبة، يمكن تخطي الصعوبات.

واضاف:"ان المواطنين في لبنان ينتمون الى المذاهب المسيحية والاسلامية، وهم يتعايشون ويقومون بحل الخلاف بينهم، وهو امر طبيعي. ولدينا قدرة على الحوار، وهذا ما يساعد اللبناني على التأقلم مع ظروف كل الدول التي يتواجد فيها اكان في المانيا او فرنسا او اي بلد آخر في العالم."

اما الرئيس الالماني، فأوضح انه لا يعلم اي بلد يمكن ان يحذو حذو لبنان وان يحقق التعايش بين الاديان ومختلف المجموعات السكانية، "ولكن هذا ليس سببا للتشكيك بهذا النموذج المثالي. ونحن لا ننظر فقط الى المنطقة، بل ابعد من ذلك، لان اي محاولة في اي مكان في العالم لاحداث شرخ بين الاديان والشعوب وقمعها، لا يمكن ضمان الاستقرار فيه. من هنا يستحق التعلم من النماذج التي تضمن المشاركة السياسية والدينية للمجموعات السكانية المختلفة."

وسئل الرئيسان عون وشتاينماير عن اللاجئين السوريين، فأجاب الرئيس عون:" ان محاولات لبنان مع المجتمع الدولي لم تنجح حتى الآن في تحقيق اعادة آمنة للنازحين الى سوريا، حيث هناك حاليا مناطق آمنة مساحتها اكبر بكثير من مساحة لبنان، ومنها اراض زراعية يمكن العمل فيها. لقد عرض علينا السوريون عبر قنوات غير مباشرة وبالاعلام، استقبال النازحين، انما من خلال مفاوضات مباشرة خارج اطار الامم المتحدة، وهو ما لم نقبل به لغاية الآن. ان الامم المتحدة تنظر الى الامن في سوريا بشكل شامل على كامل الاراضي السورية، ولكن الواقع ان هناك مناطق آمنة بالفعل فيما هناك منطقتان غير آمنتين في ادلب والقنيطرة، وهما صغيرتان نسبة الى المساحة السورية. لذلك، نحاول التشديد على التركيز على المناطق الآمنة التي يمكنها استيعاب آلاف من النازحين في فترة زمنية قصيرة عبر وضع منازل مصنعة مثلا".

اما الرئيس شتاينماير، فقال ان "الرئيس الالماني لا يجب عليه التدخل في قوانين لم الشمل الاسرية، التي لا تزال حاليا مدار مفاوضات داخل الحكومة الالمانية". وردا على سؤال حول تشجيع المانيا لعودة النازحين الآمنة، اجاب انه "تم الحديث بشكل موسع عن الوضع في سوريا، وقلت انه بعد محاولات دولية عديدة فاشلة لاحداث وقف اطلاق النار والتهدئة، زاد املي قليلا بعد النجاح في تهميش "داعش" الذي لم يعد قوة عسكرية ذات اهمية. هناك تطورات جديدة في شمال سوريا خصوصا، لا نعرف تأثيرها بعد على الوضع الامني على المدى الطويل، ويجب متابعة الامور عن قرب، واعتقد ان الرئيس اللبناني والحكومة سيواصلان المحادثات والمناقشات حول مسألة العودة، ولكن للأسف فإن الجزء الاكبر في سوريا لم يتحقق فيه بعد، الظروف المؤاتية لعودة النازحين."

وعن دور المانيا في امكان ردع اسرائيل من التقدم نحو النقاط المتنازع عليها على "الخط الازرق"، شدد الرئيس الالماني على انه تبلغ من الرئيس عون عن هذه المعطيات التي تعتبر في اوجه منها خطيرة. "ولكن اعتقد ان لا مصلحة لأحد في زيادة صعوبة الوضع الحالي او اعتماد التصعيد في الوقت الراهن."

السجل الذهبي
وبعد المؤتمر الصحافي، انضمت اللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون والالمانية الاولى السيدة إلكه بدنبندر الى رئيسي جمهورية البلدين في لقاء استمر عشر دقائق في صالون السفراء حيث التقطت الصور التذكارية، وقّع بعدها الرئيس الالماني وقرينته على السجل الذهبي للقصر.

عشاء رسمي
ثم اقام الرئيس عون واللبنانية الاولى مأدبة عشاء على شرف الرئيس الضيف وقرينته حضرها اعضاء الوفدين الرسميين اللبناني والالماني، وسفراء دول الاتحاد الاوروبي في لبنان وامين عام وزارة الخارجية السفير هاني شميطلي وعميد السلك القنصلي جوزف حبيس، واركان الجسم القضائي ومدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير وكبار موظفي القصر الجمهوري وعدد من المستشارين، إضافة الى افراد عائلة رئيس الجمهورية وشخصيات اقتصادية واعلامية.

وتم خلال العشاء تبادل الانخاب بين الرئيسين عون وشتاينماير فقال الرئيس عون:
"ارفع كأسي لأرحب بفخامة الرئيس الالماني وعقيلته والوفد المرافق، واتمنى لهم اقامة سعيدة في لبنان مع كل المحبة والصداقة التي تجمع بينهما".

الرئيس شتاينماير
وردّ الرئيس الالماني فقال:" فخامة الرئيس واللبنانية الاولى، باسمي وباسم عقيلتي، اجدد السعادة بوجودنا في لبنان، ونشكركما على حسن الضيافة. خلال الاعوام الـ12 الماضية التي زرت فيها لبنان في ظل ظروف قاسية، يبقى هذا البلد نموذجا للتعايش السلمي بين مختلف الطوائف والاديان. وزيارتنا ليست فقط سياسية، بل ايضا للاضاءة على اسهامات لبنان الثقافية في المنطقة بأسرها.

وارفع كأسي لشرب نخبكم فخامة الرئيس واللبنانية الاولى، ونخب الصداقة اللبنانية- الالمانية."

وعند الساعة السابعة والنصف غادر الرئيس شتاينماير وقرينته قصر بعبدا، حيث كان في وداعهما عند المدخل الرئيس عون واللبنانية الاولى.

لقاء السيدتين عون وبدنبندر
وكانت السيدة عون استقبلت السيدة بدنبندر عند الساعة الخامسة الا ربعا في القصر الجمهوري في بعبدا، حيث رحبت بها وتمنت لها إقامة طيبة في لبنان، مشددة على اهمية هذه الزيارة التاريخية مؤكدة أنها ستشكل فرصة لتوطيد العلاقات اللبنانية-الالمانية وستفتح الآفاق امام البلدين لتبادل الخبرات والافادة من التجارب في مختلف المجالات.
وقد تحول اللقاء الى اجتماع عمل جرى خلاله تبادل وجهات النظر والبحث في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما في ما يتعلق بالشأنين الاجتماعي والانساني ودعم قضايا الطفولة وذوي الاحتياجات الخاصة. كما تم التطرق الى دور المرأة وعملها في مختلف الميادين والقوانين المتصلة بحقوق المرأة العاملة خصوصا المرأة الام والتحديات التي تواجهها ودور القضاء في تكريس مبدأ المساواة بين المرأة والرجل وحماية المرأة من العنف.

وقد شكرت السيدة بدنبندر من جهتها للسيدة عون حسن استقبالها وضيافتها، معربة عن سعادتها لزيارة لبنان لما يتمتع به من ميزات فريدة، لا سيما على الصعيدين الحضاري والثقافي، مشيرة الى الاهمية التي تعلقها على هذه الزيارة لتعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين، وللاطلاع عن كثب على واقع التحديات التي تواجه لبنان. وقد نوهت السيدة بدنبندر بالمبادرات التي تقوم بها السيدة عون عبر دعمها القضايا المتعلقة بالطفولة ومساعدة المصابين بحالات التوحد والامراض المستعصية، إضافة الى رعايتها للكثير من حملات التوعية إن كان في المجال الصحي مثل اطلاقها حملة التوعية من سرطان الثدي او في المجال البيئي.

وقد اطلعت السيدة بدنبندر ايضا على اهم الخطوات التي يقوم بها لبنان لتطوير قطاعه العام وخدماته، لاسيما في مجال التقديمات الاستشفائية والضمان الصحي، متوقفة في هذا المجال عند الصعوبات التي تواجهها الدولة اللبنانية، خصوصا في تأمين الخدمة الطبية للنازحين السوريين والاعباء الناتجة عن ذلك.

وكان حضر اللقاء عن الجانب اللبناني الى السيدة عون، قرينة وزير الخارجية والمغتربين السيدة شانتال عون باسيل، قرينة وزير الثقافة رئيس بعثة الشرف السيدة سمر جبور خوري، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة كلودين عون روكز، ومديرة مكتب اللبنانية الاولى السيدة ميشال فنيانوس. اما عن الجانب الالماني، فحضرت الى السيدة بدنبندر قرينة السفير الالماني في لبنان السيدة اناهيد هانونيك هوث، المساعدة الخاصة للالمانية الاولى السيدة جوتا كاسدورفJuttaCasdorf، ونائب مدير مكتب الرئاسة الفدرالية د. توماس سايد Thomas Seide.

  • شارك الخبر