hit counter script

أخبار محليّة

فضل الله: نراهن على حكمة القيادات لمعالجة ملف مرسوم الاقدمية

الجمعة ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 13:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته:

"عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله، وأن لا نكون ممن تحدث عنه رسول الله عندما سأل: "ما المفلس؟"، فقيل له: "هو المفلس فينا من لا درهم ولا متاع له".. فقال الرسول: "إن المفلس من يأتي يوم القيامة، بصلاة، وصيام، وزكاة، وصدقات، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، وهتك هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم، فطرحت عليه، ثم يطرح في النار".

اضاف: "فلنراقب الله جيدا في الكلام الذي يصدر عنا، وفي المال الذي نجنيه، وفي أي قرار نتخذه عندما ندخل في معركة أو نستجيب لانفعال أو يصدر عنا أي تصرف، بأن يكون مدروسا ومحسوبا جيدا، حتى لا نخسر رصيدا جمعناه وتعبنا في جمعه. فنحن أحوج ما نكون إلى ذلك حين نقف بين يدي الله، حيث الجزاء مرهون بثقل الحسنات: {فأما من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية * وأما من خفت موازينه * فأمه هاوية * وما أدراك ماهيه * نار حامية}.. لا أن نقول، كما يقول الكثيرون حين يرون أيديهم خالية من عملة الآخرة: {يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله}. ومتى التزمنا بأمر الله، سنكون أقدر وأحرص على مواجهة التحديات".

وتابع: "البداية من لبنان، الذي لم تهدأ بعد فيه العاصفة السياسية على خلفية مرسوم الأقدمية للعام 1994، والتي هي أشد من العاصفة المناخية التي تضرب لبنان هذه الأيام، لما تتركه من تداعيات على استقرار البلد السياسي، وعلى التوازن المطلوب بين الطوائف، وعلى صورة القضاء الذي كنا نريد أن لا يقحم في أي سجال سياسي، وأن لا يكون موضع شبهة، بحيث توجه إليه السهام".

وقال: "لقد أصبح واضحا أن هذا الجو السياسي العاصف لن يهدأ سريعا، كما هو الجو المناخي، بل سيستمر لعدم وجود مرجعية حل تنهي هذا الخلاف، وتعيد البلد إلى استقراره، وإن كنا سنبقى نؤكد أن مرجعية الحل ينبغي أن تكون في المؤسسات التي يلتقي فيها الجميع".

واكد "اننا لسنا من الذين يقللون من تداعيات هذا المرسوم، حتى يقال ان الدنيا تقام ولا تقعد من أجل أقدمية بعض الضباط، ويحصل للبلد كل ما يحصل، فالحدث يحمل أبعادا تستحق التوافق عليها ومعالجتها، حتى نحفظ التضامن الذي نريده في هذا البلد، ولا سيما في ظرف حساس يعيشه لبنان والمنطقة من حوله".

وقال: "إننا نراهن على حكمة القيادات في لبنان، والتي تجلت في معالجة ملفات سابقة، بأن تتجلى في هذا الملف، لعودة الانتظام العام إلى عمل المؤسسات، وتخفيف أجواء التوتر والتشنج التي أصبحت طابع الخطاب السياسي خارج المؤسسات الدستورية أو داخلها، ما ينعكس سلبا على هذا البلد".

واكد "ان هناك الكثير من الملفات التي تنتظر، ولا يمكن أن تعالج إلا بالاستقرار والهدوء، ولا سيما القانون الانتخابي، الذي لا بد من أن ينجز بشكل كامل، وأن تعالج كل العوائق التي قد تعترض تنفيذه، فإن لم تعالج، ستكون بابا ينفذ منه الذين لا يريدون لهذا الاستحقاق أن يتحقق. ولا بد من أخذ الملف الأمني بعين الاعتبار، وهو الذي عاد إلى الواجهة من خلال عملية الاغتيال الفاشلة في صيدا، التي تحمل بصمات العدو الصهيوني، أو من خلال التحذيرات التي صدرت عن أكثر من دولة لرعاياها، بتجنب كثير من المناطق اللبنانية، فلا يمكن إلا أن تحمل على محمل الجد".

وقال: "إن لبنان لا ينبغي أن ينام على حرير الأمان الذي نعيشه، والرغبة الدولية في استقراره، في عالم لم يعد الأمان بيد أحد معين، فلا يزال البلد عرضة للتهديد من الجماعات الإرهابية وخلاياها النائمة، التي تنتظر أي غفلة من القوى الأمنية أو أي توتر سياسي أو أي اعتداء من العدو الصهيوني أو من العابثين بالأمن الداخلي من المجرمين أو المعتدين على المؤسسات المصرفية أو الاقتصادية".

وتابع: "بالانتقال إلى فلسطين المحتلة، لا بد من أن نتوقف عند المقررات التي انتهى إليها المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ردا على إعلان الرئيس الأميركي القدس عاصمة للكيان، حيث قرر المجلس أن "الفترة الانتقالية التي نصت عليها الاتفاقات الموقعة في أوسلو والقاهرة وواشنطن لم تعد قائمة".. ونحن في الوقت الذي نقدر هذا الموقف، نريد له أن يتجسد بإعلان نفض اليد كليا من هذه الاتفاقات، وعلى رأسها اتفاق "أوسلو"، الذي كبل الفلسطينيين، وترك الهامش كله للاحتلال ليعبث بالأراضي والمقدسات وبالإنسان الفلسطيني، وإلغاء الاعتراف بالكيان الصهيوني.. لأننا نعتقد أن المرحلة الخطيرة التي تواجه القضية الفلسطينية، تحتاج إلى قرارات جريئة وحاسمة بمستوى هذا التحدي، لا إلى توصيات تبقى حبرا على ورق".

اضاف: "إننا نريد للقيادات الفلسطينية أن ترتقي إلى مستوى آمال شعبها وطموحاته، وهو الذي لم يخذلها طوال تاريخه، ولا يزال حاضرا في أي موقف يحتاج إلى تضحية وبذل دم، رغم كل ما يعانيه هذا الشعب. إن الشعب الفلسطيني أحوج ما يكون إلى أفعال وقرارات، وإلى دعم ينعكس على الأرض، لا إلى مؤتمرات وقرارات سرعان ما تنتهي بانتهاء الاجتماعات فيه".

وبالنسبة الى سوريا، قال: "لا تزال سوريا محل تجاذب بين القوى الدولية والإقليمية، وموقعا للصراع في ما بينها، ينعكس على وحدة هذه البلد وعلى الاستقرار الذي ينتظره الشعب السوري. إن ما يحصل ينبغي أن يدعو الشعب السوري إلى اليقظة والوحدة، لمنع البلد من أن يكون جبنة تقسم في مواقع القرار على حسابه، وأن يكون مطية لأحد، تحت عنوان تأمين مصالح قومية أو طائفية أو أية اعتبارات سرعان ما تظهر الأيام عدم الجدية فيها، وأن السوريين لم يكونوا سوى أدوات لتنفيذ مشاريع خاصة".

وعن اليمن، قال: "أمام الأرقام الخطيرة التي تتوالى من اليمن عن حجم الكارثة التي قد تصيب شعبا بأكمله، وأمام عجز الأمم المتحدة التي تكتفي بدور المراقب الذي يصدر بيانا كل مدة حول ما يصيب اليمنيين من كوارث وأضرار وأمراض، نجدد الدعوة إلى وقف هذه الحرب العبثية المجنونة التي ستؤول إلى كوارث، ليس على اليمن وحده، بل على العرب والمسلمين جميعا، الذين بات عليهم أن يتداعوا لوقفها من الآن.. ونحن نتساءل: لماذا يتحدث بعض العرب عن سلام الشجعان مع العدو فقط؟ ولماذا لا نتحدث عن السلام في ساحاتنا الداخلية وبين بعضنا البعض؟!". 

  • شارك الخبر