غصت ساحة النجمة في وسط بيروت أمس بآلاف العائلات منذ ساعات الصباح الباكر، في إطار الانشطة الترفيهية التي تنظمها بلدية بيروت بإيعاز من رئيس الحكومة سعد الحريري، لاعادة الحياة الى الوسط التجاري بعد أن كان لأعوام سجين الحواجز الاسمنتية وأشبه بمدينة أشباح هجرها سكانها. يأتي هذا النشاط بعد المهرجان الضخم الذي شهدته الساحة ليلة رأس السنة والذي شكل صافرة الانطلاق لورشة إعادة ضخ الحياة في المدينة التي تنعم باستقرار أمني تفتقده كبرى عواصم العالم، وذلك بفضل جهود القوى الامنية التي حققت أخيرا إنجازا أمنيا نجّى لبنان من مخطط ارهابي ضخم من خلف الحدود. نشاط بعد نشاط، تتركس بيروت مدينة للحياة، يتهافت إليها سكانها وسياحها للرقص والاسترخاء، ويشعرون بالانتماء اليها من جديد، فيحلم فيها الشباب، ويستذكر الكبار أيام العز، في جو من الفرح، على وقع حركة اقتصادية تعيد تنشيط الوسط التجاري الذي عانى الركود لسنوات.

عضو كتلة المستقبل النائب محمد قباني أشار عبر "المركزية" الى أن "فرحة اللبنانيين أمس كانت لا توصف، وهم يستمتعون بالنشاط الترفيهي الذي أقامته بلدية بيروت بإيعاز من رئيس الحكومة، فتهافت الآلاف للرقص والاستمتاع بالموسيقى في جو رائع يبرهن أن قلب بيروت عاد لينبض، وحجارتها لترقص وأن المدينة ستسترجع الزمن الجميل للرئيس الشهيد الرئيس رفيق الحريري"، لافتا الى أن "لابد من التنويه باحتضان رئيس مجلس النواب نبيه بري لهذا النشاط في حرم مجلس النواب".

وقال إنه "لا يوجد حل سحري للشلل الذي كان يضرب الوسط التجاري، لكن بمجرد إزالة العوائق أمام المشاة ومواصلة إحياء الانشطة الترفيهية، ستعود بيروت الى سابق عهدها، محجا للسياح الاجانب والخليجيين ومقصدا للبنانيين لأي فئة اجتماعية انتموا".

وبالنسبة لشكوى المواطنين من استمرار غلاء الاسعار، قال "سنحاول بمعاونة المجلس البلدي التواصل مع المقاهي لاعتماد أسعار معقولة ليكتسبوا بذلك الزبائن على المدى الطويل بدلا من الربح السريع الذي لا يدوم، علما أن أسعار المطاعم في ساحة النجمة أرخص من العديد من المناطق السياحية في بيروت".

وعلى صعيد المواصلات، قال إن "خطة السير في بيروت تطال العاصمة ككل وليس فقط الوسط التجاري"، داعيا الى "إرساء ثقافة النقل العام لدى اللبنانيين، فالخلل الذي يعانيه هذا القطاع لن يبقى كذلك بعد تنفيذ خطة انشاء 250 خط باص في العاصمة، لتخفيف الازدحام الذي ينعكس في كثير من الاحيان سلبا على الحركة الاقتصادية للمدينة". وأشار الى أن "الامن ممسوك بشكل ممتاز في المدينة، ونأمل أن يشكل ذلك محفزا اضافيا للسياح واللبنانيين على السواء"، مشيرا الى أن "منع دخول السيارات الى باحة ساحة النجمة هدفه تجنيب اي خرق أمني قد يعكر الاستقرار، كما أنه يتيح حرية الحركة للمشاة الامر الذي يشكل عامل جذب خصوصا للسائح الغربي الذي يأتي للتمتع بتراث المدينة مشيا على الاقدام"، لافتا الى أن "جلسات الهيئة العامة لمجلس النواب ستكون استثناء، على صعيد الاجراءات الامنية بحيث ستغلق الساحة مرة كل أسبوعين تقريبا، وهذا أمر طبيعي في كل دول العالم حرصا على سلامة المسؤولين".

ولفت الى أنه "ليس خطأ الاستفادة من النشاطات انتخابيا، لكن نؤكد أن النشاطات ستتواصل بشكل دوري وإن لم يكن أسبوعيا فكل أسبوعين، وسيكون هناك تجديد على صعيد البرامج الفنية، لجذب السياح من مختلف الدول والثقافات"، مشيرا الى أنه "على صعيد العامل العربي، لا نرى اندفاعة خليجية كبيرة بعكس السائح العراقي الذي واصل زياراته الى لبنان".

المركزية