hit counter script

أخبار إقليمية ودولية

ما حقيقة وجود صفقة تركية مع روسيا حول عفرين مقابل إدلب؟

الأحد ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 15:15

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

مع البدء الفعلي للعملية العسكرية التركية في مدينة عفرين السورية ضد فصائل كردية مسلحة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت، رسميا سحب عسكريين روس من محيط المدينة.

وأشارت الوزارة في بيانها، إلى أنه تم اتخاذ التدابير كافة لتوفير أمن العسكريين الروس المتواجدين في منطقة عفرين، مضيفة أنه "من أجل تجنب استفزازات ممكنة، وتعريض حياة وسلامة العسكريين الروس للخطر، تم سحب المجموعة العملياتية لمركز المصالحة والشرطة العسكرية الروسية في محيط عفرين".

وأعلنت الوزارة أن من بين العوامل الرئيسية التي ساهمت في تأزم الوضع شمال غرب سوريا، حيث بدأت تركيا عملية عسكرية ضد الأكراد، كانت الاستفزازات الأمريكية، الموجهة نحو عزل مناطق التواجد الكثيف للأكراد.

وأشار البيان إلى أن "مساهمة البنتاغون في توريد الأسلحة الحديثة للتشكيلات الموالية للولايات المتحدة شمال سوريا، بما في ذلك المضادات الجوية بحسب المعلومات المتوفرة، ساهمت في التصعيد السريع للتوتر في المنطقة ودفعت القوات التركية لعملية عسكرية".

وقبيل بدء عملية عفرين، بحث رئيس أركان الجيش التركي مع نظيره الروسي في موسكو الوضع السوري، ومباحثات جنيف وأستانا، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول.

وفي ظل حديث "عربي21" السابق مع عدد من المحللين، فقد أكدوا ضرورة أن تحصل تركيا على توافق دولي وبالتحديد مع روسيا، لضمان نجاح عمليتها العسكرية في عفرين، وتحقيق هدفها بالقضاء على الجماعات الكردية المسلحة التي تخشى تركيا تهديدها لأمنها القومي.

وعلى ضوء التطورات الحالية، يتبادر للأذهان تساؤل حول مدى وجود صفقة تركية روسية، تتضمن عدم اعتراض الجهد العسكري التركي الحالي في السيطرة على عفرين، مقابل إعطاء ضمانات من أنقرة إلى موسكو بدعم تقدم النظام السوري نحو مدينة إدلب التي تسيطر على غالبيتها المعارضة السورية.

بدوره، أشار المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي أديب عليوي إلى أن عملية العسكرية التركية في عفرين كانت بتنسيق مسبق مع الدول الكبرى بما فيها أمريكا وروسيا، منوها إلى أن تركيا منذ أكثر من شهر تحاول التجهيز لهذه العملية، وفي هذا الإطار انسحبت العناصر الروسية من عفرين.

وأكد عليوي أن السياسة الروسية الحالية تحتاج إلى تركيا أكثر من أي وقت مضى، مستبعدا أن "تكون الموافقة الروسية على العملية التركية جاءت بعد عقد صفقة بين روسيا وتركيا بمعنى عفرين مقابل إدلب".

وذكر عليوي أنه ظهر في الفترة الأخيرة تخبط في السياسة الروسية، موضحا أنه "حتى لو كان هناك تفاهمات على عفرين، فهي توافقات مرحلية"، منوها في الوقت ذاته إلى أنه "ربما تكون روسيا طلبت العديد من النقاط للضغط على الفصائل المعارضة في سوتشي، مقابل عدم معارضتها للعملية التركية في عفرين".

واستدرك بقوله: "قد تكون الطلبات الروسية أكبر مما تقدر عليه تركيا"، معتقدا أن تركيا "لا تساوم بهذا الشكل المفضوح على الثورة السورية، وهناك مبالغات في الحديث عن مثل هذه الصفقة".

ورجح المحلل العسكري أن لا تطول العملية التركية في عفرين في حال حققت أهدافها في الأيام القليلة القادمة، موضحا أن السقف الزمني للعملية ربما لن يتجاوز الأسبوعين القادمين.

وذكر عليوي أن الارتدادات العسكرية على الداخل التركي من قبل الجماعات المسلحة الكردية، ستبقى محدودة ومحصورة ولن تأتي بأحداث مفاجأة لما يتوقعه الجيش التركي، مؤكدا أن "العملية التركية مضبوطة ومدروسة"، بحسب تعبيره.

في المقابل، ذكرت صحيفة روسية الأحد، أن صفقة تمت بين أنقرة وموسكو تتضمن أن بدء الجيش التركي في عمليته العسكرية في عفرين جاءت مقابل ضغط تركي مرتقب على المعارضة السورية تسمح بتقدم النفوذ الروسي والنظام في مدينة إدلب.

ووفق ما نقلته صحيفة "حرييت" التركية المعارضة عن المصدر الروسي، فإن نظام الأسد يحاول منذ ما يقارب الشهر السيطرة على مطار عسكري جنوب إدلب بمساعدة من روسيا وإيران.

وأشارت الصحيفة إلى أن بدء العملية العسكرية التركية تزامن مع توجه عناصر من المعارضة السورية من جنوب إدلب إلى منطقة عفرين، وهو ما يعزز "وجود صفقة أن عفرين مقابل إدلب".

ولفتت إلى أن روسيا بدأت بالانسحاب الحقيقي من عفرين في 10 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وأبقت فقط على 170 جنديا، في إشارة إلى العناصر الذين أعلنت روسيا انسحابهم رسميا السبت.

"عربي 21"

  • شارك الخبر