يواجه روجر فيدرر يوم الغد الكرواتي مارين سيلتش في نهائي أستراليا المفتوحة أولى بطولات الغراند سلام لهذا الموسم، نهائي أقرب نظرياً إلى روجر فيدرر نظراً إلى أرقام البطولة، لكن هل تعكس الأرقام الحقيقة فعلاً؟

بالتأكيد روجر فيدرر قدم أداء مميز في هذه البطولة، لم يفقد أي مجموعة مثلاً، ولم يعاني على إرساله نسبياً.

على عكس الكرواتي الذي فقد أربع مجموعات في طريقه إلى النهائي، و واجه متاعب كبيرة على إرساله رغم امتلاكه لميزة الإرسال القوي.

روجر فيدرر يمكن الأخذ بأرقام مبارياته في هذه البطولة أمام بيرديتش فقط، حيث لم يواجه فيديرر أي اختبار فعلي سواه في طريق النهائي، إذاً من الممكن أن يعاني فيديرر على الإرسال في حال واجه خصم يستطيع التسديد بقوة من الخط الخلفي، وهذا هو أكثر شيء فعله سيلتش في هذه البطولة.

سيلتش يقدم في هذه البطولة نسخة هجومية جديدة، دائماً ما يستغل الفرصة للضغط على الخصم بالتسديدات القوية من آخر الملعب، وبصراحة من الصعب جداً أن تجد الحل لهذه الكرات باستراتيجية ما، عليك فقط أن تنتظر انخفاض ثقته وتستغلها.

فيدرر وسيلتش تقريباً يتبعان نفس الاستراتيجية في هذه البطولة، المغامرة و المبالغة في الهجوم

كلاهما لديهما نسبة أخطاء مباشرة مرتفعة جداً، تم تعويضها بالضربات القاضية.

لذلك يوجد حلين اثنين للفوز، إما انتظار ارتفاع نسبة الأخطاء المباشرة للخصم واستغلال انخفاض الثقة

أو التحفظ قليلاً، وبالتالي تنخفض نسبة الأخطاء المباشرة مما يضع الخصم تحت الضغط، وهذا هو أكثر ما يجيده فيدرر.

الخبرة هي من تمكنك من التحفظ دون فتح المجال لتألق الخصم، لذلك فيديرر سيعمل على تقليل خياريات سيلتش دون أن يجبره سيلتش على التراجع لدرجة أن يفقد جميع حلوله.

آخر لقاء جمع بين اللاعبين في بطولات الغراند سلام كان في نهائي ويمبلدون الموسم الماضي حينما توّج فيدرر بلقبه التاسع عشر في الغراند سلام، طبعاً من المستبعد أن يسير لقاء الغد بنفس طريقة اللقاء الماضي، سيلتش اليوم أكثر خبرة وأعلى ثقة والأهم بكل تأكيد أسلوبه اليوم أفضل، هجومي فعال.

فيدرر لن يفرط بهذا النهائي أبداً، فبعد عمر ال37 من الصعب جداً أن تتاح الكثير من الفرص أمامه لزيادة أرقامه في بطولات الغراند سلام، لذلك ستكون هذه الرغبة دافع قوي لدى روجر ليقدم أفضل أداء له في هذه البطولة ويحقق اللقب.