hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - مروى غاوي

فتوش انتخابي في زحلة... لم تكتمل عناصره بعد

الجمعة ١٥ كانون الثاني ٢٠١٨ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم تكتمل الصورة الانتخابية في زحلة بعد بسبب العقد الانتخابية المتمثلة بالقوى السياسية المتداخلة مع بعضها من جهة وسياسة رفع السقوف التي تمارسها القوى المعنية بالاستحقاق في فرض شروطها الانتخابية مما يعيق اكتمال اللوائح وظهورها بعد، فلكل فريق عقده الانتخابية واسبابه التي تمنعه من التحالف مع الآخرين، فتيار المستقبل يمكن ان يتحالف مع الجميع وملتزم مع كثيرين من السيدة ميريام سكاف الى التيار الوطني الحر بانتظار تبلور المصالحة جيداً مع القوات. لكن مشكلة تيار المستقبل انه لا يعرف ما يريد بعد، ولا يعرف ماذا يفعل ايضاَ بحلفائه الذين يحاولون استنزافه وفرض شروط تصل الى تعجيزية عليه، فثمة فريق يطالب المستقبل باكثر من مقعد ويضع فيتوات على مرشحين من اللائحة المزمع تشكيلها في زحلة، فيما حزب الله من المؤكد انه لن يترك نقولا فتوش في المعركة القاسية لقمة سائغة تتناولها التحالفات بسهولة.
واذا كانت القوات تعد بتسونامي انتخابي في المناطق المسيحية وبمفاجآت على الساحة المسيحية، فان وضعها في زحلة هو اكثر تعقيداً مما تظن ومما هي الحال في بشري والكورة وزغرتا والبترون او في جبل لبنان التي يفترض ان تحقق فيها القوات ارقاماً عالية، فزحلة ذات الطابع القواتي بالاسم والعنوان نسبة الى الحرب اللبنانية وما قدمته القوات من شهداء المقاومة المسيحية وفي معركة حصار زحلة، تواجه حرباً مفتوحة بتكتل الاقوياء عليها من جهة الكتلة الشعبية وفتوش وعدم توصلها الى اتفاق انتخابي مع التيار والمستقبل من جهة ثانية، وبسبب ما يرشح من تحالفات ارساها التيار الوطني الحر في المدينة لا توحي بالذهاب معاً بين القوات والتيار، وعليه فإن القوات اليوم تتكل على نفسها زحلاوياً وتبحث عن اعادة تعويم نفسها في الانتخابات خصوصاً انها تملك قدرة تجييرية قوية تصل الى 12 الف صوتا، ومن هنا فان تحالفاتها لا يفترض ان ترتبط باعادة ترتيب الوضع السياسي مع حليفيها ووصل ما انقطع مع التيارين اي المستقبل والتيار الوطني الحر، وحيث ان خيار الافتراق الانتخابي بات واضحاً تقريباً بالذهاب الى المعركة، وبات مؤكداً ان اللائحة المفترض ان التيار يشكلها مكتملة المقعدين الماروني والكاثوليكي بانتظار الكاثوليكي الثاني.
بسؤالهم عن الوضع الانتخابي يصف المعنيون بالانتخابات في زحلة الوضع الحالي بالـ"فتوش" الانتخابي الذي لم تحضر كل عناصره بعد، والمعطيات الجديدة تنتظر ما يحصل في السياسة وطبيعة التلاقي او التباعد بين مقرري اللوائح. وان كان المشهد بات واضحاً فيه ان التحالف الزامي وحتمي بين المستقبل والتيار الوطني الحر حيث ان لائحة التيار اكتملت عناصرها المارونية بالنائب السابق سليم عون وبمرشح عن المقعد الكاثوليكي يرجح ان يكون ميشال الضاهر، وان كانت هذه النقطة عالقة عند حدود التفاوض الذي لم يحسم بعد مع رئيسة الكتلة الشعبية التي لا يمكن ان تلتقي مع الضاهر على اللائحة نفسها، في حين يعتبر واضعو السيناريوهات في زحلة ان رئيسة الكتلة الشعبية عمدت الى رفع سقف شروطها التي ابلغتها للرئيس سعد الحريري والتي من الواضح ان الحريري لا يمكن له القبول بها كلها باستثناء دعم سكاف وحدها بدون عناصر من تسميهم مرشحيها. وعليه يمكن القول ان سكاف تكاد تقترب من وضع اللمسات ما قبل الاخيرة على لائحتها الخاصة، في حين ان تحالف أمل وحزب الله وفتوش والطاشناق اكثر من مؤكد.
وفي حال لم تحصل المعجزة مع المستقبل فان القوات ستجد نفسها متجهة الى خيار تشكيل لائحة مع الكتائب ومستقلين وشخصيات من المدينة، فالقوات تمثلت بثلاثة نواب في الانتخابات الماضية وتكرار المشهد الذي حققته بالفوز الكبير مع قوى 14 آذار بنتيجة 7 مقابل صفر لتقهقر 8 آذار المتمثلة بالكتلة الشعبية والتيار العوني وحزب الله في حينه ليس وارداً او مطروحا لتبدل المعطيات ومجريات الاحداث وبعدما تفرق العشاق في 14 آذار وبات الحليف الكبير في المستقبل متموضعاً الى جانب التيار الوطني الحر لا يقدم على اي خطوة خارج التنسيق مع التيار الوطني الحر.
عام 2009 كانت كل التوقعات تشير الى فوز فريق 8 آذار بغالبية المجلس النيابي الى حين صدرت نتائج زحلة الليلية ليتغير كل شيىء في مجلس النواب، الرجوع الى ذلك التاريخ بهدف التعلم واخذ العبرة من قدرة المدينة في تغيير المعادلات ولكي لا يتم اسقاط زحلة من الحسابات الانتخابية والسياسية الكبرى، فزحلة في الانتخابات يحسب لها ألف حساب وانتخاباتها تقلب المقاييس، الامتحان القديم اخذت منه قوى 8 آذار الكثير اليوم لتعيد قراءة الأرض فلا يتكرر سيناريو الخسارة، وعليه فان انتخابات اليوم تشكل الامتحان لهذه القوى اي للتيار الوطني الحر والكتلة الشعبية وللثنائية الشيعية بفارق ان كل شيىء تبدل اليوم، فتيار المستقبل هو الشريك رقم واحد للتيار الوطني الحر في زحلة وفي كل المناطق، هذا ما تم الاتفاق عليه وقت كتب القانون الانتخابي وتمت الموافقة عليه ويتم تنفيذ بنوده اليوم.
من المسلم به ان يكون مشهد انتخابات 2018 زحلاوياً مغايرا بكل تفاصيله نسبة الى القانون النسبي الجديد واختفاء معالم 8 و14 آذار وتحول خصم الأمس الى حليف اليوم، لكن انتخابات زحلة المعروفة بمدينة الأسود يتصارع فيها الأقوياء، معركة المقعدين الكاثوليكيين هي المعركة الابرز، فرئيسة الكتلة الشعبية نظراً لتعقيدات كثيرة قد تجد نفسها مضطرة لتشكيل لائحة وحدها اذ تعتبر نفسها قادرة على الفوز باكثر من مقعد انتخابي استناداً الى ارث سكاف في المدينة وحيث ان سكاف وضعت المستقبل في ضوء تطلعاتها لاكثر من ترشيح في حال حصل التعاون مما اربك الحريري الذي يريد التعاون مع الجميع ضمن المنطق والمسار المقبول.

  • شارك الخبر