hit counter script

الحدث - مروى غاوي

"سامي" يفضل ان يغني وحده... "النيابة مش كل شي"

الإثنين ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم يعد لدى رئيس حزب الكتائب بديلاً من التعبير عن سخطة و"قرفه" من السلطة مؤخراً الا من خلال القيام بنزهة بين اكوام النفايات التي جرفتها السيول الشتوية الى الشاطىء المتني والكسرواني، فالوضع السياسي لم يعد مقبولا فيما الوضع الانتخابي بالنسبة للكتائب ليس بالمستوى الممتاز ايضاَ ووفق ما رسمه رئيس الكتائب لانتخابات 2018، ثمة مأزق حقيقي وحصار واقع على الكتائب في الانتخابات التي لا يمكن ان تتحالف في هذا الاستحقاق إلا مع الكتائب وشخصيات مستقلة وربما المجتمع المدني فيما الآخرون ذاهبون الى تحالفات مناطقية متماسكة كما هي حال التيار والمستقبل.

تعقيدات المشهد الانتخابي للكتائب يعود عمرها الى زمن تفاهم معراب يوم أخرجت الكتائب من التفاهم المسيحي ووضع سيناريو التسونامي الانتخابي للثنائية المسيحية، يومها راهن الجميّل على ان لايكتب العمر الطويل لهذا التفاهم ولايستمر للانتخابات اذ يصعب تصور القوات والعونيين على متن لائحة انتخابية واحدة، فصحت النظرية الى حد ما ولكن هل ان ما كان يعوق تقارب معراب والتيار يصح اليوم على القوات والكتائب؟
المعادلة تكاد تكون نفسهاولا شيىء يوحي بحصول تقارب بكفيا ومعراب، رغم الاصوات الكتائبية من النواب الذين يطالبون رئيس الحزب بتحالفات موضعية تحسن وضعيتهم الانتخابية، فمعركة سامي الجميل المتنية مقبولة وهو بطبيعة الحال نائباً في مجلس 2018 والأكيد مع اضافة مقعد متني آخر ولكن لا شيىء محسوم بالنسبة الى نيابة فادي الهبر وايلي ماروني وسامر سعاده وربما نديم الجميل، ربما ينجح جميع هؤلاء ولكن لا شيء محسوم.
يتم الحديث عن معركة قاسية في عاليه بعد فشل الائتلاف الذي اراده وليد جنبلاط مع المسيحيين جميعهم بتوزيع الادوار، وعن معركة لا يحسب فيها حساب للنائب سامر سعاده بترونياً إلا من ضمن تفاهم ما مع القوات وان ايلي ماروني بدأ يضرب عبثاً الاخماس بالاسداس ليحصل على حاصل انتخابي بدون القوات، بينما صوت الكتائب في زحله قد يكون مكملاً للقوات للحصول على المقعد الثاني، فيما تعلو اسهم نديم الجميل في الاشرفية وتهبط حسب بورصة المواقف والاحداث، فترتيب تحالفات في عاليه والشوف بين الاشتراكي والقوات قد يطيح بمقعد فادي الهبر، الذي يسعى جنبلاط للحفاظ عليه للكتائب وفي زحلة اختلفت المعطيات كثيراً عن انتخابات 2009 التي تمكنت من تثبيت نيابة ماروني بنتيجة 8 مقابل صفر ل8 آذار، اما في عكار فيبقى مصير شادي معربس مرهوناً بتحالف ما هناك قد لا يكون مناله سهل.
هذا الواقع جعل نواب الكتائب يرفعون الصوت ويمارسون الضغوط على القيادة لتفعيل التحالفات ولو اقتضى الامر بالتحالف مع الشيطان لانقاذ مقاعدهم، فالرهان الذي تضعه القيادة الحزبية على المعارضة فقط وبعض التحالفات لا يؤد غرضه في هذا القانون المعقد بتركيبته ووسط بحر العواضف التي تهب من كل صوب، لكن رئيس الحزب وفق اوساط مطلعة لا يبدو انه اعار الاصوات الاعتراضية حقها وما تريده فما كتب قد كتب في الانتخابات، وهو يفضل ان "يغني"وحده على ان ينضم لجوقة غير متجانسة يتفرق عشاقها بعد الانتخابات، فما بين الكتائب والقوات تاريخ في المقاومة المسيحية ومسيرة لكنها غير قابلة للتعايش اليوم ولاعادة احيائها، والجميل يفضل المعركة وحيداً والاكتفاء بالصراخ في وجه السلطة وضد الفساد والصفقات على ان ينغمس في انتخابات لن تقدم ولن تؤخر وبحسب الكتائبيين الذين استسلموا للواقع الجديد فالنيابة "مش كل شي"، والمغالون في التوقعات والارقام يتحدثون عن فوز سامي الجميل في المتن ومعه كتائبي وحليف أو حليفان بحسب تركيبة اللائحة، فيما المتشائمون يرون "سامي" وحده في برلمان 2018 ونواب سابقون يتأسفون على "غلطة" الذهاب الى المعارضة ومعاكسة التيار.
مؤخراً كتب احد الكتائبيين على صفحته الافتراضية "الأفضل في هذه الانتخابات على الكتائب ان لا ترشح احداً إلا سامي الجميل" الأمر حاكى بعض الواقع فمعركة الكتائب الوحيدة المضمونة هي في المتن وما عداها من دوائر يحتاج الى عناية فائقة وربما الى معجزة تحالفية أو انتخابية، لكن رئيس الكتائب مصر على المضي في المعركة ومواجهة الجميع... مصلحة الكتائب من وجهة النظر الجميلية ان تكون اليوم وغداً خارج الاصطفافات والتحالفات وان تتزعم المعارضة ضد السلطة وفسادها.

 

  • شارك الخبر